عمرو الورداني: مجتمع بلا رحمة هو مجتمع غير رباني.. والرحمة هي أساس الحضارة الحقيقية

محمد الجداوي

أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن التراحم هو حجر الأساس في بناء أي مجتمع إنساني سليم، مشيرًا إلى أن المجتمع الذي يخلو من الرحمة هو في حقيقته “مجتمع غير رباني”، لأنه فقد أهم معاني الوجود التي غرسها الله في خلقه.

الرحمة والتعاملات اليومية

وأوضح خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الرحمة لا تبدأ فقط من التعاملات اليومية، بل هي جوهر تكوين الإنسان نفسه، قائلاً: “المجتمع يبدأ من الرحم.. من الميلاد.. والرحم أصلها من الرحمة، ولذلك فإن كل مجتمع سويّ يبدأ بـ(بسم الله الرحمن الرحيم)، كما بدأ الله كتابه الكريم بها.”

وأضاف: “القرآن كتاب، والمجتمع كتاب آخر نقرأ فيه تجليات الرحمة، كما قال تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)، فالمجتمع الرباني لا يُبنى إلا على المحبة والتعاطف والتراحم.”

الحضارات والرحمة

وبيّن الدكتور عمرو الورداني أن الحضارات التي تفقد الرحمة هي حضارات آيلة للسقوط، موضحًا أن ما يشهده العالم اليوم من قسوة مادية وتحلل في القيم الإنسانية هو مؤشر على أفول حضارة فقدت بوصلة الرحمة.

وأكد أن بناء مجتمع التراحم ممكن، حتى في ظل التحديات التي يمر بها العالم اليوم، مثل الأزمات البيئية والتلوث والصراعات، وقال: “هذا الكون ليس ملكًا لنا، بل ملك لله سبحانه وتعالى، ونحن لا نسير فيه وحدنا.. الله معنا، ويد الله فوق أيدينا، ومع أيدينا، وسبقتنا إلى كل خير ورحمة”.

وقال: “كل ما فعلناه من دعم ودعاء ومساندة، كان نابعًا من الرحمة التي لا تزال حية في قلوبنا، وهي التي تجعلنا نعيش بشرف، ونتمسك بمبادئنا، لأننا بدأنا من عند الله.. وبدأنا بالرحمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى