بحضور نائب رئيس الوزراء : سفارة سلطنة عمان تحتفل بالعيد الوطني ال54 ..والسفير الرحبي يؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين بلاده ومصر

كتبت / هالة شيحة

بحضور الدكتور خالد عيد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، ولفيف من المسؤولين والدبلوماسيين والسفراء العرب والأجانب احتفلت سفارة سلطنة عمان بالقاهرة بالعيد الوطني ال54 للسلطنة .

وأكد عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى مصر والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية على عمق العلاقات المصرية العمانية عبر التاريخ .

وقال الرحبي في كلمته امام الحفل ان العلاقات العُمانية-المصرية شهدت هذا العام تطوراً نوعياً في المجالاتِ السياسيةِ والاقتصادية والإعلامية والثقافيةِ والتعليميةِ، مما يعكسُ عُمقَ العلاقات التاريخية التي تربطُ البلدين. حيث تمتدُّ جذورُ هذه العلاقات إلى أكثرَ من 3500 عام، منذ عهدِ الملكةِ حتشبسوت،واستمرت العلاقاتِ الدبلوماسيةِ المتينةِ التي تعززت تحت القيادة الحكيمةِ لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السلطانِ هيثم بن طارقٍ و الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسي.

وفي المجالِ الاقتصاديِّ، اتفقَ البلدانِ على تعزيزِ التعاون في القطاعاتِ غيرِ النفطيةِ، وفقاً لرؤيتي عُمان 2040 ومصر 2030، وتم توقيعُ اتفاقياتٍ بارزةٍ، منها اتفاقية الخدمات الجويةِ ومذكرةُ تفاهمٍ للتعاونِ الماليِّ. وفي عامِ2023، ارتفعَ حجمُ التبادلِ التجاريِّ بينَ البلدين بنسبةِ31%، مع زيادةٍ ملحوظةٍ في حجمِ الصادراتِ والوارداتِ.

أما في الإعلامِ والثقافةِ، فقد أُعلن عن اختيارِ سلطنةِ عمان ضيفَ شرفِ معرضِ القاهرةِ الدوليِّ للكتابِ 2025، كما شاركَتْ الموسيقى العُمانيةُ في مهرجانِ الموسيقى العربية بدارِ الأوبرا المصريةِ. وفي مجالِ التعليمِ، زادَ عدد الطلاب العُمانيينَ في مصر بنسبةِ 31%، مع تعزيز التعاون الأكاديميِّ والمنحِ الدراسيةِ.

واضاف السفير الرحبي ان رؤيةُ عُمان 2040 تمثل خارطةَ طريقٍ طموحةً لتحقيق التنمية المستدامةِ في سلطنةِ عُمان، من خلالِ تطوير الموارد البشريةِ والتكنولوجيةِ، وتحقيقِ الاستدامة الاقتصادية والماليةِ.
ومن ضمنِ أهدافِ الرؤيةِ تعزيزُ جودة التعليم والرعايةِ الصحيةِ، ودعمُ الشبابِ والمرأةِ وكافةِ فئات المجتمع للمساهمةِ الفعّالةِ في بناءِ المستقبلِ.

وفي مجالِ الطاقةِ النظيفةِ والهيدروجينِ الأخضرِ، تعمل سلطنة عُمان على تحقيقِ الحيادِ الصفريِّ الكربوني بحلول عامِ 2050، من خلالِ مشاريعَ ضخمةٍ تهدفُ إلى انتاج أكثرَ من مليونِ طنٍّ من الهيدروجينِ بحلولِ 2030،وصولاً إلى 8 ملايينَ طنٍّ في عامِ 2050. وتُشجِّعُ سلطنة عمان على شراكاتٍ استثماريةٍ مع الدولِ الشقيقة والصديقة لتعزيزِ هذا القطاعِ الواعدِ.

ونوه السفير الرحبي بالإنجازاتِ التي حققتْها سلطنةُ عمان عبرَ مسيرتِها الطويلةِ، وخاصةً منذ انطلاقِ النهضة العمانية المباركةِ في عامِ 1970، التي أرسى دعائمها المغفور له -بإذن الله تعالى- جلالةُ السلطانِ قابوسُ بنسعيدٍ -طيبَ اللهُ ثراه-، ويواصلُ مسيرتَها المظفرةَ اليوم جلالة السلطانِ هيثمُ بن طارقٍ المعظمُ -حفظَه اللهُ ورعاه- بكلِّ إرادةٍ وعزمٍ، لنمضيَ بثباتٍ نحوَ المستقبلِ الواعدِ.

وأوضح السفير الرحبي أن بلاده تتبنى سياسةً خارجيةً راسخةً قائمةً على أساس الحوارِ والتسامحِ، وتسعى دائماً لتعزيزِ قيمِ السلام والوئام بينَ الأممِ.
ومن هذا المنطلقِ، فإن سلطنةَ عمان تؤكد دعوتَها للمجتمعِ الدوليِّ إلى تكثيفِ الجهودِ لوقف التصعيد العسكريِّ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ، وحث الأطراف كافةً على الالتزامِ بالقانونِ الدوليِّ وميثاقِ الأمم المتحدة ، واحترامِ مبادئِ السلامِ والعدالةِ للجميعِ.

وفيما يخصُّ القضيةَ الفلسطينيةَ، تُجدِّدُ سلطنةُ عمان موقفها الثابتَ والداعمَ لحقوقِ الشعبِ الفلسطيني المشروعة ، بما في ذلك انسحابُ الاحتلالِ الإسرائيليِّ من الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ منذُ عامِ 1967، وفقا لقرارات مجلسِ الأمنِ، وإقامةُ دولتِه المستقلةِ وعاصمتها القدس الشرقيةُ.
كما تجدد سلطنةُ عمان دعوتها إلى وقف فوري للحربِ في قطاعِ غزةَ، ورفعِ الحصارِ عن السكان الأبرياء ، وتوفيرِ ممراتٍ آمنةٍ لإيصالِ المساعدات الإنسانية ، ووقفِ إطلاقِ النارِ في لبنانَ، والعودةِ إلى مسار تحقيقِ السلامِ العادلِ والشاملِ عبرَ الحوار والوسائل السلميةِ.

ونبه السفير الرحبي إلى ان العالمَ اليومَ يواجهُ تحدياتٍ كبرى على الاصعدة ة الامنية ، والاقتصاديةِ، والبيئيةِ، في ظلِّ تزايدِ الصراعات والحروب التي تؤثِّرُ بشكلٍ مباشرٍ على حياةِ الناس واستقرارهم .
واضاف : ” نحن في سلطنةِ عُمان نؤمنُ بأنَّ الحلول لهذه الأزماتِ لا تُحقَّقُ بالقوةِ العسكريةِ أو فرضِ العقوبات والتهميش، بل بالتفاهمِ والحوارِ بروحِ العدالةِ والتعاون المشترك لتحقيقِ الأمنِ الجماعيِّ والاستقرارِ العالميِّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى