المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة يحذر من “قضايا وهميةِ ساذجةِ” باسم الإعجاز العلمي

كتب / محمد الجهني

حذر المؤتمر العالمي للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، مما يعرضه بعضُ الأشخاص من “قضايا وهميةِ ساذجةِ”، باسم الإعجاز العلمي، مما لم تكتمل فيه الضوابط العلمية للإعجاز العلمي في القآن والسنة.

وناقش المؤتمر الذي نظمته جمعية الإعجاز العلمي المتجدد خلال الفترة من 26 إلى 27 أكتوبر، تحت رعاية جامعة الأزهر، بمشاركة نخبة من العلماء من مصر و8 دول عربية، بحوثَ وأوراقَ عمل في المحاور الآتية:
-الطبِ وعلومِ الحياة.
-علوم الأرضِ.
-علوم الفلك والفضاء.
-الإعجاز البياني.
-العلومِ الإنسانيةِ والحِكمِ التشريعية.

واعتبرتِ اللجنةُ المنظمةُ، الكلماتِ التي ألقيت في حفلِ الافتتاح من وثائقِ المؤتمر، واستلهمتْ لجنةُ الصياغة من مضامينها عددًا مما أعدته من قرارات وتوصيات.

وأكَّد المشاركون في المؤتمر، أهمية دعمِ مؤسسات الإعجاز العلمي، ومساندتِها في البرامجِ التي تنفِّذُها في مجالات الإعجاز العلمي المتعددة خدمة للعلم وإثراءً للمعرفة وتحفيزًا لهمة الباحثين في الإفادة مما تضمنته الآيات والأحاديث من علوم ومعارف، والتي اشتملت عليها آياتُ القرآن الكريم، وأحاديثُ النبي صلى الله عليه وسلم.

ودعا الباحثون إلى الاستفادةِ من الإعجاز العلمي في مجالات التعريف بالإسلام، والدعوةِ إليه، مؤكدين على أهميةِ التنسيق والتعاون بين المؤسسات والهيئات واللجان العاملة في هذا الميدان، وإنجازِ المشروعات المشتركة.

وشدد المشاركون على أهمية الاستفادةِ من جهود الإعجاز العلمي، في مجال الحوار بين المسلمين وبينَ غيرِهم من المهتمين بالعلوم والثقافات الإنسانية المختلفة.

وأبرزتْ البحوثُ التي طرحها المشاركون في المؤتمر، عددًا من الحقائق التي تؤكدُ عظمةَ المنهجِ الذي جاء به الإسلامُ، مشيرين إلى أن الحقائقَ العلميةَ متلازمةٌ مع الحقائق الإيمانية، وأنه لا انفصام في الإسلام بين العلمِ والدينِ الحق، فقضايا الإعجازِ العلمي تؤكد على أن من خَلَقَ الأكوانَ هو الذي أَنزل القرآن.

وتطرق الباحثون في مداولاتِهم إلى أثرِ المسلمين في تطويرِ العلوم خلالَ القرونِ التي بزغتْ فيها حضارتُهم، وأبرزوا إرشادات القرآن الكريم التي أثَّرت في الحضارة الإسلامية، وتفاعلِها مع الحضارات الأخرى.

وأكدوا أن الإيمان من أقوى الدوافعِ إلى القيام بالأعمالِ النافعة التي تَعْمُر الأرض وتُصلح الناس، وإلى بذلِ الجهودِ في سبيل تقدم البشرية من خلال العلم وتطبيقاتِه النافعةِ، وصولاً إلى بناءِ صرحِ الحضارة الإنسانية؛ ومن ثَمَّ يحِقُ لنا أن نقول وبكل ثبات: إن الدينَ الإسلاميَ هو دينُ المعرفةِ والرقي والحضارة.

وأشارت البحوثُ المقدمةُ إلى المؤتمر إلى أن الإسلامَ أطلقَ الفكرَ من أَسرِه، وحَرَرَهُ من قيود التقليد والأوهام والأساطير والخرافات التي طالما كبَّلتهُ؛ فلا تصادمَ في الإسلام بين صريحِ المعقول وصحيحِ المنقول.

وشدد المشاركون في توصياتهم على أهمية التعاون والاستمرار المثمر بين جمعية الإعجاز العلمي المتجدد وجامعة الأزهر ووزارة الأوقاف المصرية ودار الإفتاء والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة لخدمة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في ضوابطه ودعمه بالعلماء والخبرة للقيام برسالته المباركة.

ودعوا إلى الاستفادة من علوم الإعجاز وبحوثِه، في عرض الصورة الصحيحة للإسلام، والردِ المقترنِ بالبراهين على أن الدينَ الإسلاميَ هو دينُ العلم، وأن التشكيكَ في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، لا يَثبُتُ أمام الردودِ العلمية الدامغة الشاهدةِ بصحتِها.

وحذروا في الوقت ذاته مما يعرضه بعضُ الأشخاص من القضايا الوهميةِ الساذجةِ، باسم الإعجاز العلمي، مما لم تكتمل فيه الضوابط العلمية للإعجاز العلمي في القآن والسنة.

وشددوا على ضرورة الاستفادةُ من بحوث الإعجاز العلمي في الحوار مع غيرِ المسلمين، باعتبارِ الإعجاز العلمي أسلوبًا حكيمًا يؤثِّر في العقول.

وأوصى المشاركون في المؤتمر بإدخالُ مضامينِ الإعجاز العلمي في مناهج التعليم العامِ والجامعي.

ودعوا أيضًا إلى إنشاءُ قاعدة معلومات وبياناتٍ تشملُ المعلوماتِ التعريفيةَ بعلماء المسلمين وغيرِهم من الباحثين، ومصادرَ البحوث، وأسماءَ العلماء والمحاضِرين من غير المسلمين، والهيئاتِ والمؤسساتِ ذاتَ العنايةِ بالإعجاز حتى يَتِمَ التنسيقُ والتعاون معهم، ضمن خطة عملٍ شاملة.

كما أوصى المشاركون بانعقاد المؤتمر العالمي للإعجاز العلمي في القرآن والسنة كل عامين تحت مظلة جامعة الأزهر الشريف.

واقترحوا نشر بحوث جميع مؤتمرات الإعجاز السابقة التي لم يتم نشرها وتمويل ترجمتها إلى اللغات العالمية وتعميمها على مؤسسات البحوث والجامعات والمراكز الثقافية في بلدان العالم.

وحث المشاركون، الباحثين في إعجاز القرآن على تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة الصحيحة ثم بالآثار التي صحت عن سلف الأمة ثم بدلالة اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم.

وأكدوا العمل الدؤوب على تحقيق التواصل مع العلماء غير المسلمين ومتابعة الحوار العلمي معهم من خلال عقد ندوات تخصصية تشارك فيها الجامعات ومراكز البحث العلمي في العالم.

وتوجه المشاركون في الختام إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر وإلى جامعة الأزهر رئيسًا وأساتذة وإداريين وإلى وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية، وإلى كل العلماء الذين اسهموا بأبحاثهم.

ونظمت جمعية الإعجاز العلمي المتجدد بالقاهرة، مؤتمرها العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، لمدة يومين – 26 و27 أكتوبر الجاري – بالتعاون مع جامعة الأزهر، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين المتخصصين في مجال الإعجاز العلمي من مصر و8 دول عربية وإسلامية.

وطرح المشاركون خلال جلسات المؤتمر، الذي عقد بقاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر، تحت رعاية الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، 21 مشاركة وبحثًا مٌحكمًا من الناحيتين الشرعية والعلمية حول قضايا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

وحضر المؤتمر الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والدكتور أيمن أبوعمر، وكيل وزارة الأوقاف ممثلاً عن الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، والدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد الله بن عبد العزيز المصلح، الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، الرئيس الشرفي لجمعية الإعجاز العلمي المتجدد، والدكتور علي فؤاد مخيمر، رئيس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى