سفير سلطنة عمان بالقاهرة يعلن تفاصيل المعرض الدولي للتمور والعسل المقرر انطلاق فعالياته في سلطنة عمان 20 أكتوبر المقبل
مشيدا بمتانة العلاقات المصرية العمانية عبر التاريخ :
كتب / هالة شيحة
شدد سفير سلطنة عمان لدى مصر المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية عبد الله بن ناصر الرحبي، على قوة ومتانة العلاقات المصرية – العمانية ، لافتا إلى الاهتمام الكبير الذي توليه البعثة الدبلوماسية لسلطنة عمان في مصر للملف الاقتصادي بمفرداته كافة.
واكد الرحبي على اهتمام سلطنة عمان بتعزيز القدرات الاقتصادية بين البلدين وتشجيع التبادل التجاري و الاستثمارات المشتركة تعميقا للعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين الشقيقين .
جاء ذلك في كلمة السفير الرحبي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمقر سفارة سلطنة عمان بالقاهرة مساء اليوم لدعم انطلاق المعرض الدولي للتمور والعسل في سلطنة عمان والمقرر له في الفترة من 20 إلى 26 أكتوبر المقبل .
وقال الرحبي أن البعثة تعمل بكل طاقتها لبناء جسور التعاون الاقتصادي بين مصر وسلطنة عمان وتقديم الفرص الواعدة التي يتيحها الاقتصاد العماني للمستثمرين المصريين وهي في الوقت نفسه تشجع دخول الاستثمارات العمانية لتتبادل المنافع مع شعب عزيز ودولةٍ تربطها بسلطنة عمان أوثق الأواصر منذ فجر التاريخ.
وأوضح الرحبي ان “للنخل دورٍ في اقتصاد عمان عبر التاريخ يُعاد إحياء دورها كمنتج مهم في منطومة الأمن الغذائي الذي أكدت أهميته رؤية عمان 2040″.
وأضاف ” من هنا دشنت سلطنة عمان مشروع زراعة المليون نخلة، في ظل توجهات الحكومة لتعزيز الأداء وتحقيق الاستدامة المالية، وتماشيًا مع رؤية عمان 2040 وخصوصا محوري الجهاز الإداري للدولة والاقتصاد” مؤكدا أن هذا المشروع من أكبر المشروعات الرائدة في السلطنة.
ويضم مشروع زراعة المليون نخلة حتى الآن 10 مزارع صديقة للبيئة ومزرعة عضوية واحدة منتشرة في 6 محافظات من السلطنة.
وأشار الرحبي إلى أن هذا المشروع الرائد يعيد النخيل إلى قلب الحياة الاقتصادية العمانية لكن بأحدث التقنيات وفي مقدمتها “الزراعة الذكية” باستخدام التكنولوجيا الرقمية والروبوتات والطائرات بدون طيار خلال دورة تلقيح أشجار النخيل.
ولفت إلى دور زراعة النخيل في الاقتصاد الوطني العماني، حيث تحتل سلطنة عمان المرتبة الثامنة عالميًا والثانية خليجيًا في إنتاج التمور، إذ يبلغ عدد أشجار نخيل التمر في سلطنة عمان أكثر من 9 ملايين نخلة تنتشر على مساحة تقدر بـ62 ألف فدان وبإنتاجية تصل إلى 51 كيلوجرامًا للنخلة الواحدة، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 40 كيلوجرامًا.. وبلغ إنتاج سلطنة عُمان من التمور بنهاية عام 2022 نحو 377 ألف طن.
وأفاد الرحبي أن التطور نفسه ينطبق على إنتاج العسل في سلطنة عمان والذى بلغ بنهاية العام 2022 أكثر من 533 ألف كيلوجرام.
واضاف : أن المعرض الدولي للتمور والعسل في سلطنة عمان في دورته الجديدة يأتي في ثوب جديد، ويطمح القائمون عليه إلى أن يحتل المكانة التي تليق به بين الفعاليات الدولية المماثلة.
فعالية متميزة :
من جانبه أكد الامين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية السفير محمدي أحمد الني، أهمية المعرض الدولي للتمور كحدث اقتصادي، معتبرا أن الاقتصاد هو القاطرة التي تجمع الجميع..كما أكد اهتمام مجلس الوحدة الاقتصادي بمثل هذه الفعاليات المتميزة ، مشيرا إلى أن لدى المجلس اتحادات عدة تعنى بهذا الموضوع.
وعبر الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية عن الأمل في أن يكون بسلطنة عمان العام 2026 مركزا لمؤتمر دولي للتمور.
التمور والتراث العربي:
وأكد أمين عام الاتحاد العربي لمنتجي ومصنعي التمور الدكتور أشرف الفار، أهمية الحدث الذي يشارك به 7 شركات مصرية والذي يسهم بقوة في تعميق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى المشاركة الواسعة في المعرض بدورته الثانية من المنتجين والمصنعين وكذلك العاملين في مجال التغليف والتعبئة بالتمور.
واكد الفار على عمق العلاقات المصرية العمانية معتبرا ان إقامة المؤتمر على أرض مصر وفي السفارة العمانية يعكس الروابط العميقة بين القيادتين ويعزز الترويج للتمور العربية بشكل عام.
ونبه إلى أهمية التمور في السوق العالمي حيث تمثل التمور جزءاً مهماً من التراث العربي، ويجب تعزيز مكانتها في سوق الغذاء الصحي العالمي لزيادة قيمتها السوقية وحصتها.
وتطرق إلى مكانة سلطنة عمان في إنتاج التمور حيث تحتل المركز الثاني خليجياً والثامن عالمياً في إنتاج التمور، وتتميز بأصناف فاخرة مثل الفرض والخلاص والنغال.
وتتوسع صناعات التمور في عمان إذ تشهد السلطنة تطوراً كبيراً في الصناعات المرتبطة بالتمور، من خلال إنشاء أكبر مصنع للتمور في نزوى، وتأسيس شركات لتعزيز القيمة المضافة في هذه الصناعة.
وقال الفار ان إقامة هذا المؤتمر الصحفي على أرض مصر وفي سفارة سلطنة عمان يؤكد على عراقة العلاقات بين القيادتين، متمثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي و السلطان هيثم بن طارق. وتُعد هذه من الروابط المهمة جداً، ليس فقط للترويج للتمور العمانية، بل أيضاً للترويج للتمور المصرية والعربية بشكل عام، حيث تُعتبر التمور من أفضل الفواكه التي يمكن للعالم العربي أن يقدمها للعالم.
واننا نفخر بإقامة هذا المؤتمر الذي يسهم إلى مدى بعيد في تحقيق زيادة القيمة السوقية وزيادة حجم سوق التمور في السوق العالمية.
واضاف : باسمي وباسم الاتحاد العربي لمنتجي ومصنعي التمور، أود أن أعبر عن فخري بالمشاركة في هذا الحدث الهام حيث ان صناعة التمور تمثل تراثاً غنياً ومستقبلاً واعداً، ونحن هنا لتعزيز هذا التراث والترويج له على المستوى العالمي.
فالتمور ليست فقط منتجاً زراعياً في سلطنة عمان، بل هي جزء أصيل من التراث التاريخي والإرث الحضاري للشعب العماني، حيث يعتز العمانيون بحبهم للتمور التي تتواجد في بيوتهم على مدار العام كما ان الاستهلاك السنوي للفرد في عمان يعد من الأعلى على مستوى العالم، حيث يتراوح بين ستين إلى سبعين كيلوغراماً للفرد الواحد، وهو ما يعكس التأثير الإيجابي على الصحة العامة في السلطنة.
إضافة إلى ذلك، تشهد السلطنة توسعاً كبيراً في الصناعات المرتبطة بالتمور، سواء تلك المتعلقة بالقيمة المضافة أو غير المضافة. ومن أبرز المشاريع في هذا السياق، إنشاء أكبر مصنع للتمور على مستوى العالم في نزوى، إلى جانب تأسيس شركة عمان للتمور، التي تُعد إحدى الشركات الرائدة في تقديم حلول مبتكرة لزيادة إنتاج التمور وتعزيز القيمة المضافة في الصناعات المرتبطة بها. نسعى دوماً لتحقيق الجودة والتميز في منتجاتنا، ونتطلع إلى المزيد من التعاون بين الدول العربية لدفع هذه الصناعة نحو المزيد من الابتكار والنجاح.
واعتبر ان هذا المؤتمر هو خطوة على طريق طويل نحو تحقيق رؤية مشتركة تسعى لتعزيز مكانة التمور كمنتج عالمي يليق بتاريخنا وتراثنا.
من جهته وجه احمد سودين الرئيس التنفيذي للخليج ، الاتحاد العربي للتمور التهاني للرئيس بعد الفتاح السيسي وئيس الحمهورية بمناسبة المولد النبوي الشريف مشيدا بقيادته للأمة ، كما وجه الشكر للسفير الرحبي لرعاية إطلاق المؤتمر الصحفي بمقر السفارة بالقاهرة .
واكد سودين أهمية اهمية العمل على تحسين جودة النخيل وتصنيع التمور لتكون في مستوى يليق .
وقال ان الشيخ زايد ال نهيان تنبه لذلك وتوسعنا في زراعة ملايين أشجار النخيل واسست الإمارات جائزة الشيخ خليفة للتمور .
ووجه سودين الشكر للسلطان هيثم بن طارق مشيدا بجهوده البناءة وحرصه على تعزيز التكامل العربي .
واكد الحاضرون في المؤتمر الصحفي من ممثلي الشركات المصرية والمقرر مشاركتهم في فعاليات المعرض الدولي للتمور بسلطنة عمان حرصهم على الإسهام في تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بما يسهم في النهوض بصناعة التمور والصناعات المضافة ، كما أشادوا بالدور الإعلامي من اجل الإسهام بقوة في التسويق لهذا المعرض ودوره المتميز في ترسيخ صناعة التمور والتوعية بالقيمة الصحية والغذائية لهذا المنتج الذي يتميز به الوطن العربي .