“القسام لا يقتل الأطفال”.. هذه مبادئ المقاومة في الحرب فماذا عن الاحتلال؟

كتب/ احمد خورشيد

بين “كتائب القسام لا تقتل الأطفال”، و”هؤلاء حيوانات بشرية”، تتجلى المقارنة واضحة بين صاحب الحق، وقبله المبادئ، ومحتلٍّ لا يرقب في مؤمنٍ إلًّا ولا ذمّة؛ كبيرا كان أم صغيرا، ورجلا أم امرأة، فالكل في نظره يستحق الموت وبأبشع طريقة.

هذا ما أسفرت عنه بوضوح الأيام الأربعة لـ”طوفان الأقصى”، وهو واضح من قبل أصلا؛ فجرائم الاحتلال أكثر من أن تُحصى، وأوضح من أن تُدارى.

وفي الحروب لا يُسمع -عادة- إلا لغة الرصاص، كما لا يُرى إلا لون الدماء.. لكن ثمة طرفا يحافظ دائما على مبادئه الدينية والأخلاقية، والحق ما شهدت به الأعداء؛ فقد نشرت القناة الـ12 الإسرائيلية صورة لعبارة كُتبت على أحد الجدران في المناطق التي اقتحمتها المقاومة الفلسطينية: “القسام لا يقتل الأطفال”.

وعلى قلة كلماتها، فقد لخصت العبارة أحد المبادئ الأخلاقية لـكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد بدا ذلك واضحا خلال ساعات سيطرة المقاومة الفلسطينية على العديد من البلدات والمستوطنات الإسرائيلية، فقد حرصت على عدم استهداف الأطفال. ولو حصل، لكانت صورة واحدة من ذلك كفيلة لأن تتصدر شاشات ومنصات الإعلام الإسرائيلية والغربية على مدار الساعة.

تدخل مجموعة من مقاتلي المقاومة إحدى المستوطنات -التي أُقيمت أصلا على أرض مغتصبة من أصحابها- فيجدون امرأة مسنة طريحة الفراش، فيبادر أحدهم إلى تهدئتها قائلا: “وصية رسول الله لنا ألا نقتل امرأة ولا طفلا ولا شيخا ولا عابدا في صومعته”. ويضيف “نفّذنا وصية الرسول.. قتلنا المحاربين وأبقينا النساء والأطفال”.

لكن هذا التشبث بالقيم -رغم الألم- لم يجد له صدى لدى الواقفين خلف إسرائيل؛ فالإعلام الغربي يصف الضحايا في إسرائيل بالقتلى، ويصفهم في فلسطين بـ”الموتى” فحسب، كأنهم ماتوا هرما أو مرضا، لا بأفظع الأسلحة الآتية من الغرب.

وشهد شاهد من أهلها
مقطع آخر بثته أيضا القناة الـ12 الإسرائيلية، تروي فيه مستوطنة كيف رفض مقاتلو المقاومة الفلسطينية إيذاءها رفقة طفليها خلال عملية طوفان الأقصى.

وتحدثت المستوطنة عن لحظة اقتحام مقاتلي كتائب القسام بيتها قائلة “بعد أن دخلوا قلت لهم باللغة الإنجليزية لديّ ولدان، معي أطفال، وردوا عليّ بالقول: “نحن مسلمون لن نؤذيكم” وتضيف “هذا فاجأني وطمأنني أيضا”.

ومساء الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم امتلاكه أي معلومات تؤكد مزاعم “قيام عناصر حماس بقطع رؤوس الأطفال”.

بدوره، قال الصحفي الإسرائيلي أورن زيف إنه تفقد المناطق التي شملتها عملية طوفان الأقصى، ولم يجد أي دليل على ذبح مقاتلي كتائب القسام، الأطفال، كما تشير الدعاية الصهيونية وأبواقها الغربية. ويشير أيضا إلى أنه حتى جيش الاحتلال لم يدّعِ ذلك.

أما النائبة في البرلمان الأوروبي كلير دالي فسبق أن قالت بوضوح إن أكثر من 150 ألف فلسطيني قُتل أو جُرح بسبب الانتهاكات الإسرائيلية منذ عام 2008، من بينهم 33 ألف طفل، بينما الاتحاد الأوروبي يطلق على إسرائيل “أصدقائنا”. وعلقت على ذلك بالقول “لا يمكن أن نسمي أنفسنا حراس القيم ونحن نستمر بتسمية إسرائيل بالصديق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى