امام الاجتماع الاستثنائي للاتحادات العربية لدعم مبادرة ” نبض العرب” : ابو الغيط يدعو لحشد الجهود لدعم السودانيين ..ومطالب بدعم صحي وتعليمي للنازحين

كتبت/ هالة شيحة

دعا الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط إلى حشد الجهود الداعمة للسودان من اجل تخفيف المعاناة المتصاعدة جراء الحرب الدائرة على الارض منذ ابريل الماضي والتي تتطلب مد يد العون للسودانيين من اجل التوصل لحل سياسي وكذلك مواجهة الأوضاع المتدهورة التي زادت من اعداد اللاجئتين والنازحين السودانيين وتدهور الأوضاع بالداخل .
جاء ذلك خلال كلمة ابو الغيط امام الاجتماع الاستثنائي للاتحادات العربية لدعم مبادرة نبض العرب لإسناد السودانيين المتاثرين بالحرب الدائرة في جمهورية السودان والذي عقدت أعماله اليوم بمقر الامانة العامة بمشاركة واسعة من رؤساء وممثلي الاتحادات والمنظمات العربية .

واكد ابو الغيط اهمية الاجتماع نظرا للأوضاع المأساوية التي يشهدها السودان
وقال : اننا نشعر بالحزن العميق لما حل من خراب في السودان والمعاناة المستمرة لابناء الشعب السوداني الشقيق لافتا إلى الروايات الماساوية للفارين من جحيم الحرب في السودان
وأوضح ان الأوضاع الراهنة تحتم علينا مهمة مساعدة الشعب السوداني فالجميع لديه قدرة في هذا السياق ، مؤسسات وجمعيات خيرية ومستشفيات ًعلينا ان نتابع ونمضي في طريقنا دون استشعار التعب من استمرار التحفيز لان الوضع السوداني لن ينتهي بين ليلة وضحاها في ظل ما يجري على الارض .
ومن ثم فان مساعدة الشعب السوداني امر مهم باعتباره جزء من الامة ولابد. من الاستمرار في مساعدته مهما تطلب الامر وفي نفس الوقت ذاته لابد من العمل على وقف إطلاق النار لانه بدون ذلك ستستمر الأوضاع المؤسفة في السودان.
من جهته استعرض سفير السودان بالقاهرة محمد عبد الله التوم المندوب الدائم للسودان لدى الجامعة العربية الجرائم التي تقوم بها ميليشيا الدعم السريع على الأراض السودانية وانتهاكاتها بحق المدنيين .

ميليشيا الدعم السريع وجرائم الحرب
وقال في كلمته امام الاجتماع انه منذ أبريل الماضي تمارس تمرد ميليشيا الدعم السريع البربرية أبشع الانتهاكات والجرائم ضد الشعب السوداني مرتكبة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية تستوجب محاكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي الآن بدأ يعي جيدا مخططها التدميري في السودان
ورغم مرور ما يزيد على خمسة اشهر إلا ان هذه الميليشيا مستمرة في حملة ممنهجة لتدمير البيوت والمؤسسات و المراكز والوثائق التاريخية والأرواح والبنى التحتية
ورغم ذلك قواتنا المسلحة تصدت لها بكل قوة لافشال خططها للاستيلاء على السلطة
واشار إلى ان هذه الميليشيا قوامها حوالي ٨٠ الف مقاتل تستهدف مؤسسات الدولة الحيوية فهي ميليشيا لا سقف لها وهناك الاف السودانيين تحتفظ بهم كدروع بشرية مفتقدين الحد الادنى من التعامل الإنساني وهم من المدنيين الأبرياء الذين اختطفوا من منازلهم وتستخدمهم كدروع بشرية وتعرضهم للحرمان من العلاج والغذاء ويتعرضون للتعذيب الجسدي الوحشي وهناك حوالي ١٠ الاف محتجز من الاسرى السودانيين لدى الدعم السريع هذا بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي في البلاد بشكل غير مسبوق وتدمير المصانع ومصادر الإنتاج المختلفة فهناك حوالي 30.3 مليون شخص في وضع البطالة

ولفت إلى ان اندلاع التمرد ادى لشلل في النظام المالي والمصرفي السوداني وتدهور اقتصادي كبير وتدهور الأوضاع الإنسانية ونزوح اللاجئين خارج السودان. موضحا ان حوالي
٢.٦ مليون شخص نزحوا إلى دول الجوار مشيدا بدور مصر قيادة وشعبا حيث استضافت الاف السودانيين الذين نزحوا اليها .
واضاف ان الحرب ادت إلى تدمير البنية الأساسية التحتية وارتفاع اسعار المواد العذائية وتوسع البطالة والكساد العام وتوقف الإنتاج الزراعي والحيواني موضحا ان نقص الموسم الزراعي و المخزون الزراعي الحالي سيعمق ايضا الوضع الإنساني خلال الفترة المقبلة و لابد من تحرك سريع لتقديم الدعم للسودان في المجالات الحيوية وتوصيل المساعدات الإنسانية ودعم المزارعين وتوفير التمويل ودعم الاسر المتضررة وكذلك دعم السودانيين بالخارج .
و نوه السفير السوداني بمبادرة السعودية وواشنطن لفتح ممرات إنسانية في السودان موضحا ان ميليشيا الدعم السريع تخرق الهدن ولم توفر أي اجواء لتنفيذ مبادئ جدة .
واكد ان الحكومة ترحب دائما بالمبادرات الاقليمية الرامية للحل
منوها في هذا الاطار بقمة دول جوار السودان والاجتماعات الخاصة بالأزمة في السودان على هامش اجتماعات الامم المتحدة ،
واضاف ان السودان منفتح على كافة الجهود الرامية لدعم الشعب السوداني في هذا الظرف الدقيق .ونتطلع للعمل مع الاتحادات العربية لتلبية احتياجات الشعب السوداني .

كيان داعم للسودانيين والمتأثرين بالحروب :
من جهته اكد وزير مفوض محمد خير مدير ادارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية اهمية مبادرة نبض العرب والتي تستهدف تقديم لمساعدة ومساندة شعب السودان في هذه الظروف الصعبة مشيدا بجهود الامين العام لدعم ابناء الشعب السوداني وكذلك دور دول الجوار وخاصة مصر التي تربطها بالسودان روابط قوية ووثيقة عبر التاريخ .

وقال ان المبادرة تستهدف تقديم الدعم للسودان والمتأثرين من الأزمات بشكل عام مقدما التعازي في شهداء الشعبين المغربي والليبي .
واعرب خير عن امله في ان تتحول المبادرة لكيان عربي يدعم جميع المتاثرين من الحروب والأزمات سواء في السودان او في الدول العربية .

الاغاثة والدعم الانساني
من جانبه اكد الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق و رئيس اللجنة العليا للمبادرة ، اهمية مبادرة نبض العرب لدعم الشعب السوداني الكريم موضحا ان السودان خاض حربا ضروسا منذ خمسة اشهر ادت لتدمير البنية التحتية ومؤسسات الدولة وتخريب كبير ، وفتحت مصر أراضيها لاستقبال السودان من جحيم الحرب بعد ان استقبلتهم من قبل في ظروف الرخاء
واكد اهمية تقديم الدعم النفسي والمواساة للاشقاء السودانيين موضحا ان الملف الإنساني اصبح في صدارة الأولويات
ولفت إلى ان المبادرة ليست قاصرة على السودانيين بل كل الأشقاء مخاطبا الجامعة بكل اتحاداتها ومنظماتها المتخصصة والجهات الطوعية المختلفة على ان تكون الاستجابة قدر الحدث لتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب السوداني
واعتبر الدكتور عصام شرف ان الملتقى بشكل فرصة عظيمة لحشد الدعم واعادة اعمار ما دمرته الحرب والاهتمام بالقضية السودانية وإسناد السودانيين المتاثرين بالحرب .

مصر داعم رئيسي
كما اكد السفير كمال حسن علي الامين العام المساعد السابق لدى الجامعة العربية ونائب رئيس اللجنة العليا لمبادرة ” نبض العرب ” اهمية المبادرة لتدارس انجع السبل لمساعدة السودانيين منوها باهتمام الامين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط ودعمه الكامل للجامعة والعمل على توفير كافة أشكال الدعم للسودانيين .
وقال ان مصر بقياداتها العليا تقف مع السودانيين ونحن لن ننسى الموقف المصري الداعم لنا ونحيي مصر قيادة وحكومة وشعبا ومنظمات .
و استعرض المبادرة ولجانها المتخصصة وان أهدافها مساعدة السودانيين في مصر والإسهام في حل مشكلات السكن والإيواء مضيفا ان الخرطوم استبيحت وتم احتلال المنازل وسرقة الممتلكات ومدخرات السودانيين ومصادر دخلهم .
وقال : نسعى من خلال المبادرة للوقوف مع اهلنا في السودان لان تطور الحرب سيؤدي لخراب كبير .
وأوضح ان 122 من زارعي الكلى من السودانيين الموجودين في مصر فقدوا مدخراتهم في السودان ولابد من مساعدتهم حتى لا يفقدون حياتهم ايضا.
وكذلك الطلاب الذين قدموا إلى مصر نامل تقديم الدعم لهم
و هناك جرائم إبادة جماعية ارتكبت بحق السودانيين ونسعى لعمل قوافل لمساعدة السودانيين فلابد من تدخل لدعم الغذاء والصحة والتعليم ولابد ان نستثمر علاقاتنا لتوفير كافة أشكال الدعم .
وعبر السفير كمال حسن عن الشكر لكل المؤسسات والاتحادات داعيا إلى مواصلة الجهود لتقديم الدعم للسودانيين .
مؤكدا ان المبادرة ستمد يد العون لكل سوداني وعربي يواجه ظروفا صعبة .

الدعم الصحي والتعليمي
من جانبها قالت أميرة الفاضل وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة بالسودان وعضو اللجنة العليا لمبادرة “نبض العرب” اننا نامل ان تنتهي الحرب و التوصل لحل سوداني – سوداني وان يعود السودانيون إلى ديارهم .
واستعرضت خطة المبادرة حتى مايو المقبل معربة عن املها في ان تشمل لاحقا اعمار السودان فيما بعد الحرب .
وقالت: نحيي الاتحادات ودعمهم للمبادرة التي كانت موجهة للسودانيين فقط إلا انها اخذت بعدا اقليميا وإسلاميا ايضا وتسعى لدعم السودان بولاياته المختلفة سواء المتأثرة بالحرب او التي تعيش في سلام وهي ١٥ ولاية الان .
واستعرضت هيكل المبادرة ولجانها المختلفة لمساعدة السودانيين .
معتبرة ان التحدي الأكبر الذي يواجه المبادرة هو كيفية الوصول للسودانيين المستفيدين، مضيفة ان لدينا لجنة مختصة تعمل مع الجمعيات المصرية لسد الفجوة ونحتاج ليد العون والمساعدة كما اشارت الى الطلاب الذين يصل عددهم إلى 80 الف طالب يحتاجون توفيق اوضاعهم ومساعدتهم لاستكمال تعليمهم .

واضافت : هناك ١٥ جهة شريك لنا في المبادرة
و نتوقع حشد مزيد من الدعم لإسناد السودانيين الموجودين على الارض المصرية والسودانيين في الداخل وكذلك السودانيين في تشاد وان يكون الإسناد من خلال التزامات واضحة ونحن مستعدون للتعاون والإيفاء بكافة الالتزامات .

مليون جنيه من المجلس العالمي

من جانبه اكد احمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام اهمية توفير الدعم من الاتحادات العربية للسودانيين من دعم صحي وتعليمي ومشاركة اخواننا السودانيين بكل ما هو ممكن لاغاثتهم
وأوضح ان الدول العربية تحاول تهدئة الأوضاع في السودان من خلال الدفع قدما نحو الحوار مضيفا ان واجبنا كاتحادات نوعية متخصصة يمثل دورا بالغ الاهمية من اجل مساعدة اشقائنا السودانيين لتجاوز معاناتهم جراء الحرب .
واضاف انه يمكن ان تتعدد مجالات المساعدة سواء طبية او إغاثية وكذلك العمل على حماية مقدرات الشعب السوداني وتعزيز التعاون المشترك بين القائمين على المبادرة لدعم السودانيين في الداخل والخارج ومعلنا في هذا الاطار عن تقديم مليون جنيه مصري دعما لمرضى الكلى من السودانيين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى