نهلة جمال تكتب: في الحافلة
وجوه ونفوس وهموم، وأنا أمثل دور المتفرج وحدي بينما تصفر عجلاتها معلنة قرب انفجار الإطار، ويعلن السائق ضرورة الارتحال إلي العربة المجاورة له كبديل يحجب عنه غضب الناس.
نزل الجميع مهرولين للحاق بالكراسي الخاوية في سباق مع الحر والتعب، ووقفت أراقب تلك النحيلة التي يبدو عليها الإعياء وهي تصرخ بصوت رفيع في التي تسألها عن سبب حالها الشاحب وهل تحتاج مساعدة! كيف للإنسان أن يلفظ الاهتمام ويعتبره قيدا جديدا ، أفقت علي إجابة السائق : الله يرحمنا منكم أثناء وقوفه المفاجئ المربك لعجلات الحافلة بينما يتمخطر طفل أمامه في الطريق ويخرج لسانه منتصرا إنه مر بسلام بطريقة عبثية وكأنه يلعب معنا ليعرف من أمهر السائق أم هو، هنا قررت النزول قبل محطة الوصول.. فأنا لا أهوي اللعب مع الطرق عندئذ يصعد بائع لصقات الجروح مناديا هل من مشتري!!!
فلا يجيبه غير صرير العجلات.