تحت شعار ” تأثير تغبر المناخ على الصحة”:  د.عبد الغفّار : حريصون على دعم الجهود الوطنية والدولية لمواجهة آثار التغير المناخي

الجامعة العربية تحتفل بيوم الصحة العربي

كتبت/ هالة شيحة

شهدت جامعة الدول العربية الاحتفال بمناسبة يوم الصحة العربي وذلك تحت شعار ” تأثير تغير المناخ على الصحة ” .
ويأتي الاحتفال تنفيذاً لقرار مجلس وزراء الصحة العرب رقم (11) الصادر عن دورته العادية (58) التي انعقدت مارس 2023 بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، بشأن الاحتفال بيوم الصحة العربي الذي نصت فقرته الثالثة على ان ” يكون شعار الاحتفال بيوم الصحة العربي لعام 2023، هو تأثير تغير المناخ على الصحة “. وقد تم اختيار هذا اليوم تزامناً مع ذكرى تأسيس مجلس وزراء الصحة العرب في سبتمبر 1976.

و صرحت السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة – الأمين العام المساعد – رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية الى انه يشارك في الاحتفال وزير الصحة والسكان بجمهورية مصر العربية رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، ووزير الصحة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب، كما يشهد الاحتفال مشاركة وزارات الصحة للدول العربية الأعضاء، والمندوبيات الدائمة للدول العربية الأعضاء لدى جامعة الدول العربية، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والمجلس العربي للاختصاصات الصحية، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، واتحاد المستشفيات العربية والعديد من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالصحة، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالصحة والتنمية المستدامة، والخبراء والمختصين والباحثين والمهتمين بقضايا الصحة والمناخ، وعدد من الشخصيات العامة،
وشهد الاحتفال تكريم الأطباء العرب الفائزين بجائزة الطبيب العربي لعام 2023، الفائز الأول: الدكتور أحمد شقير- أستاذ أمراض الكلي والمسالك البولية بجمهورية مصر العربية، الفائز الثاني: الدكتور نجيب مريزق – رئيس قسم طب الشغل بمستشفى فرحات حشاد بالجمهورية التونسية، والفائز الثالث: الدكتورة افلين حتي – مديرة المركز الطبي في الجامعة الأمريكية بالجمهورية اللبنانية.
وبدوره اكد الدكتور خالد عيد الغفّار وزير الصحة والسكان حرص مصر على دعم كافة الجهود الوطنية والدولية لمواجهة آثار التغير المناخي خلال فعاليات انعقاد الدورة الثامنة والعشرين لقمة المناخ بدولة الإمارات العربية الشقيقة  العام الجاري.
وقال انه على الصعيد الوطني حرصنا على إطلاق استراتيجية الصحة الواحدة لتحقيق التوازن المستدام بين جميع مكونات النظم الإيكولوجية بما يساعد على تحسين صحة الإنسان والحيوان والنبات على حد سواء.
كل ذلك بجانب حرصنا على أن يتخلل المؤتمر العالمي للصحة والسكان والتنمية والذي تجرى فعالياته حاليا على أرض جمهورية مصر العربية عدد من الجلسات الحوارية والنقاشية بشأن تأثير التغير المناخي على قضايا الصحة والسكان وانعكاساتها على جهود التنمية، حيث تتمحور تلك الجلسات حول عدة قضايا مثل الجهود المبذولة نحو بناء أنظمة رعاية صحية مستدامة وقادرة على الصمود في وجه التغير المناخي، وكذلك النقاش بشأن المبادرات المجتمعية للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف الصحي.
وأكد حرص مصر الكامل على استمرار التعاون ودعمها لإنجاح كافة القرارات الصادرة عن مجلس وزراء الصحة العرب في دوراته المتتالية، وإن تخصيص يوماً للإحتفال بيوم الصحة العربي لهو بادرة أمل لتعزيز جهودنا المشتركة نحو دفع العمل الصحي العربي إلى أطره التنفيذية الفعلية لتنعكس بالتالى على حياة مواطنينا صحياً وإجتماعيا.
ولعل إختيار مجلس وزراء الصحة العرب بأن يكون محور الدورة القادمة للمجلس هو “مقاربة الصحة الواحدة” والذي تقدمت به المملكة المغربية الشقيقة يعد إدراكاً من المجلس بأهمية تسليط الضوء على قضايا الصحة والمناخ .
ذلك فضلا عن قرار مجلس وزراء الصحة العرب بشأن الإعداد لاستضافة المملكة المغربية للمنتدي الوزاري الأول للصحة والبيئة المقرر خلال النصف الثاني من العام الجاري تحت عنوان “التصدي للمخاطر البيئية وتأثيراتها الصحية في المنطقة العربية” بالإضافة للمتابعة الدقيقة للأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العربية لتقارير الدول الأعضاء بشأن التقدم المحرز للإستراتيجية العربية للصحة والبيئة ودليل عملها وتعميم تلك التقارير على الدول الأعضاء للاستفادة والاسترشاد بها.
ونبه الدكتور عبد الغفّار الى التأثير بالغ الخطورة للتغير المناخي على كافة مناحي الحياة، ومنها التأثير السلبي الكبير على صحة الإنسان والحيوان والنبات، وهو ما بذلنا جهوداً كبيرا خلال الأعوام الماضية للتحذير من مخاطره وتداعياته على أنظمة الرعاية الصحية، وهو ما أدي بدوره إلى عرقلة جهودنا الوطنية و الدولية في الوصول إلى فضاء أبعد من النمو والتطوير. حيث ساعد التغير المناخي بطريقة أو بأخرى  في تفشي عدد من الأمراض الوبائية سواءً تلك التي عايشناها في الآونة الأخيرة مثل وباء كوفيد 19 أو الأوبئة المستقبلية المتوقع مواجهتها والتي تمثل تهديدا مباشراً لأنظمة الطوارئ الصحية العالمية.
وقال انه من المتوقع أن يتسبب التغير المناخي بحلول عام 2030  فيما يقدر ب 250 ألف وفاة سنويا بسبب أمراض سوء التغذية والملاريا والإجهاد الحراري، فضلا عن التكاليف المباشرة للأضرار الواقعة على القطاع الصحي والتي من المتوقع وصولها إلى أربعة مليارات دولار سنويا.
كما نبه الى التأثير الخطير للتغير المناخي على الأمن الغذائي العالمي، فالغذاء الصحي جزء لا يتجزأ من صحة الإنسان، فبسبب تداعيات التغيرات المناخية شهد العالم تطورات خطيرة اعترت جودة المحاصيل الزراعية وكفاءتها، وهو ما ينذر بكارثة حقيقة تتعلق بأمراض سوء التغذية والأمراض البدنية والعقلية لدي الأطفال والفئات العمرية الأكثر إحتياجاً من النساء وكبار السن.
ولفت الى أن تداعيات التغير المناخي لا تقتصر على الأمراض العضوية  فحسب بل يمتد إلى أمراض الصحة النفسية والإدراكية لدي الأفراد حيث يتسبب في تنمية سلوكهم العدائي في بيئة العمل، وهو ما يؤثر على السمات الشخصية والإجتماعية لديهم مما يمثل تهديداً خطيرا على المكون المجتمعي والأمن الإجتماعي للدولة المتأثرة بالتغير المناخي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى