رائحة النظافة القاتلة.. أخطر 5 أمراض تصيب السيدات بسبب مواد التنظيف
كتبت/ فاطمة شريف
تعد النظافة الصحية أحد أهم العادات التي من شأنها تقليل انتشار الأمراض المعدية، وتقليص الإنفاق على الرعاية الصحية، بل وتضمن وضعا اجتماعيا جيدا للأسرة في بعض السياقات، وتساعد الأفراد على المحافظة على الثقة بالنفس.
وتقضي ربات المنازل أكثر أوقاتهن في أعمال التنظيف الروتينية، لكن المفارقة أن تلك العادة اليومية تتحول أحيانا إلى سبب خفي وراء معاناة طويلة الأمد مع أمراض الصدر والجلد وغيرها من المشكلات الصحية التي تتحول معها “رائحة النظافة” إلى “رائحة المرض”.
تشير العديد من الأبحاث إلى ارتباط مجموعة بعينها من الأمراض بالسيدات، اللائي يقمن بتنظيف منازلهن بأنفسهن، وهي ذاتها الأمراض التي تطارد العاملات في المنازل بل وتتسبب في معاناة، ووفاة الكثيرات منهن في صمت، مثل أمراض الصدر، ومشاكل الجلد وصولا إلى السرطان.
أمراض الصدر
السعال والعطس وضيق النفس والأزيز وكل مشاكل الصدر والجيوب الأنفية التي تعاني منها نسبة ليست قليلة من السيدات، ليست مجرد مصادفة، فثمة علاقة وثيقة بين استخدام منتجات التنظيف وأمراض الجهاز التنفسي، لا سيما الربو.
كان هذا هو ما أثبتته دراسة علمية ربطت بين زيادة استخدام بخاخات التنظيف ومنتجات التنظيف عموما، بما فيها من مبيضات الكلور، والمطهرات وغيرها بأعراض الجهاز التنفسي الضارة.
وتأتي النساء على رأس قائمة المتضررين، بحسب الدراسة السابقة، وهو ما أثبتته دراسة أخرى، صادرة عن جامعة بيروجيا في إيطاليا، تشير إلى أن السيدات اللائي يتعرضن لمنتجات التنظيف، لديهن تواتر أعلى من الرجال في ظهور أعراض وأمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالعمل، حيث يزداد خطر الإصابة بالربو، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، بزيادة عدد سنوات العمل، وطول فترات التعرض.
أمراض الجلد
في الوقت الذي لا تلتزم فيه الكثير من ربات البيوت بارتداء قفازات أثناء عمليات التنظيف، تشير الدراسات إلى الآثار المؤذية لمنتجات التنظيف على الجلد، بما فيها تلك المخصصة لذوي البشرة الحساسة، ربما لأن منتجات التنظيف المستخدمة في المهام اليومية للتنظيف، تحتوي في الغالب على مواد مهيجة للجلد، لذلك عادة ما يكون التعرض للمشكلات الجلدية في نطاق اليدين.
مشاكل العيون
منتجات التنظيف في العموم، ومنتجات تنظيف الأفران والصرف خصوصا، قد تكون سببا في أضرار بالغة للعينين، نظرا لارتفاع الأس الهيدروجيني بها، الأمر الذي يجعل الحروق الكيميائية الناتجة عنها أكثر خطورة، يتضمن هذا ندبات القرنية أو إعتام عدسة العين، وصولا إلى الغلوكوما.
لذا يُوصى، في حالة الإصرار على استخدام مواد التنظيف الخطرة بارتداء نظارات سلامة وعدم فرك العينين أثناء التنظيف، أما في حالة دخول تلك المواد إلى العينين فيجب غسلهما على الفور بماء الصنبور لمدة 10 دقائق على الأقل.
معاناة مع الحساسية
يذهب أثر مواد التنظيف مع الحساسية إلى ما هو أبعد من مجرد إصابة ربات المنازل والعاملين في مجال النظافة بالحساسية، على اختلاف أعراضها من عطس وحكة وضيق تنفس وغير ذلك، بل يتعلق الأمر أيضا بالأجنة في حالات الحمل وبالأطفال والبالغين الواقعين في محيط مواد التنظيف المستخدمة في نطاق المنازل والمدارس والأماكن العامة والعمل، وصولا إلى حمامات السباحة.
في دراسة حول تأثير مواد التنظيف على الحساسية والربو، توصل باحثون إلى أن التعرض لمواد التنظيف ومخلفات الكلور له أثر مهيج للحساسية، فضلا عن الآثار المحتملة لتعرض الأمهات لمنتجات التنظيف، التي تظهر على أطفالهن الرضع، عقب الولادة وفي مراحل الطفولة المبكرة.
سرطان الثدي
ربما تبقى كل الآثار الجانبية لاستخدام منتجات التنظيف والمبيدات المنزلية في كفة، وذلك الأثر بالذات في كفة أخرى، حيث يعد سرطان الثدي واحدا من المخاطر غير المتوقعة لعمليات التنظيف، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن العديد من منتجات التنظيف، تحتوي على مواد كيميائية تؤدي إلى اختلال الغدد الصماء، أو مواد مسرطنة للغدد الثديية.
ففي دراسة أجريت في العام 2010 خلص باحثون إلى أن استخدام منتجات التنظيف يساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ربما لهذا شنت مؤسسة شركاء الحماية من سرطان الثدي حملة من أجل إعادة تعريف ما يسمى بـ “رائحة النظافة”، فالرائحة المنعشة ليست سوى مواد كيميائية، بينما المنزل النظيف الصحي حقا هو ذلك يعتمد في التنظيف على مواد آمنة، لا تحتوي على مواد كيميائية مثيرة للقلق، مثل المواد المسببة للسرطان أو الربو مثلا.
الأكيد أن منتجات التنظيف والتعطير المنزلية ليست بريئة على الإطلاق من كونها أحد أسباب الإصابة بالسرطان، تحديدا تلك التي تحتوي على مكونات تم تصنيفها أنها مسرطنة، في كل من:
- معطرات الجو
- منتجات التنظيف
- المطهرات
- مزيلات العرق
- منعم الملابس
- الأيروسولات (سوائل التنظيف المضغوطة في عبوات مثل المبيدات الحشرية والمعطرات)
كيف يمكن أن يكون التنظيف آمنا؟
المسألة ببساطة تتعلق باستخدام مواد طبيعية في التنظيف، متوافرة وليس باهظة الثمن، مثل:
الخل الأبيض: فهو مطهر طبيعي غير مهيج للجسم.
بيروكسيد الهيدروجين: هو مادة تستخدم في تنظيف الجروح، كما أنه يستخدم كمبيض ومطهر.
بيكربونات الصوديوم، أو صودا الخبز: هي واحدة من أكثر مواد التنظيف الآمنة والفعالة للأحواض والأرضيات والأسطح.
الأيزوبروبيل أو الأيزوبروبانول: يعد أحد أهم المعقمات، التي يستخدم لتطهير الأسطح.
صابون قشتالة: هو الصابون النباتي الخالي من الدهون الحيوانية والمكونات الصناعية، يصنع من الزيوت الطبيعية، مثل زيت الزيتون والغار.
الملح الخشن: يزيل الأوساخ الملتصقة بالأواني والدهون الصعبة والبقع العنيدة بأنواعها من الأواني، فضلا عن فوائده في التطهير.
البوراكس: وهو معدن طبيعي ومنظف متعدد الأغراض.
الليمون: يستخدم لأغراض التطهير والتعطير والتلميع.
وينصح باللجوء إلى الزيوت العطرية الطبيعية في الحصول على الروائح داخل المنزل، مثل زيت النعناع واللافندر وغيرها من الزيوت العطرية.