عباس الطويل مدير شركة سمارت ساينز للطاقة الشمسية: بدأنا العمل بتشغيل محطات الري بالطاقة الشمسية

 

 

حوار : عاطف طلب

العالم كله الآن يتجه للطاقة الجديدة والمتجددة ليكون اعتماده عليها بشكل أساسي، ومصر اتخذت خطوات هامة في هذا الإطار، ولعل البعض لا ينتبه إلي جهود مصر في هذا المجال، لكن لا يجب أن ننسي أن وزارة الكهرباء اسمها الكامل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، ولنتعرف علي هذه الجهود والشركات الكبيرة في هذا الإطار التقينا بالمهندس عباس الطويل مدير شركة سمارت ساينز للطاقة الشمسية، والذي أكد أن مصر لديها باع طويل في الطاقة الشمسية بدأ من عام 1986.
كما شرح المهندس عباس الطويل جهود شركة سمارت ساينز للطاقة الشمسية في هذا المجال، وكانت المفاجأة أن الشركة أنشأت فرعًا في الصعيد ليكون بذلك أحرز هدفين بكرة واحدة، فالهدف الأول أن الطاقة الشمسية في الأساس توجه قومي، والهدف الثاني أنها مساهمة ومشاركة في تنمية الصعيد، مع العلم أن عمر الشركة لا يتجاوز الثلاث سنوات.
وأكد المهندس عباس الطويل، أنه لتوسيع ثقافة الطاقة الشمسية بمصر جاري عمل شعبة خاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة المستدامة بالغرفة التجارية وبالفعل تم أخذ الموافقات عليها، مشيرًا إلي أنه يجب أن تتضافر الجهود لنشر ثقافة الطاقة الشمسية.
هذا التوجه القومي يحتاج لرجال من أمثال المهندس عباس الطويل، ونثق أننا سنكون مثال عالمي في هذا المجال فإلي الأسرار في هذا الحوار.

❏ لدينا قاعدة عملاء واسعة بقنا والوادي الجديد وأنشأنا

فرعًا خاص بالصعيد

● بداية نريد أن نعرف متي بدأ سوق الطاقة المتجددة في مصر؟
سوق الطاقة المتجددة في مصر بدأ في عام 1986، ونجح في جذب ثقة المستثمرين.

● وماذا عن الشركة؟
شركتنا بدأت منذ ثلاث سنوات في هذا المجال، تخصصت الشركة منذ انشائها في مجال الطاقة المتجددة بهدف توطين المتجددة في الوطن العربي لكي تواكب التوجه العالمي الساعي إلي زيادة مشاركة الطاقة النظيفة كبديل أمثل للطاقة التقليدية بعد أن اكتسبتا خبرات وتطور في ظل تواجد هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، وكانت البداية في تشغيل محطات الري بالطاقة الشمسية من أكثر المشاكل في قطاع الزراعة هي مشكلة توفير المياه والتي تتمثل في الارتفاع المتزايد لأسعار السولار المستخدم في تشغيل طلمبات رفع مياه الري وأيضاً ارتفاع أسعار نقل وتفريغه وبالإضافة إلي مشكلات مولدات الديزل وتكليفة صيانتها والعمر الافتراضي له مع انخفاض منسوب النيل.
والحمد لله لدينا سابقة أعمال في هذا المجال إلي جانب السمعة الطيبة لدي عملاءنا خاصة في الصعيد بمحافظات قنا والوادي الجديد بالفرافرة.

بالتأكيد السمعة الطيبة كانت حافز لكم واستمرار لجهودكم؟ هذا ما جعلنا نفتح فرع في محافظة قنا ليتولي الإشراف علي كل أعمال الصعيد وأعمالنا تشهد علي إنجازاتنا وكفاءتنا، فالعميل هو من يقوم بعمل الدعاية لنا بمنطقته وذلك لأننا نسعي دائماً إلي توفير أعلي التقنيات في هذا المجال مما يجعلنا مؤهلين لعمل أصعب وأكبر مشاريع الطاقة المتجددة سخانات أعمدة إنارة أنظمة ري وغيرها من أنظمة الطاقة الشمسية كما تقدم الشركة كافة الاستشارات الفنية والهندسية لجميع الباحثين عن الطاقة

● إذًا ما الجديد لديكم؟
نعمل في مجال جديد نتاج السمعة الجيدة في مدينتين سياحيتين هما شرم الشيخ والغردقة، وهو تركيب ألواح شمسية للمراكب واللنشات لتشغيل الإنارة والتكييف وطلمبات المياه بالطاقة الشمسية ما عدا المواتير لأنها تحتاج إلي ألواح كثيرة وإن كنا مازلنا نجري التجارب عليها ليكون السبق لنا في هذا المجال بمصر، أيضًا نركب سخانات وهناك نوعين من السخانات الأوروبي والصيني وإن كان سعر الأوروبي ضعف سعر الصيني ولديه ضمان 15 سنة.
كما أننا نعمل في أعمدة الإنارة والكشافات التي تعمل بالطاقة الشمسية فمجالاتنا متعددة، ونحن نمبر وان في تشغيل محطات الري بالطاقة الشمسية.

● تحدثنا عن الصعيد فماذا عن الوجه البحري؟
بالنسبة للوجه البحري نعمل بالأوف جريد، خاصة بالمناطق التي ليس بها كهرباء نهائيا، وتحتاج للتشغيل بالطاقة الشمسية، وهي بطاريات يتم شحنها بالنهار لتشغيلها ليلًا، ولنا في محافظة الشرقية ثلاثة مزارع تعمل بهذا النظام.
وخلال الفترة القادمة نجهز فريق تسويق علي أعلي مستوي لدخول المدارس والمساجد والكنائس ومحطات البنزين وسيكون لنا بصمة واضحة في هذا المجال.

● والمنازل؟
بالنسبة للمنازل فما زالت أسعار الطاقة الشمسية غالية، لأن المنازل تحتاج إلي تغيير عداد الكهرباء 3 فاز وأيضًا تركيب عداد تبادلي علي أساس أنه بالنهار يستخدم الطاقة الشمسية وليلا يستخدم كهرباء الحكومة، أما لو زادت الطاقة الشمسية عن احتياجاته العداد يلف عكس وينقص من العداد ما يأخذه ليلًا، ومن الممكن أن يصل إلي زيرو استهلاك من الحكومة. فنتقدم لكل عملائنا الحاليين أو المستقبليين معاينة ميدانية لمكان التنفيذ وتقديم معلومات كافية عن التجهيزات اللازمة لبدء المشروع وذلك لضمان الحصول علي مشروع متكامل خالي من العيوب أو مفآجات التركيب إلي جانب عمل دراسة جدوي بطريقة علمية وعملية دقيقة يحصل من خلالها العميل علي تصور كامل للمشروع يشمل أنواع المعدات بلد المنشأ طريقة التركيب وقف التنفيذ حساب الأحمال.

● أما المصانع فلها شروط لأن المواتير تستخدم طاقة شمسية كبيرة، وإن كان لابد من معاينة المصنع أولًا، بحيث نري هل المكان يكفي تركيب طاقة شمسية له أم لا، فلابد أن يكون السطح معرض للطاقة الشمسية علي الأقل 8 ساعات
لتوسيع ثقافة الطاقة الشمسية بمصر جاري عمل شعبة خاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة والطاقة المستدامة بالغرفة التجارية وبالفعل أخذنا موافقة وزارة التجارة والصناعة، وسنحاول من خلال الشعبة نشر ثقافة الطاقة الشمسية.
أيضًا سيتم عمل بروشورات ومحاضرات لتعريف من يهتم بالطاقة الشمسية ليتعرف علي مميزاتها وعيوبها وفوائد هذه التقنية، وسنعرض أسعار الخدمة، ولن يُضاف بالشعبة إلا أصحاب الشركات الملتزمين بوجود مكتب به سجل تجاري وبطاقة ضريبية فلابد أن تمتلك الشركة مجموعة من الفنيين المؤهلين والمدربين علي التعامل مع صيانة كافة أنظمة الطاقة الشمسية وتحرص علي الدقة في التنفيذ والمحافظة مع المواعيد وابتكار الحلول الذكية لصيانة الوحدات.

● كيف سيكون هناك ضبط للأسعار؟
الشعبة ستتفاوض مع وزارتي الكهرباء والتجارة والصناعة لضبط السوق والأسعار والجمارك بحيث يسير سوق الطاقة الجديدة والمتجددة بمقاييس ومعايير حتي نستطيع أن نلبي احتياجات السوق خلال المرحلة المقبلة.

● أين شركتكم من عنصر التدريب؟
شركتنا تقوم بعمل دورات تدريبية مجانية كل ثلاثة شهور لمن يريد أن يتعرف علي الطاقة الشمسية وأهميتها، والدورة بسيطة لمدة يومين بحيث ننشر وعي الطاقة المستدامة لأنها مستقبل مصر، فقد حبانا الله بهذه الشمس فهي موجودة ومتوفرة، ومناخنا ملائم جدا للطاقة الشمسية وكذلك طاقة الرياح للابتعاد عن الاحتباس الحراري والتلوث وثاني أكسيد الكربون، وكل هذا يجب أن تأخذ الدولة فيه إجراءات قوية وتشجع علي إقامة محطات الطاقة.

● نريد أن نتعرف علي عنصر الضمان وخدمة ما بعد البيع؟
تتميز الشركة بتقديم خدمة ما بعد البيع لعملائها وتتمثل هذه الخدمات في استشارات التشغيل، إرشادات الصيانة صيانة دورية شهرية دراسات التطهير والتجديد من فوائد طاقة الشمس اقتصاديا أنه يُمكن أن يسترجع ما تم دفعه في حوالي ست سنوات كما أنه العميل يأخذ ضمان للألواح لمدة عشرين عامًا لأنها تعيش معه لأكثر من 25 سنة، أما في محطات الري فيسترد فلوسه بعد ثلاث سنوات ونصف لأن محطات الري تكلفتها أقل من تكلفة المنازل والمحطات بالصحراء.

❏ قريبا إنشاء شعبة خاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة

والطاقة المستدامة بالغرفة التجارية

● أين وضعنا إقليميا في استخدامات الطاقة الشمسية؟
هناك بلاد كثيرة سبقتنا في موضوع الطاقة الشمسية والطاقة المستدامة كالمغرب وتونس والجزائر، ودول الخليج بدأت تتفوق علينا في هذا الموضوع، لكن يجب أن نشيد بتدشين أكبر تجمع شمسي في العالم مجمع بنبان بمحافظة أسوان، لكن ثقافة المواطن المصري مختلفة، فما زال لا يهتم ويعرف معني الطاقة الشمسية واستخداماتها.
لا توجد دولة في العالم تعتمد 100٪ علي الطاقة المتجددة ومصر عاملة خارطة طريق وطبقا لهذه الاستراتيجية 2035 من المخطط الوصول بنسبة الطاقة المتجددة إلي 42٪ من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة وهذا يرجع إلي احتياج الطاقة المتجددة لضوابط فنية منها توافر تقنيات التخزين بأسعار جاذبة، خاصة أن الطاقة المتجددة جزء أساسي من ملف الطاقة في أي دولة بسبب انخفاض تكلفتها إلي جانب مزاياها البيئية لذلك جاء اهتمام الحكومة المصرية بالطاقة الجديدة والمتجددة وان كان التطبيق جاء متأخرا عن دول كثيرة.

● بماذا تنصح في هذا التوجه القومي؟
يجب أن تكون رؤية مصر للتنمية قائمة علي استراتيجية تنويع مصادر إنتاج الطاقة وسبل توفير حوافز وتشريعات تسهم في تسارع معدلات نمو الطاقة المتجددة والتحديات التي تواجه القطاع وتأثيره علي فرص الاستثمار، والرئيس السيسي مهتم بالطاقة الجديدة والمتجددة وأعطي تعليمات بتسهيلات كبيرة وخاصة أننا من الدول التي وقعت علي اتفاقية الحفاظ علي البيئة مع الأمم المتحدة.

● لكن هناك بعض الشكاوى؟
الإجراءات كانت جيدة، لكن بدأت الحكومة إضافة نسبة 2٪ علي الجمارك بالنسبة لاستيراد الألواح الشمسية أو كل ما يتعلق بالطاقة الشمسية، أيضًا وزارة الكهرباء كانت تشتري من المواطنين الكهرباء الزائدة عن طاقتهم، لكن منذ بداية هذا العام هناك كتاب دوري رقم 2، يقول إن الوزارة لا تشتري من المواطنين كهرباء.

● لكن هناك جهود إيجابية؟
مصر قامت بالفعل بعمل اتفاقية مع الصين وتم عمل مركز تدريب وتصنيع بمحافظة سوهاج وهي بداية الإنجاز أننا نبدأ التصنيع مع الصين للألواح الشمسية ثم نبدأ بعدها تصنيع التوربينات ثم الوقود الحيوي وبالفعل أصبح هناك كوادر مدربة.

● وماذا عن دور هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة؟
الهيئة تسعي لأن يصبح السوق نظيف فهي تعطي شهادة اعتماد بحيث تكون الشركة معتمدة ومؤهلة للعمل في مجال الطاقة المتجددة وهي لا تعطي الشهادة للشركة إلا إذا كان لديها سجل تجاري وبطاقة ضريبية ومؤمن علي مهندسيها وموظفيها.
وكما تقوم بعمل اختبارات لأي منتج يدخل مصر في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتعطي له الموافقة وبذلك تكون هناك موافقة من الخارج وموافقة من الهيئة.

● إذا وماذا عن التحديات؟
التحديات التي تواجه القطاع هي التمويل فهو الطرف الأصعب في المشروع فنتمني من البنوك مساعدة المزارعين وأن تقسط لهم، فجميع المزارعين يريدون تركيب محطة طاقة ولكن شروط البنوك صعبة عليهم نتمني أن توافق البنوك علي التقسيط لهم علي ثلاث سنوات بعد أخذ الضمانات الكافية وغير المحبطة من خلال العرض المقدم من قبل الشركة المنفذة للمشروع.
يجب تسهيل الإجراءات من البنوك لنشر ثقافة الطاقة الشمسية مع المزارعين سواء في الصعيد أو وجه بحري أو استصلاح الأراضي أو حتي في المليون ونصف المليون فدان، وهناك العديد من المميزات والإيجابيات التي تمتاز بها الطاقة الشمسية والكهرباء المولدة منها، مع ضرورة ضمان التخلص من ارتفاع أسعار الكهرباء لأصحاب البيوت لأنها صديقة للبيئة وغير مسببة للتلوث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى