اختراق طبي.. اكتشاف مصري يغير معادلات علاج أمراض القلب
كتبت/ ليا مروان
يصاب الكثيرون بالذبحة الصدرية، والتي تكون مميتة في بعض الحالات، إلا أن من ينجوا منها سيعاني مضاعفات أخرى أبرزها ضعف عضلة القلب وتلفها، حيث لا تستطيع هذه العضلة تجديد خلاياها ما يؤدي في النهاية للحاجة إلى الجراحة.
العالم المصري هشام علي صادق هو أستاذ الأمراض القلبية والبيولوجيا الجزئية والفيزياء الحيوية بجامعة جنوب غرب تكساس بالولايات المتحدة، تمكن من اكتشاف الجين المسؤول عن منع تجدد خلايا العضلة القلبية، ما يفتح المجال لعلاج الكثير من أمراض القلب، ليحصل بذلك على جائزة “العالم المتميز” من المؤسسة القومية للصحة والقلب الأميركية.
يوضح العالم المصري لموقع “الجالية” طبيعة اكتشافه وعلاقته بأمراض القلب:
عندما يولد الطفل تكون خلايا القلب لديه في الأيام الأولى قادرة على الانقسام وتجديد نفسها بنفسها.
عضلة القلب يمكن أن تجدد نفسها في الثدييات وفي الإنسان، لكنها تفقد هذه القدرة بعد أيام أو أسابيع من الولادة.
خلايا القلب تتوقف عن تجديد نفسها بسبب حاجتها لتكبير العضلة بما يواكب المهام التي ستقوم بها وتحمل ضغط الدم.
لا يوجد أي دواء يعيد لعضلة القلب قوتها بعد التلف، وبالتالي عند فشل عضلة القلب يحتاج المريض لزرع عضلة القلب، أو تركيب قلب اصطناعي.
اكتشفنا جين Meis1 والذي يفرزه الجسم بعد الولادة، ويعمل على إيقاف تجدد عضلة القلب.
قمنا بعمل تجارب على الفئران من خلال إزالة هذا الجين واكتشفنا أن عضلة القلب تنمو مرة أخرى.
سبب إفراز الجين أن عضلة القلب بعد الولادة يتم تأهيلها لتحمل عملية ضغط الدم والمجهود، وبعد إفراز الجين تكبر العضلة عن طريق زيادة حجم الخلايا العضلية، وليس عن طريق انقسام العضلة.
اكتشفنا أن إزالة هذا الجين تؤدي لانقسام الخلايا العضلية، وبالتالي تجديد نفسها وعودتها إلى حالتها الطبيعية، قبل حدوث عملية التلف، كما أن قوة العضلة وقدرتها على أداء مهامها لا تتأثر بعملية الانقسام.
نعمل الآن على تصنيع أدوية تمنع عمل هذا الجين بما يفيد مرضى الشرايين التاجية، ومن يصابون بالذبحة الصدرية وعدد آخر من أمراض القلب.
يشار إلى أن هشام صادق ولد في إنجلترا لكنه عاد إلى مصر ودرس فيها حتى تخرج عام 1995 من جامعة عين شمس، ثم سافر لإكمال دراسته بالولايات المتحدة حيث حصل على الدكتوراه من جامعة “كيس ويسترن”، في تخصص الباطنة وأمراض القلب، ثم أصبح أستاذا في أمراض القلب بجامعة جنوب غرب تكساس، وقد حصل على جائزة العالم المتميز من المؤسسة القومية للصحة والقلب الأميركية وقيمتها 7.5 مليون دولار، وتعد المؤسسة أكبر جهة فيدرالية تقدم دعما عن طريق المنح والجوائز للأبحاث العلمية.