المرشحون لأوسكار أفضل ممثل في 2023.. من يفوز بالجائزة الكبرى؟
كتبت/ ميرا فتحي
أقل من شهر يفصلنا عن حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ95، حيث ستقدَّم أعلى تكريمات لأفلام وممثلات وممثلين ومخرجين العام الماضي، وبعد تسليمها ستتغير حياة هؤلاء الفائزين، سواء من حيث الأجر والمكانة أو حتى الطريقة التي تسجل بها أسماؤهم في تاريخ السينما.
ويتنافس في فئة أفضل ممثل في دور رئيسي 5 ممثلين لم يحصل أي منهم على الجائزة من قبل، وهذا هو ترشيحهم الأول على الإطلاق، حتى إن بعضهم لم يكن يتوقع أحد وصولهم إلى هذه المكانة، مثل بريندان فريزر، ومنهم من لم يتخط الـ30 سنة من عمره وآخر في الـ73، وفي ما يلي نظرة على الأدوار التي أهّلت هؤلاء المرشحين للتنافس على الجائزة.
أوستن باتلر – إلفيس
أوستن باتلر ممثل أميركي من مواليد 1991، لا يحمل سجله الفني العديد من الأعمال السينمائية أو التلفزيونية الرنانة، لا يزال يتحسس طريقه، ولكن جاءه النجاح المفاجئ باختياره من المخرج باز لورمان لتأدية دور المغني الأيقوني إلفيس بريسلي في فيلم “إلفيس” (Elvis).
بدأت مسيرة أوستن باتلر عندما كان نجما لأعمال ديزني ونيكلوديون الموجهة لليافعين والأطفال، وفي 2018 ظهر على مسارح برودواي الشهيرة في عرض لمسرحية “رجل الثلج يأتي” (The Iceman Cometh)، وفي العام التالي اختاره المخرج كوينتن تارنتينو لأداء دور صغير أمام كل من ليوناردو دي كابريو وبراد بيت في فيلم “حدث ذات مرة في هوليود” (Once Upon a Time in Hollywood).
ولكن النقطة الفاصلة في مسيرته التي سيذكرها الجميع هي أداؤه لشخصية إلفيس بريسلي، لجودة الفيلم الفنية ولشهرة الشخصية الحقيقية، ولقدرته الفائقة على إحياء الأيقونة الموسيقية، ليس فقط بالتمثيل ولكن أيضا بالغناء بصوته والرقص، إذ أذهل باتلر النقاد والمشاهدين، واستحق عشرات الترشيحات والجوائز، منها حصوله على غولدن غلوب لأفضل ممثل في فيلم درامي، وترشيح للبافتا وآخر للأوسكار.
كولن فاريل – جنيات إينشرين
الأشهر في هذه القائمة هو الممثل كولن فاريل، وقد قدم على مدار مسيرته المهنية العديد من الأدوار الناجحة والشهيرة، سواء في أفلام مستقلة بميزانيات محدودة مع مخرجين فنيين أو أخرى تجارية للغاية.
كولن فاريل أيرلندي من مواليد 1976، حصل على العديد من الجوائز، منها اثنتان من غولدن غلوب ومجلة “تايمز الأيرلندية” (The Irish Times) التي سمّته خامس أعظم ممثل أيرلندي على الإطلاق.
وفي عام 2022، قدم 3 أفلام شديدة التنوع، الأول “ذا باتمان” (The Batman) الذي لعب فيه دور البطريق، ونجح فيه بشدة فأهله ذلك لعمل مستقل للشخصية، والثاني “13 حياة” (Thirteen Lives) مع فيغو مورتنسن على برايم فيديو، والثالث الفيلم الذي استحق عليه ترشيح الأوسكار “جنيات إينشرين” (The Banshees of Inisherin) الذي قام فيه بدور بادريك الرجل الساذج محدود الخبرات في منتصف العمر، والذي يعيش على جزيرة منعزلة مع أخته وتربطه علاقة صداقة طويلة بأحد جيرانه، وفي أحد الأيام يقرر صديقه قطع هذه العلاقة، ما يؤدي للعديد من التداعيات النفسية والواقعية.
بيل نيغي – معيشة
من بريطانيا ينضم إلى هذه القائمة بيل نيغي ذو الـ73، المعروف بمسيرته الفنية الممتدة من المسرح إلى السينما وحتى التلفزيون، وحصل على العديد من الجوائز منها اثنتان من فئة “بافتا”، وغولدن غلوب، بالإضافة إلى ترشيحه الجديد للأوسكار.
فيلم “معيشة” (Living) من إخراج أوليفر هيرمانوس، وهو مقتبس من فيلم ياباني للمخرج الشهير أكيرا كوروساوا عن ونوفيلا لليو تولستوي. وتدور أحداثه في لندن عام 1953 ويصوِّر بيروقراطيا في دائرة الأشغال العامة بالمقاطعة (يلعب دوره بيل نيغي) يواجه مرضا مميتا ويضطر لمواجهة الحياة بشكل جديد في أيامه الأخيرة ليعرف لأول مرة معنى كلمة “معيشة”.
حصل الفيلم على تقييمات إيجابية، حيث تلقى أداء نيغي إشادة خاصة، وفي حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ95 تم ترشيحه لأفضل ممثل وأفضل سيناريو مقتبس.
بريندان فريزر – الحوت
تشهد ترشيحات هذا العام كذلك عودة ممثل طال ابتعاده وهو بريندان فريزر الذي غاب عن الأنظار بعد تعرضه لاعتداء جنسي من أحد أعضاء لجنة غولدن غلوب، استغل نفوذه كذلك في ضمه للقائمة السوداء لهوليود، ولم يخرج منها إلا مؤخرا بعد جهود من حركة “أنا أيضا” (Me too Movement) وفضح الاعتداءات الجنسية الواسعة في عاصمة السينما الأميركية.
ولم يترشح فريزر لأي جائزة أوسكار من قبل، وقائمة ترشيحاته خاوية إلا من هذا الفيلم الذي أعاد إطلاق مسيرته مرة أخرى، “الحوت” (The Whale) إخراج دارين أرنوفسكي، والذي يتناول قصة مدرس اللغة الإنجليزية المنعزل ذي الوزن الزائد للغاية، الذي يحاول إعادة التواصل مع ابنته المراهقة.
تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي الدولي الـ79، وتلقى مراجعات متفاوتة من النقاد، على الرغم من الإشادة بأداء الممثلين، لا سيما فريزر الذي قدم أداء استثنائيا لرجل بوزن زائد للغاية أصبح جسمه عائقا أمام تواصله مع نفسه أو العالم أو حتى أقرب الناس إليه، وهو بالتأكيد دور مختلف عما قُدم من قبل.
بول ميسكال – بعد الشمس
أيرلندي آخر ينضم لهذه القائمة وهو بول ميسكال عن فيلم “بعد الشمس” (Aftersun). بول من مواليد 1996 وأصبح الأصغر في هذه القائمة، درس التمثيل في أكاديمية لير، وبعد ذلك قدم مسرحيات في مسارح دبلن. وصعد إلى الشهرة بفضل دوره في المسلسل القصير “أناس عاديون” (Normal People) في 2020، وحصل عن دوره هذا على جائزة “بافتا تي في” (BAFTA TV)، بالإضافة إلى ترشيحه لجائزة “برايم تايم إيمي” (Prime time Emmy).
وفي 2022 قدم أهم أدواره حتى الآن في “بعد الشمس”، وهو فيلم درامي من تأليف وإخراج شارلوت ويلز تدور أحداثه في أوائل العقد الأول من القرن الـ21.
ويتتبع الفيلم صوفي، وهي فتاة أسكتلندية تبلغ من العمر 11 عاما، حيث تكون في إجازة مع والدها في منتجع عشية عيد ميلاده الـ31، ويعيدان تعريف العلاقة بينهما كأب وابنة. وقد تلقى الفيلم استحسان النقاد، خاصة أداء ميسكال، وتم اعتبار الفيلم من أفضل أفلام 2022 بشكل عام.
وتنافس بريندان فريزر وكولن فاريل من قبل على جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي، وفاز بها فاريل في النهاية، ولكن يصعب الحسم في أي من الممثلين الخمسة أقرب للجائزة هذا العام، فهل تسعى الأوسكار لتكريم ممثل على وشك الاعتزال مثلما فعلت من قبل مع هنري فوندا، أم تسعد قلب ممثل شاب وتطلق مسيرته المهنية فتذهب الجائزة لأوستن باتلر أو بول ميسكال؟