جهود عُمانية متواصلة لتعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية
كتبت/ هالة شيحة
أشارت الدراسات والجولات الترويجية لوزارة التراث والسياحة في عدد من دول العالم إلى اهتمام السياح بزيارة سلطنة عمان والاستمتاع بمقوماتها الثقافية والطبيعية، كما أكدت منظمة السياحة العالمية ارتفاع عدد السياح الدوليين بمعدل 172% خلال العام الماضي، متوقعة استمرار زيادة زوار سلطنة عمان في الفترة المقبلة من مختلف دول العالم.
وساهمت الجهود التي تبذلها مختلف الجهات المعنية في سلطنة عُمان في التعريف بعوامل الجذب السياحي والثقافي والتراثي، الأمر الذي نتج عنه زيادة عدد السياح والزوار، واختيار سلطنة عُمان لتنظيم عدد من البطولات والفعاليات العالمية التي تستقطب الزوار والسياح، وتعزز مكانة سلطنة عُمان على خارطة السياحة العالمية.
تأشيرة الدخول المسبقة
وقامت الجهات العُمانية المعنية بإعفاء مواطني 103 دول من شرط الحصول على تأشيرة الدخول المسبقة، بالإضافة للسماح للمقيمين في بقية دول مجلس التعاون الخليجي بدخول سلطنة عمان دون تأشيرة مسبقة، وهو ما يسهم في تعزيز جهود دعم القطاع السياحي، إذ تشكل دول مجلس التعاون الخليجي أكبر مصدر للطلب على المقومات السياحية في سلطنة عُمان، وأبدى غالبية المشاركين في الاستطلاعات التي أجرتها شركات متخصصة رغبتهم في زيارة سلطنة عمان والتعرف على الوجهات الثقافية والتراثية والسياحية التي تزخر بها.
وتبرز سلطنة عُمان ضمن أفضل الوجهات السياحية التي تتميز بعناصر جذب طبيعية وسياحية وثقافية فريدة من نوعها، والتي تشمل المناطق الطبيعية كالسواحل والبحار والجبال والصحاري والعيون الساخنة والكهوف والأودية، خاصةً خلال الموسم الشتوي الذي يشهد تنظيم العديد من الفعاليات التراثية والثقافية والرياضية.
مسقط تحظى باهتمام خاص من قبل السياح الأجانب
تعد العاصمة مسقط من الوجهات التي تحظى باهتمام خاص لدى زوار سلطنة عُمان حيث تضم الكثير من المعالم الطبيعية والعمرانية، وتعتبر مزيجا من العراقة والحداثة في كل جوانبها، ومن أبرز معالمها جامع السلطان قابوس الأكبر الذي يعد من أشهر المعالم الإسلامية الحديثة، ويتميز بتصميمه المعماري المتنوع في الممرات والقباب والمنارات والحدائق والنوافير المائية.
وعند زيارة مسقط، فإن دار الأوبرا السلطانية، الأولى من نوعها في المنطقة، تلفت الأنظار بمعمارها المتميز، وفعالياتها المتنوعة مثل حفلات الأوبرا والحفلات الموسيقية والمسرحيات، والمؤتمرات والملتقيات الثقافية والفنية.
ويعد المتحف الوطني من أبرز المعالم الثقافية حيث تعرض فيه مجموعات مختلفة تمثل الثقافة والتاريخ العماني. ويعتبر قصر العلم من أهم الأماكن السياحية في مسقط وأقدم القصور في سلطنة عُمان، ويتميز بالأعمدة الفسيفسائية. وهناك متحف بيت الزبير الذي يضم مجموعة نادرة ومتنوعة من التحف والأثاث والمجوهرات والملابس والطوابع والعملات القديمة والأدوات المنزلية والأسلحة القديمة بما فيها الخناجر العُمانية التراثية، ومجسمات لقرية وسوق عُماني تراثي، وفاز تصميم المتحف بجائزة السلطان قابوس للتميز المعماري.
كما تحتضن العاصمة مسقط عددا من القلاع التاريخية مثل قلعة الجلالي، التي كانت حصنا دفاعيا في السابق، وتقع على صخرة مطلة على البحر، وقلعة الميراني التي تقع على مدخل بحر عُمان، وتضم العديد من الحدائق والمتنزهات وأماكن الترفيه.
عُمان ببيئة مميزة وآمنة لسياحة المغامرات
وتحظى سلطنة عمان ببيئة مميزة وآمنة لسياحة المغامرات، نظرا إلى تنوع تضاريسها، حيث يوجد فيها العديد من مناطق التسلّق وتضم محافظة مسندم العديد من الجبال، وتنتشر حول العاصمة مسقط العديد من المرتفعات التي تجذب الهواة والمحترفين من متسلقي المرتفعات.
وتعتبر سلطنة عُمان من أفضل وأشهر وجهات الغوص في المنطقة، حيث تتميز بتنوع الحياة البحرية، وتضم الكثير من الجروف البحرية والجزر الصغيرة والخلجان التي تتميز بثراء الحياة البحرية والمرجانية الفريدة.
وفي محافظة ظفار يمكن للزوار التعرف على مواقع أرض اللبان، المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والتي تضم الكثير من الآثار التي تعكس عمق وأصالة الحضارة في سلطنة عُمان، مثل مدينة البليد، التي يعود تاريخها لأكثر من ألفي عام قبل الميلاد، وكانت من أكثر المدن ازدهارا وأكبر الموانئ الرئيسية على المحيط الهندي، حيث كانت السفن تنقل اللبان العُماني إلى مختلف المراكز العالمية المهمة في الصين و أوروبا، ومدينة سمهرم (خور روري)، التي تبعد حوالي 30 كيلومترا عن مدينة صلالة، من أهم الموانئ في جنوب شرق الجزيرة العربية في تجارة اللبان منذ أقدم العصور التاريخية، ومحمية وادي دوكة، التي يعتبر نموذجا للمناطق التي تنمو فيها شجرة اللبان.
السياحة أجندة ثابتة لرؤية عُمان 2040
كما تتمتع سلطنة عُمان بالعديد من المناطق الصحراوية الفريدة من نوعها مثل رمال الشرقية في محافظة شمال الشرقية التي تستقطب آلاف الزوار للاستمتاع بالمشهد الطبيعي والتخييم وسط الرمال والكثبان، حيث توفر المخيمات بيئة رائعة تنسجم مع طبيعة المكان، وتساعد الزوار على الاستمتاع بممارسة العديد من الأنشطة مثل التزلج على الرمال بالألواح الخشبية المخصصة وتسلق الكثبان الرملية بالسيارات أو الأقدام وركوب الجمال أو الدراجات الرملية، إلى جانب الحفلات التي تقدم فيها الموسيقى الشعبية التقليدية والعروض الفلكلورية.
وتؤكد الفعاليات الثقافية والسياحية التي تُنظم في مختلف المحافظات جاذبية سلطنة عُمان وقدرتها على استقطاب الزوار والسياح من مختلف أنحاء العالم. وتعمل وزارة التراث والسياحة على تشجيع المحافظة على الإرث العُماني المتنوع والغني، والاستفادة من المقومات الثقافية والتراثية والطبيعية الفريدة من نوعها لتنشيط الحركة السياحية، وهو ما يتوافق مع رؤية عُمان 2040.