في احتفالية سفارة سلطنة عمان باليوم العالمي للغة العربية: السفير الرحبي : لغتنا العربية هي الاساس لصون الهوية .. و”سيف ودرع” لبناء الحضارة
كتبت/ هالة شيحة
بحضور عمرو موسى الامين العام الاسبق لجامعة الدول العربية وعبد المنعم الحسني وزير الاعلام العماني السابق ، وسفراء الدول العربية لدى مصر ولفيف من الشعراء والمثقفين أقام السفير عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أمسية ثقافية بعنوان (اللغة العربية بين مطرقة التغريب وسندان التهميش) وذلك بمقر البعثة العُمانية بالقاهرة، احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية.
وجاءت هذه الأمسية ضمن فعاليات صالون (أحمد ابن ماجد) الثقافي، والذي دشنه السفير الرحبي في نوفمبر 2021 بحضور نخبة من كبار المفكرين والسياسيين والمثقفين والإعلاميين؛ وذلك تزامناً مع احتفالات سلطنة عُمان بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد، الذي تحتفل به السلطنة في ١٨ نوفمبر من كل عام.
وأكد السفير “الرحبي” أن “صالون أحمد بن ماجد الثقافي” يسعى إلى تحقيق العديد من الأهداف أهمها عمق العلاقات المصرية العُمانية على مر العصور، موضحاً أن أحمد بن ماجد يعد الشخصية السادسة من سلطنة عُمان التي تضمها منظمة “اليونسكو” للائحتها للشخصيات الأكثر تأثيراً.
ورحب السفير الرحبي بالحضور مؤكدا اهمية الاحتفاء بلغتنا العربية الأم حيث تقام الاحتفالية تحت عنوان ” اللغة العربية بين مطرقة التغريب وسندان التهميش ” و اقتبس من مقال ادوارد سعيد المفكر الفلسطيني حول اللغة العربية بان اللغة العربية مدهشة وهي لغة مضبوطة لا مثيل لها وهي مثل “فينوس” في حالة من الجمال التام واحتفظت برونقها رغم غواية الزمن .
وهي اقدم من التاريخ وتتمتع بالكمال وتجعل ناطقيها يتمتعون بها وهي لغة لا تعرف طفولة أو شيخوخة بل نشأت ناضجة وهو مالم يحدث للغة اخرى على الارض.
واوضح الرحبي في كلمته امام الاحتفالية ان اللغة العربية لها علاقة عميقة بنظام الحياة وتحظى بعمق في طريقة تفكير الانسان ، وقد كرم الله اللغة العربية فجعلها لسان السماء بقرآن عربي ، والعربية قدرتها على التحدي كبيرة .
واستشهد السفير الرحبي بما قاله السيد عمرو موسى في احد مداخلاته حول ما يتهدد اللغة العربية من تحديات حيث استنكر غياب لافتات عربية حيث حلت محلها اللافتات الاجنبية في بعض شوارع مدننا العربية .
ولفت السفير الرحبي الى أن محاولات صنع الاكاذيب لا تستطيع الصمود في وجه اللغة العربية وأن صراع العالم في وجه الافراد لا انتصار فيه الا بشحذ سيف اللغة وحشد الرأي العام عبر اللغة العربية الرصينة التي هي الاساس في ادارة المعركة وصون الهوية وسيف ودرع الحضارة .
من جانبه تحدث المفكر الاقتصادي جودة عبد الخالق مؤكدا اهمية الاحتفاء بلغة الضاد” اللغة العربية ” ، مؤكدا اهمية العلاقة بين اللغة والعقل واللغة والفكر واللغة والكفاح .
وقال ان اللغة هي وعاء الفكر المنضبط وان لم تراعى قواعد النحو والصرف بلغتنا الجميلة سيؤدي ذلك الى مزيد من الاثار السلبية ، فاللغة ضرورية لاستقامة المعنى.
وفي هذا السياق اشار الى ان كفاح الشعب الجزائري من اجل الاستقلال عرفناه وكانت اللغة العربية من اهم الاسلحة للنضال الجزائري لنيل الاستقلال .
واضاف عبد الخالق ان تخصصي في الاقتصاد جعلني حريصا على التدريس بلغة الضاد ومصطلحاتها بشكل عميق وكان لافتا لمن عرفتهم ورافقتهم .
ونبه عبد الخالق الى انه اذا كان هناك هوان تعانيه اللغة العربية فنحن المسؤولون عنه ، فاستخدام المفردات الاجنبية طغى بشكل لافت .
عيد العرب وصون هويتهم:
اما المفكر احمد درويش فقد وجه الشكر والتحية للحضور مؤكدا اهمية الاحتفاء باللغة العربية
العربية وقال ان هذا الاحتفاء ليس عيدا للشعراء وحدهم او رواد البلاغة وحدهم بل عيد كل عربي يتحلى لسانه بها ولسان كل باحث في فروع المعرفة وهي لغة تساوي الهوية والذات والشخصية ولها وضع خاص في عالم اللغات ينبغي على ابنائها ان يحتفوا بها واضاف ان وقائع التاريخ تثبت انها اطول اللغات الحية تاريخا مقارنة باللغات الاخرى التي لا يتجاوز تاريخها 5 قرون .
والمثقف العربي العادي يستطيع اليوم ان يقرأ شعرا في الجاهلية مضى عليه عدة قرون .
كما ان القران الكريم ساعد على بقاء لغتنا وحمايتها من الاضمحلال واعطاها فرص التطور والطواعية .
وهي لغة واحدة ثابتة في جوهرها متغيرة في مظهرها عبر العصور .
ونبه دروبي الى ان المتخصصين قد يتسببون في قتل اللغة فوسائل تعليمها تتطور وعلينا جميعا ان ندرك ان اللغة العربية تشكل هدفا لكل من ينتمي اليها لان اجادتها انتماء للامة وليس لمجرد التعبير ، فاللغة هي التي تصنع الامم والهوية ولابد ان نعززها اذا اردنا ان نصنع الهوية .
من جهته قال عمرو موسى الامين العام الاسبق للجامعة العربية انه من الاجدى ان يكون هذا يوم الدفاع عن اللغة العربية التي باتت تمر بأزمة خطيرة تهدد اللغة ليس فقط في كيفية التحدث بها او استخدامها بل وجودها ، في ظل التوهم بان الحديث باللغات الاخرى يعطي تميزا لمن يتحدث بها .
ونبه الى ان العالم العربي والمشاعر والروابط العربية تعرضت لتهديدات كثيرة خاصة في السنوات الاخيرة وحدث ما تم التخطيط له وهو انكسار الوتيرة والشعور القومي وتهددت الرابطة العربية واصبح الكل في شأن مختلف واذا بهجمة على اللغة العربية ذاتها وهي الرباط المقدس التي يربط شعوبا كثيرة وتقوم عليها حياة شعوب العالم العربي.
وقال ان اللغة العربية هي لغة واسعة ثرية ممتعة ، وقد اهتمت اسرتي بان اتعلم اللغة العربية السليمة وكانوا يوصونني ليس باجادة اللغة العربية فقط ولكن يجب ان تحترم اللغة العربية واستخداماتها وان تستثمر في ثرائها شعرا او نثرا او ادبا .
واضاف ان الحديث عن اللغة العربية يستدعي الماضي بكثرة الشعر والادب وغيرها .
ونبه الى ضرورة تيسير اللغة اي ان تتيسر للاجيال المقبلة و تنساب معهم وينسابوا معها ويقرأونها ويدبرون امورهم معها ويستخدمونها بالشكل الامثل .
وقال لقد عملنا على ان تكون لغة رسمية في الامم المتحدة لكن كثير من المتحدثين للغة العربية كلغة رسمية كانوا يستخدمون اللغة الفرنسية والانجليزية بكثرة .
ولفت الى انه في ظل المتغيرات الراهنة و من الان فصاعدا هناك مجالات عديدة منها مجال الفضاء والكواكب المكتشفة حديثا ، والقمر الذي تغنينا له وتخيلناه سيصبح محطة ومجرات يتم السفر اليها ، وبالتالي سيكون التحدي هو كيف نعد لغتنا للاستخدامات غير المسبوقة في عالمنا الحديث وليس فقط الجمال والحب .
وقال اننا علينا التزام بضرورة ان نعد اللغة العربية الا تهمش ولا تقف عاجزة ولاتستطيع التعبير عن عوالم جديدة ومستقبل مختلف يصل فيه التحدي الى مستقبل وعلوم وتكنولوجيا لم نسمع بها ، وعلينا ان نمكن علماءنا واجيالنا ان يعبروا عن المستقبل باللغة العربية بشكل قوي .
شهدت الاحتفالية فقرات موسيقية وغنائية وفقرات من الشعر للشعراء احمد تيمور وايهاب البشبيشي والشاعرة امال رضا بالاضافة الى معرض صور مصاحب جسد التحديات التي تواجه لغتنا العربية الجميلة وتحديات الفرنجة.