د. يسرى الشرقاوى رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة للجالية العربية: نستهدف تأسيس روابط تجارية وتعاون متبادل بين مصر ودول قارة إفريقيا

حوار / عاطف طلب

رغم ما اتخذته مصر من خطوات جادة وفعالة لتعزيز التعاون المصرى الإفريقى فى مختلف المجلات، إلا أن ما يطرأ على الساحة الإفريقية من تحولات وتغيرات متعددة الأبعاد، تشير إلى أن هناك حاجة لصياغة استراتيجية مصرية جديدة لإدارة العلاقات مع دول القارة تتسق مع ما تشهده من تحولات وتدفع عجلة التعاون المصرى مع دول القارة.

تسعى جمعية المصريين الأفارقة منذ إنشائها على تعزيز التعاون مع القارة الإفريقية من خلال تعزيز الشراكة التجارية مع عدد من الدول، رغم كل التحديات التى تواجه العلاقات الاقتصادية المصرية الإفريقية من بينها عدم وجود خطوط ملاحية بحرية وجوية منتظمة بين مصر ودول القارة ومحدودية مكاتب التمثيل التجارى.

التبادل التجارى بين مصر وزامبيا 15 مليون دولار وهذا الرقم هزيل ونسعى للأفضل

لذلك كان لدى جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة خطة ممنهجة لتكوين خزينة معلوماتية لاختراق السوق الإفريقى فكانت فكرة الويبينار فقد تم عمل 69 ويبينارًا تحدث فيها 170 رجل اعمال وخبير إفريقى لزيادة الوعى لمجتمع المال والأعمال الإفريقى، ثم جاءت مرحلة المنتديات التى نظمتها الجمعية.
د. يسرى الشرقاوى، فتح قلبه لـ”الجالية العربية”، للحديث حول مستقبل التواجد المصري والتعاطي مع إفريقيا.

ماذا عن الجمعية؟
نهدف إلى تأسيس روابط تجارية وتعاون متبادل بين مصر ودول قارة إفريقيا خاصة فى ظل الانتعاش الاقتصادى الذى تشهده الدول الإفريقية.

حدثنا عن المنتديات ومدى تأثيرها على حجم العلاقات في إفريقيا؟
نحن نخترق السوق الإفريقى، ونصنع أيدولوجيات جديدة، ولقاءات ثنائية مع عدد كبير من الشركات الحكومية والاستثمارية وأيضًا وكالة التنمية والاستثمار “ZDA” فى زامبيا وهيئة سوق المال الزامبية ومجموعة من الممثلين لدول قواعد الكوميسا ومجموعة من الشركات.
ونحن في مرحلة لشرح الفرص التجارية والاستثمارية الموجودة فى زامبيا وفى المقابل مجموعة لقاءات ثنائية مع بعض التجار والمصنعين والمستثمرين المصريين لشرح كيفية دخولهم إلى السوق الزامبي.

 

طلبنا من الزامبيين أن يأتوا إلى مصر بفريق من الشركات الزامبية الخاصة لأنهم الأسرع فى الاتفاقات والتعاقدات

رؤيتكم لمنتدى الأعمال المصرى الزامبى؟
البدايات مبشرة بالخير فى ظل هذا الحضور والاهتمام من الجانب المصرى، فأكثر من 150 مدعو جميعهم حضروا إلى جانب الحضور المتميز جدا من الجانب الزامبى.

إلى ماذا تهدفون؟
جمعيتنا تهدف إلى تأسيس روابط تجارية وتعاون متبادل بين مصر وإفريقيا خاصة فى ظل الانتعاش الاقتصادى الذى تشهده إفريقيا، وإن كانت جمعيتنا جمعية من ضمن مجموعة جمعيات واتحادات المجتمع المدنى، ضمن منظومة الدولة.

هل هناك أرقام تحققت؟
البعد الآخر في الاقتصاد أصبح مختلفًا، ونحن لا نستطيع الوقوف على رقم التعاون الفعلى، وإن كانت هذه الأرقام ليست فى صالح الحوار الإفريقى.
وإن كنت أعتقد أن حجم التبادل التجارى بين مصر وزامبيا 15 مليون دولار يظل هذا الرقم هزيل لحجم التبادل التجارى بين البلدين فيجب أن تشهد الفترة القادمة تناميا فى حجم التبادل التجارى بين البلدين.
وأقل شيء أن تضع الدولة وكل منظمات المجتمع المدنى هدفًا استراتيجيًا لا يقل عن 100 مليون دولار حجم تبادل تجارى بين البلدين خلال السنوات الثلاث القادمة، فنحن لسنا المسئولين عن تحقيق هدف الدولة فى التبادل التجارى بين مصر وزامبيا أو بين مصر وأي دولة إفريقية.

أهم القطاعات التى تم التحدث عنها؟
هناك فرص واعدة للتعاون مع الشركات المصرية فى مختلف المجالات خاصة فى مجال البناء والتشييد والتطوير العقارى والطاقة النظيفة والزراعة، وذكروا أنهم يحتاجون إلى 32 ألف وحدة سكنية بالمنطقة الاقتصادية الحرة بزامبيا لموظفى المنطقة، مع العلم أن زامبيا بها أراضى زراعية خصبة .
كما تحدثنا عن حوافز الاستثمار ومشاريع متعلقة بالطاقة والتصنيع الغذائى.

ماذا كان سؤالكم للسفير الزامبى؟
سألت توبلى لوبايا، السفير الزاميى لدى مصر، عن تحدى تكلفة النقل المرتفعة بين الموانئ إلى أن تصل إلى الأراضى الزامبية، فقال: “نحن نسعى لتأسيس روابط تجارية وتعاون كتبادل بين مصر وزامبيا عبر الكوميسا ومنطقة التجارة الإفريقية خاصة فى ظل الانتعاش الاقتصادى الذى تشهده زامبيا تحت قيادة الرئاسة الجديدة.
أما ما يتعلق بالنقل، ذكر أنه فى خلال 48 ساعة يتم النقل وإن كانت المشكلة ليست فى الوقت ولكن فى تكلفة النقل، وتحدثنا أيضًا على أن يكون هناك تعاون بين بعض المستثمرين فى مشروعات الشحن الجوى التى تخدم بعض مشروعات الحاصلات الزراعية وبعض المحاصيل سريعة التلف.

نحتاج إلى عمل ممنهج حتى نستطيع أن نحقق هدفًا جيدًا في عمق القارة الإفريقية

ماذا عن الاقتصاد الزامبى؟
زامبيا قطعت شوطًا كبيرًا فى الشمول المالى وحققت أرقامًا جيدة جدًا، لكن حجم السوق بالنسبة لعدد السكان هو الأمر الكبير، فهم 20 مليون نسمة هذا يعني أن مصر تزيد عنهم 6 أضعاف.
أيضًا أعلن الجانب الزامبى أن لديهم العديد من الخامات فقالوا للمصريين تعالوا جزء من هذه الخامات يتم تصنيعه بزامبيا وجزء يعمل له قيمة مضافة ونفس الأمر فيما يتعلق بالمحاصيل الزراعية.
أعتقد من وجهة نظرى أقرب حاجة استعاضة لمعدلات الأمن الغذائى عبر ما يسمى بمبدأ الاعتماد الذاتى وهناك ما يسمى بالاكتفاء الذاتى هو أن تزرع فى أرض لصالحك.

أيضا تحدثنا عن توافر أراضى زراعية فى زامبيا واعتقد أنه أفضل ما عرض فى هذا المنتدى هو الحوافز الاستثمارية القوية فعندهم أراضى صناعية بـ25 سنت للمتر وأراضى سكنية بـ18 دولار المتر.
لديهم بروتوكول مع تنزانيا فهى المنفذ والشباك الذى يتنفسوا منه فعلاقتهم مع تنزانيا قوية جدا وهى عضو فى الكوميسا ولها ثقل فيما يتعلق بالوضع السياسى والاستثمارى فى دول حوض النيل فهى دولة مؤثرة جدا لها حدود جغرافية مع جنوب إفريقيا أحد أهم الاقتصاديات الكبرى فى إفريقيا.
أيضًا تكلموا عن بنك “زانكو” أحد أهم البنوك التى تمثل ربع السوق الزامبى والذى تم عرض تجربته وهى تمويل لكل المشروعات وتحدث باستفاضة عن فرص ائتمانية وتعاملات بنكية والبنك معتمد دوليًا وعالميًا.
أيضا طلبنا منهم أن يأتوا إلى مصر بفريق أكبر من الشركات الزامبية الخاصة وليست الحكومية لأننى أؤمن أن شركات القطاع الخاص هي الأسرع فى الاتفاقات والتعاقدات.

أهم الجهات الحكومية المصاحبة للوفد؟
جاء مع الوفد الزامبى مجموعة من هيئة سوق المال الزامبى فريق مميز أيضا من جانبنا كنا حريصين على دعوة البورصة المصرية لحضور هذا المنتدى وبالفعل كان تمثيلها من خلال الدكتورة هبة الصيرفى وتم عقد اجتماع مغلق مشترك وتم الحديث مع جانب من هيئة سوق المال، وكيفية وضع قواعد معينة للعمل بها بين سوق المال المصرى وسوق المال الزامبى ضمن منظومة العمل لسوق المال الإفريقى حتى يمكن اعتماد ذلك فى الاتحاد الافريقى وهذه تعد نواة جيدة جدا ربما يستطيع السوق المصرى أن ينقل تجربته وأن يصدر الخبرات والخدمات ربما يستطيع أن يأخذ بيد زامبيا وبعض الأسواق الإفريقية الأخرى لنرى كيفية معالجة القواعد واللوائح المشكلة لسوق المال حتى نستطيع أن نسهل حركة وسهولة دخول وخروج الصناديق الاستثمارية داخل القارة الإفريقية.
كما حضر اللقاء جمعية المصدرين المصريين اكسبلونيك وغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والغرف الصناعية.

ما الجديد في خطتكم؟
عندنا خطة ممنهجة للحصول على المعلومات عن السوق الإفريقى خاصة فى ظل عدم توفر المعلومة فقد قمنا بعمل 69 ويبينار تحدد خلالهم 170 رجل أعمال إفريقى وخبير لزيادة الوعى لمجتمع المال والأعمال الإفريقى.
بدأنا العمل مع السفراء الأفارقة والمعنيين بالأمر ثم انتقلنا بعد ذلك إلى مرحلة عمل اللقاءات الثنائية، وعملنا اللقاء الثنائى المصرى النيجيرى ثم الزامبى والموريشي، والمرحلة القادمة خلال الستة شهور القادمة سيتم عمل بعض الافينتات داخل عمق القارة الإفريقية من خلال إعلاميين ومصورين ورجال أعمال، ولازلت أرى أن الإعلام الاقتصادى له دور مؤثر وحيوى لابد أن نستعيد الذاكرة لتحديثها لنرى ما يجرى بالعمق الإفريقى.

لابد أن تتضافر جهود الإعلام والمجتمع المدنى وقطاع الأعمال والدبلوماسية الشعبية فنحن نحتاج إلى عمل ممنهج حتى نستطيع أن نحقق هدفًا جيدًا في عمق القارة الإفريقية لاسيما أننا عندنا 100 مليار دولار هدف تصدير، وإفريقيا هى القادرة على فتح أسواق جديدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى