ما مصير البيانات على تويتر بعد استحواذ ماسك على المنصة؟
كتبت/ ليا مروان
باتت البيانات والرسائل الخاصة بنا على “تويتر” ملكا للملياردير الأميركي إيلون ماسك، الذي استحوذ على المنصة مقابل 44 مليار دولار، الأمر الذي جعل كثيرين يتساءلون عن مصير تلك المعلومات وكيفية معالجتها واستعمالها في المستقبل.
وتبدو الأمور فيما يتعلق ببيانات المستخدمين “ضبابية”، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لحين الكشف عن هذه النقطة.
وأشار تقرير لموقع “فوكس” إلى أن محامي إيلون ماسك، أليكس سبيرو، قد رفض التعليق على السؤال، بينما ردّت المنصة على الاستفسار بالقول إنها لا تملك أي معلومات في هذا الوقت.
وقالت “فوكس” إن “تويتر” قد تستغرق 30 يوما لحذف حساب المستخدم بناء على طلبه، وقد تظل الرسائل المباشرة الخاصة به على خوادم الشركة لمدة غير محددة.
“تويتر” وبيانات المستخدمين
رسائل “تويتر” المباشرة ليست مشفرة من طرف إلى طرف، وهذا يعني أن تويتر:
لديها حق الوصول إلى محتويات الرسائل الخاصة، والتي من المحتمل أن يعتبرها العديد من المستخدمين حساسة.
تنص سياسة خصوصية “تويتر” بوضوح على أنه يجوز للشركة “مشاركة معلومات عن المستخدمين أو بيعها أو نقلها فيما يتعلق بدمج الأصول أو الاستحواذ عليها أو بيعها أو الإفلاس”.
ووفق أستاذ إدارة الأعمال في كلية هارفارد، أندي وو، فإن هناك عقبات تعترض وصول ماسك لبيانات المستخدمين وهي:
– الحصول على موافقة من وكالات مثل لجنة التجارة الفيدرالية.
– سيكون على ماسك العمل مع فريق “تويتر” القديم للحصول على البيانات، فهل سيكون هؤلاء مستعدين للقيام بذلك؟
– السرية ضرورية لأن تسريب خبر وصول ماسك لبيانات مستخدمي “تويتر” قد يعني نهاية “الطائر الأزرق” أو تكسر أجنحته.
شهادة “هاكر” سابق
في يوليو 2020، اخترق المراهق بيتر زاتكو المعروف بـ”مادج” منصة “تويتر” ووصل لأكبر حساباتها بما فيها حساب ماسك.
واستجاب “تويتر” للاختراق بتعيين زاتكو مديرا لقسم الأمن السيبراني في نوفمبر 2020، إلا أنه غادر الشركة في يناير 2022.
وبحلول سبتمبر الماضي، شهد أمام الكونغرس بمعاناة “تويتر” لمشكلات أمنية خطيرة ونقاط ضعف، كما أنه رصد حالات “فشل يومي” في حماية بيانات المستخدمين بشكل صحيح.
ومن المعلومات الخطيرة التي كشفها زاتكو أن نصف موظفي “تويتر” البالغ عددهم 7500، بمقدورهم الوصول لبيانات أي مستخدم، رغم وجود ضوابط لم تطبق.
ما هي أبرز تصريحات ماسك بعد الاستحواذ على تويتر؟
أصبح إيلون ماسك المالك الجديد لشركة تويتر الخميس وأقال عددا من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين اتهمهم بتضليله بشأن عدد حسابات البريد العشوائي.
يريد “هزيمة” روبوتات البريد العشوائي على تويتر، وجعل الخوارزميات التي تحدد كيفية تقديم المحتوى للمستخدمين متاحة للجمهور، ومنع تحول المنصة إلى مكان لفرض آراء الكراهية والانقسام.
ذكر أنه لم يشتر تويتر لكسب المزيد من المال وإنما “لمحاولة مساعدة البشرية التي أحبها”.
أشار إلى أنه يرى في تويتر أساسا لإنشاء تطبيق يقدم شتى أنواع الخدمات بدءا من تحويل الأموال إلى التسوق وخدمات طلب سيارات نقل الركاب.
تفاصيل صفقة الاستحواذ العسيرة
تتوج صفقة الاستحواذ الذي تبلغ قيمتها 44 مليار دولار سلسلة من التحولات والمنعطفات التي أثارت شكوكا بشأن ما إذا كان ماسك سيتم الصفقة.
بدأ الأمر في الرابع من أبريل، عندما كشف ماسك عن امتلاكه حصة 9.2 بالمئة في الشركة، مما جعله أكبر مساهم فيها.
وافق أغنى شخص في العالم بعد ذلك على الانضمام إلى مجلس إدارة تويتر، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة وعرض شراء الشركة بدلا منذ ذلك مقابل 54.20 دولار للسهم، وهو عرض لم تكن الشركة متأكدة إن كان حقيقيا أم مجرد نكتة من نكات ماسك.
تبين أن العرض حقيقي، وتوصل الجانبان في وقت لاحق من الشهر إلى اتفاق بالسعر الذي اقترحه.
في الأسابيع التالية، أعاد ماسك التفكير، واشتكى علنا من تويتر قائلا إنه يعتقد أن نسبة حسابات البريد العشوائي أعلى بكثير من تقدير الشركة المنشور في الملفات التنظيمية والبالغة خمسة بالمئة من المستخدمين النشطين يوميا الذين يمكنهم مشاهدة الإعلانات.
اتهم محاموه تويتر بعدم الإذعان لطلبات منه للحصول على معلومات حول الأمر.
دفع الخلاف ماسك لإخطار تويتر في الثامن من يوليو بأنه أنهى الصفقة، وبعد أربعة أيام، رفعت الشركة دعوى قضائية ضده في ولاية ديلاوير، حيث تأسست، لإجباره على إتمام الصفقة.
بحلول ذلك الوقت، كانت أسهم شركات وسائل التواصل الاجتماعي وسوق الأسهم عموما قد تراجعت بسبب مخاوف من أن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة لمحاربة التضخم، سيدفع الاقتصاد الأمريكي إلى الركود.
اتهمت تويتر ماسك بأنه نادم على الصفقة ويريد الخروج منها لأنه يعتقد أنه اتفق على دفع مبلغ أكبر من اللازم.
في الرابع من أكتوبر، وقبل موعد بدء المحاكمة في وقت لاحق من الشهر، عرض ماسك إتمام الصفقة كما وعد، وحددت له قاضية في ديلاوير موعدا نهائيا لإتمام الصفقة وتجنب المحاكمة هو 28 أكتوبر.
دخل ماسك إلى مقر تويتر يوم الأربعاء بابتسامة كبيرة وغير وصفه في ملفه الشخصي على المنصة إلى “تشيف تويت” أو رئيس تويتر.