اليوبيل الذهبي لعلاقات مصر و الإمارات .. نموذج مثالي ومتطور
كتب/ أحمد خورشيد
احتضنت القاهرة، الأربعاء، اليوم الأول لاحتفالية اليوبيل الذهبي للعلاقات “الإماراتية-المصرية”، في أجواء تدلّ على متانة العلاقة بين البلدين على كافة المستويات.
وجاءت الأجواء الاحتفالية التي أحاطت المناسبة لتؤكد شعارها “مصر والإمارات قلب واحد”، في الوقت الذي شهدت جلسات شارك فيها مجموعة من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال من البلدين، بهدف تعزيز الروابط والعلاقات الممتدة لأكثر من خمسة عقود.
وفي كلمته بافتتاح الاحتفالية، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن العلاقات المصرية الإماراتية تمثل “نموذجا مثاليا” للعلاقات الطيبة القوية، التي تجمع دولتين وشعبين شقيقين تسودها القيم الصادقة الحقيقية.
في حين وصف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، العلاقات مع مصر بـ”الأخوية والمستقرة والمتطورة”.
وقال في تغريدة على تويتر: “تحتفل الإمارات اليوم في مصر بخمسين عاماً من العلاقات الأخوية.. المستقرة.. المتطورة.. نحتفل ونحتفي أيضا ببداية خمسين عاما جديدة أيضا بقيادة أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي وأخي محمد بن زايد رئيس الدولة حفظه الله.. مصر والإمارات قلب واحد”.
ومن ذات المنطلق، شدد رئيس الحكومة المصرية مصطفى مدبولي، الذي كان حاضرًا للجلسة الافتتاحية، أن ملامح العلاقة الاستراتيجية بين القاهرة وأبوظبي قد تبلورت في السنوات الأخيرة لتُمثل نموذجاً للعلاقات العربية القادرة على مواجهة التحديات في مختلف المجالات، من خلال العمل المشترك والدعم المتبادل خلال الأزمات.
وتشهد احتفالية اليوبيل الذهبي للعلاقات، والتي تمتد لثلاثة أيام حتى الجمعة، مجموعة من الفعاليات الاقتصادية والثقافية والاعلامية والفنية، تُرسخ التقارب التاريخي بين البلدين.
زيادة استثمارات
وعلى هامش الاحتفالية، توافق أعضاء مجلس الأعمال المصري الإماراتي، على تشجيع وزيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين والتعاون التجاري.
ويقود التعاون الاقتصادي، الذي يشمل العديد من القطاعات والمجالات الحيوية، قاطرة العلاقات بين البلدين، إذ بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين مصر والإمارات خلال الفترة من يناير وحتى مايو 2022 أكثر من 11.8 مليار درهم (ما يزيد على 3.2 مليار دولار)، بنمو وصلت نسبته إلى 11 في المئة مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي.
وبشكل عام، تقدر قيمة الاستثمارات الصادرة من الإمارات إلى مصر منذ 2003 وحتى 2019، بحوالي 30 مليار دولار (110 مليارات درهم).
ووفق بيان حصل عليه موقع “الجالية”، قال وزير الاقتصاد الإماراتي عبدالله بن طوق المري، إن البلدين يتطلعان لبدء خمسين عاماً قادمة تقوم على مشروعات أكثر استدامة ونمواً واستكشاف واغتنام الفرص الاقتصادية المتميزة في كلا السوقين المصري والإماراتي خاصةً في ظل الأزمات العالمية المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة أثرت على اقتصادات مختلف الدول.
وشهد مايو الماضي، الإعلان عن الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة تجمع الدولتين، بالإضافة إلى الأردن، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في 5 مجالات صناعية واعدة ومؤهلة للتكامل والتعاون.
وذكر وزير الاقتصاد الإماراتي أن الاتفاق بين الصندوق السيادي المصري والقابضة “ADQ” باستثمارات بقيمة 20 مليار دولار ستتم خلال 10 سنوات، معتبرا أن الصناديق السيادية والاتفاقات الصناعية أرست دعائم التحول لاستثمار أكثر استدامة.
حضور بارز بالجامعة العربية
الإشادات بمتانة العلاقة بين مصر والإمارات كانت حاضرة كذلك للأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الذي اعتبر أن البلدين لهما حضور بارز في الجامعة.
وتطرق أبو الغيط لتفسير تلك العلاقة، إذ أشار إلى أنه “عندما كانت دولة الإمارات ناشئة كانت من الأصدقاء الداعمين لمصر، ووقفت معها في معركة الحياة كما وقفت بقوة بجانب مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو، ودعمت الدولة المصرية والجيش المصري والجمهورية الجديدة”.
وأضاف أن “تجربة السنوات الماضية كشفت أن العرب هم الملجأ الأخير لإخوانهم العرب في وقت الأزمة، ومصر والإمارات من الدول الحريصة على العمل العربي المشترك”.