الدكتوره هالة أنور :  المخلفات احدي القطاعات الواعدة لتحقيق النمو الاقتصادي

الباحث الرئيس لمشروع  مخلفات نخيل الواحات 

حوار/ محمد نبيل 
في السنوات الاخيرة ارتفعت اسعار مصادر الطاقة كالذرة وغيرها من الحبوب وكذلك منتجاتها الثانوية بشكل كبير مع زيادة الطلب علي الاعلاف الحيوانية مما يؤثر سلبيا علي الاكتفاء الذاتي من اللحوم واللبن وكذلك قطاع الدواجن بالتالي فالبحث عن مكونات أعلاف اقل في التكلفة عالية المحتوي من الطاقة اصبح ضرورة ملحة خاصة مع اتجاه البلاد لتقليل الواردات و زيادة الانتاج المحلي وذلك تزامنا مع نقص الموارد المائية لذلك كان لزما علينا ان نتوقف عند اهم المشروعات البحثية والتي تستهدف تحويل مخلفات نخيل البلح الي منتجات ثانوية تستخدم في تغذية الحيوان لالقاء الضوء علي مردوها علي القطاع الزراعي والبيئي والحيواني وانعكاس ذلك علي الدخل القومي والتنمية ووقف نزيف الاستيراد من الخارج وكذلك اسباب اختيار الواحات البحرية لتنفيذ المشروع بها وذلك من خلال لقاءنا والدكتورة هالة انور الباحث الرئيسي للمشروع ورئيس بحوث بالمعمل المركزي للنخيل مركز البحوث الزراعية  ….. فالي نص الحوار
الدكتوره هالة الانور
الهدف الرئيسي من المشروع ومحاورة ؟ 
يعد الهدف الرئيسي من المشروع هو تصنيع اعلاف غير تقليدية من البلح الفرز وسعف النخيل بتكلفة تنافسية ودراسة إستراتيجيات استخدامها في علائق المجترات او هو  تحويل لمخلفات نخيل البلح الي منتجات ثانوية تستخدم في تغذية الحيوان وذلك في اطار اهتمام الدولة باستغلال المخلفات واهميتها كقيمة مضافة كونها احدي القطاعات الواعدة لتحقيق النمو الاقتصادي ومن اهم اوجه الاستفادة من متبقيات النخيل وهو ايضا دعما لمنظومة الانتاج الحيواني لسد العجز في انتاج الاعلاف في ظل قلة الموارد المائية والحاجة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد الكلي علي الاستيراد من الخارج
ونشير هنا بداية إلي أن  مصر تصنف  الاولي عالميا من حيث الإنتاجية للنخيل بإنتاج يبلغ 1.7 مليون طن سنويا ما يعادل 17.7 % من الانتاج العالمي البالغ 7.5 مليون طن ( منظمة الاغذية والزراعة 2018 )  ؛ حيث يوجد في مصر حوالي 4.25 مليون نخلة (  اصناف مجهل ) تنتج حوالي 39400 الف طن من ثمار البلح (  وزارة الزراعة 2018  ) .
وبالتالي فان مصر لديها كم كبير وهائل من متبقيات النخيل والتي تمثل ثروة اذا ما تم استثمارها واستغلالها علي النحو الامثل وبالتالي تكمن الضرورة لنشر ثقافة الاستفادة من المتبقيات بعائد اقتصادي يتيح الاهتمام برعاية النخيل كما ان المشروع له انعكاسات علي زيادة الدخل القومي وتوفير العملة الصعبة للبلاد والمساهمة في تحقيق التنمية .

# التناغم  بين الأبحاث والمزارع والمصانع مؤشر قوي لنجاح المشروع وتعميمه

كما توجد أربعة هناك محاور فرعية لتحقيق الهدف من المشروع يتمثل اولهما في
 برنامج  لتجميع وتداول وتخزين مخلفات النخيل ويتم ذلك من خلال  كيفية الحصول علي مخلفات النخيل والطرق المثلي لتداولها وتخزينها بما لا يؤثر بالسلب علي إنتاجية النخلة وضمان الحصول عليه بخصائص ومحددات التصنيع وكذا دراسة تسعير كل مخلف بطرق علمية واقتصادية
اما المحور الثاني فيتمثل في  عمل وحدة تصنيع تجريبية لانتاج الاعلاف وذلك بواسطة
علف البلح الفرز الكامل في صورة مصبغات في عبوات 25 كيلو جرام و 50 كيلو جرام
علف نوي البلح المطحون الماش عبوات 25 كيلو جرام و 50 كيلو جرام
وكذا إنتاج سيلاج مخلوط سعف النخيل المفروم والبلح الفرز عبوات 50 كيلو جرام
وماذا عن المحاور الآخري ؟   
يتمثل المحور الثالث في تقييم المواد العلفية علي الحيوان ممن خلال عمل التحاليل الكيميائية والميكروبية ودراسة الخصائص الكاملة للمنتج قبل وبعد التصنيع  وأيضا عمل تجارب الهضم علي المجترات وتقدير القيمة الغذائية وتقدير القيمة الغذائية وتحديد افضل صورة للمنتج ، وكذلك عمل تجارب التغذية ودراسة الكفاءة الغذائية والاقتصادية للمواد العلقية وافضل نسب إضافة لها في علائق الحيوانات حسب الإنتاجية  والطرق المثلي لتخزين المنتجات النهائية ومده الصلاحية المثلي للاستخدام  كما يمثل البرنامج الارشادي والتدريبي المحور الاخير للمشروع والمتمثل في   توعية وارشاد مزارعي النخيل بكيفية ومواعيد الحصول علي المخلف وكيفية التداول بالطرق المثلي ، والعمل علي تعريف وإرشاد مربي الماشية لكيفية التعامل الأمثل مع المنتجات العلقية وكيفية الإستفادة القصوي من تلك المنتجات في العلائق تبعا للمنتج المستهدف من تلك الحيوانات  .
ما الجهات القائمة علي تنفيذ المشروع ومدته ؟ 
تتمثل الجهات القائمة علي تنفيذ المشروع في المعمل المركزي لابحاث وتطوير نخيل البلح بمركز البحوث الزراعية ومعهد الانتاج الحيواني قسم التغذية واكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ، كما أن مدة تنفيذ المشروع هي عامين لينتهي في 2024 م .
ما  أسباب  اختيار الواحات لتنفيذ المشروع ؟ 
تعتبر الواحات البحرية –  محافظة الجيزة هي الثالثه علي مستوي الجمهورية في الانتاج حيث تحتوي علي حوالي 2 مليون نخلة باجمالي مساحة 19000 فدان بنسبة قد تصل الي  15. 99 %  من اجمالي مساحة مصر الكلية وتنتج حوالي 10312 طن بنسبة تصل الي 6.12 % من اجمالي انتاج مصر وقد يصل وزن السعف الجاف من النخلة الواحدة ما بين 13.5 -20 كجم في السنة ،  كما ان وجود فرع المعمل المركزي للنخيل يمثل احد اهم نقاط القوة في المكان حيث يلحق به هنجر بمساحة تخزينية مناسبة للمخلفات المستهدف تصنيعها علي الطريق الرئيسي وقريب من عدد كبير من مزارع انتاج نخيل البلح واكثر من 40 مصنع لانتاج التمور والذي قد يعمل بدوره علي سهولة نقل المادة الخام واستدامة منظومة العمل مع سهولة نقل المادة الخام المطلوبة باقل تكلفة كذلك هناك علاقة تعاون قوية وربط بين فرع المعمل المركزي للنخيل والابحاث التطبيقية واصحاب المزارع ومصانع النخيل بالواحات فهناك تكامل وتناغم بين جميع الاطراف وهو مؤشر قوي لنجاح المشروع وتحقيق الاستدامة ، وانطلاقه بعد ذلك لكافة محافظات مصر ،  واشير هنا أيضاً أن مبني مصنع الانتاج يقع علي مساحة 800 متر مربع .

وضع برتوكول لتداول وتخزين المنتج العلفي واستدامته علي مدار العام

وماذا عن العائد من المشروع البحثي ؟ 
هناك ثلاثة امور هامة تم وضعها في قالب واحد لتمثل مجتمعه معا العائد من المشروع حيث يعد دعم القطاع الزراعي علي راسها وذلك من خلال المساهمة في برنامج التنمية الزراعية بواسطة تعظيم القيمة المضافة لمحصول النخيل وكذلك دعم مزارعي ومنتجي النخيل بخبرات كيفية تجميع مخلفات النخيل وتداولها وكيفية الاستفادة من اصناف البلح الغير مرغوبة للاستخدام الآدمي وعمل تقييم سعري لمخلفات النخيل مما قد يسهل عملية البيع والتداول لتشجيع مزارعي النخيل علي عمليات الخدمة وجمع المخلفات وتعظيم العائد من مزارع النخيل .
كما يمثل دعم القطاع الحيواني العائد الثاني وذلك من خلاا  توفير بدائل علفية ذات قيمة غذائية جيدة ووضع برتوكول لتداول وتخزين المنتج العلفي واستدامته علي مدار العام
قيمه سعرية للمنتجات العلفية متناسبة مع القيمة الغذائية لتلك المنتجات مقارنة بالأسعار والقيمة الغذائية للمواد العلفية التقليدية المتداولة ، وكذا كيفية إستخدام المواد العلفية في العلائق المختلفة تبعا لانتاجية  الحيوان وتحديد العائد الاقتصادي منها
وأخيراً يأتي  المردود البيئي للمشروع  وذلك عن طريق التخلص الإيجابي الآمن لمخلفات النخيل والذي قد يساهم بشكل كبير في تقليل انتشار الامراض والحشرات خاصة سوسة النخيل الحمراء ، وكذلك زيادة الوعي وتوجيه مزارعي النخيل عن كيفية جمع ومعالجة نفايات النخيل بالتزامن مع إعلام مربي الماشية بالقيمة الغذائية والاقتصادية للمنتج النهائي وكيفية صياغة توليفات مختلفة من الإعلاف وبالتالي الحصول علي العديد من المنتجات .
كيفية تعظيم الإستفادة من المنتجات الثانوية لنخيل البلح ؟ 
يمكن الاستفادة من خلال السعف كاحدي المتبقيات المتعددة التي تنتج بكميات قد تصل الي 1.562.171 طن الفاو 2018 فقد يصل انتاجية النخلة الواحدة 13.5 – 20 كجم في السنة من السعف الجاف ايجاد طريقة لتحويلة لمنتج ثانوي اقتصادي قد يساهم في رفع الكفاءة الاقتصادية والقيمة المضافة لنخيل البلح كذلك الحد من الاثار السلبية المرتبطة بمخلفات النخيل
كما يمكن استخدام البلح الفرز ونوي البلح كمصدر للطاقة في اعلاف المجترات علاوه علي ذلك يمكن تحويل سعف النخيل الي سيلاج كالاعلاف الخشنة لإستخدامه في تغذية الحيوانات
ان استخدام المنتجات الثانوية لنخيل البلح كاعلاف حيوانية يحتوي علي العديد من التحديات من تخزين وتداول بالإضافة الي ان القيمة الغذائية الموجودة بالمنتجات الثانوية لنخيل البلح في شكلها الخام تكون منخفضه كذلك قلة الوعي بين مربي الماشية حول كيفية خلطها في التوليفات العلفية ولذا كان الهدف الرئيسي من هذا المشروع تصنيع مصبعات من ثمار البلح الفرز الكامل وكذلك منتج نوي البلح ذو قيمة غذائية مناسبة بالإضافة الي عبوات مضغوطة من سيلاج مخلوط البلح الفرز المعامل وسعف النخيل الناتج
هل توجد أستفادة آخري  ؟ 
 يمكن الإستفادة أيضا  من اوراق نخيل البلح كاحد المنتجات الثانوية التي تنتج بكميات كبيرة واستخدامها في تغذية الحيوان في صورة سيلاج مصنع بإضافة البلح الفرز كمصدر للطاقة بديل للمولاس في سيلاج مخلوط اوراق النخيل والبلح الفرز بتوليفات ونسب مختلفة والذي بدوره يحسن من جودة السيلاج ويرفع من القيمة الغذائية والمادة الجافة بالإضافة الي خفض تكاليف الانتاج
كما لابد من الإشارة إلى عملية السيلجة وهي تمثل حفظ المادة النباتية معتمدا علي تحويل الكربوهيدرات  الذائبة الي احماض عضوية عن طريق بكتريا حامض اللاكتيك تحت الظروف اللاهوائية ، وكذا عملية التلقيج للمادة الخضراء اثناء الحفظ بواسطة بعض المجموعات البكتيرية تحسن من تخمير الكربوهيدرات والذي يقلل الفقد في المادة الجافة حيث تؤثر اللقاحات البكتيرية علي خصائص التركيب والجودة والعدد البكتيري والقيمة الغذائية لسيلاج سعف النخيل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى