ثأر عمره 35 عاما… هل يفعلها بلماضي مع المنتخب الجزائري؟

يواجه المنتخب الوطني الجزائر، الثلاثاء، نظيره المكسيكي وديا على أرض ملعب كارس جينس بمدينة لاهاي الهولندية، في مباراة تكتسب أهمية كبيرة لكونها تذكّر بهزيمة عام 1985.

وقد استطاع “محاربو الصحراء” أن يلامس شيء من المستحيل منذ تولي المدرب جمال بلماضي قيادة المنتخب، وفي رصيده اليوم أكثر من 723 يوما بلا هزيمة و19 مباراة دون خيبة كل ذلك في أقل من عامين.
ويأتي اللقاء ضمن “سلسلة نظيفة” تحت قيادة بلماضي، الذي تحول إلى رمز الأمل، لتحقيق أحلام شعب بإكمله، وقد يحقق ثأرا عمره 35 عاما، في مواجهة هي الثانية تاريخيا للفريق الجزائري، ضد المنتخب صاحب المرتبة 11 عالميا في تصنيف “الفيفا”.

بلماضي منقذ السفينة
حينما كان لاعبو المنتخب الجزائري يجرون أذيال الخيبة، بعد الإقصاء المر من الدور الأول لكأس أفريقيا عام 2017 في أدغال الغابون، كانت الجماهير ترفع الصوت عاليا لإنقاذ السفينة من الغرق وتطالب بضرورة الاستعانة بمدرب محلي يعرف جيدا سخونة الدم والعقلية الجزائريتين، ليضع حدا لمسلسل المدربين الأجانب الذين فشلت غالبيتهم في قيادة كتيبة “محاربي الصحراء”.
في ذلك الوقت كانت الأنظار تتجه نحو اسم واحد تقريبا هو: جمال بلماضي، الذي كان يصنع التاريخ والأمجاد في الملاعب الخليجية.
وبالتزامن، كان الرئيس السابق للاتحاد الجزائري لكرة القدم، محمد روراة، غير آبه بمن سيخلف المدرب البلجيكي جورج ليكنس، الذي لم يمكث سوى 3 أشهر، وهكذا دخل المنتخب الجزائري في نفق مظلم، بسبب المصالح الشخصية والحسابات الضيقة.

أكثر من 60 مدرباً
وباستثناء المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، وهو الأجنبي الوحيد الذي قاد المنتخب الجزائر لتأهل تاريخي للدور الثاني في كأس العالم 2014، كان الجمهور والنقاد مقتنعون تماما بأن الجزائر ولّادة، وبإمكان أبنائها من المدربين المحليين رفع علم بلادهم في أكبر المحافل الكروية وإدخال الفرحة للقلوب وكتابة تاريخ أمة بأكملها.
ويدين الجزائريون بالفضل لمدربين محليين مثل رشيد مخلوفي ومحيي الدين خالف بمساعدة مدرب أجنبي في التأهل ثم مشاركة بلادهم في أول مونديال عام 1982 بإسبانيا، قبل أن يعبّد، رابح سعدان، الطريق إلى مونديال 1986 بالمكسيك، وينال الراحل عبد الحميد كرمالي بطولة أفريقيا عام 1990 على أرض الجزائر، ثم يعود المدرب سعدان بعد عقدين من الزمن ويسجل حضور الجزائر في مونديال القارة السمراء 2010 بجنوب أفريقيا.
كانت تلك الإنجازات دليلاً قاطعا لدى طيف واسع على أن الأسماء المحلية قادرة على صنع المستحيل وإعادة كتابة التاريخ من جديد.
في تلك الأثناء كان الوقت يضيق على الوافد الجديد على رئاسة الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي في ربيع 2017، لاختيار واحد من بين الأسماء المحلية، لكنه تمسك بفكرة المدرب الأجنبي.
حينما جلب زطشي الإسباني لوكاس ألكاراز الذي ضيع على الجزائر فرصة التأهل لمونديال روسيا 2018، قبل أن يعيد الرجل حساباته ويستنجد بالمدرب المحلي فاختار رابح ماجر، في سيناريو لم يكن يتوقعه أحسن المتفائلين، خصوصا وأن الرجل كان بعيدا عن التدريب لمدة تزيد عن 15 عاما، وهو ما انعكس نتائج ضعيفة وكارثية كانت كفيلة بإسقاط صاحب الكعب الذهبي، بعد 8 أشهر تقريبا من العارضة الفنية وتحديدا في يونيو 2018.
واحتاج رئيس الاتحاد الجزائري نور الدين زطشي 18 شهرا ليقتنع بالأصوات التي كانت تطالب منذ البداية بجمال بلماضي مدربا لمنتخب مدجج بالنجوم، يصعب على أي كان ترويضهم أو إيجاد خلطة مناسبة لولا شخصية قوية خبرت نفسيات اللاعبين وتعرف كيف تؤلف بين عقلية المحليين ومزدوجي الجنسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى