ظاهرة تعامد الشمس في أبوسمبل.. موعد استثنائي يسطر تاريخا
كتبت/ ميرا فتحي
يستعد معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، جنوبي مصر، لاستقبال آلاف الزوار لحضور ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني يوم 22 فبراير المقبل.
وتجري الاستعدادات وسط أجواء حماسية وتجهيزات خاصة في المنطقة الأثرية الهامة، وفقا لحديث عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة لموقع “الجالية”.
ويشتهر معبد أبو سمبل بكونه أحد أكثر المعالم الأثرية روعة في مصر، جرى تشييده في عهد الأسرة الـ 19 بقرار من الملك رمسيس الثاني، واكتشفه الرحالة السويسري “إبراهيم بوركهارت” عام 1813 ليُطلق عليه اسم الصبي الذي قاده إلى المكان، ويتوافد عليه الزوار بكثافة طوال شهور السنة وخاصة في شهري أكتوبر وفبراير لخوض تجربة تعامد الشمس على قدس الأقداس.
مهمة خاصة
ويقول سعيد لموقع “الجالية”: “نعمل منذ شهر على ظهور المعبد في أبهى صورة خلال ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني لأنه يأتي في تاريخ استثنائي ولن يتكرر، أرسلنا فريق متخصص من المُرممين لإعادة الرونق إلى كافة القطع الأثرية، انهمكوا لنحو 7 أيام متواصلة في إزالة الأتربة العالقة بالجدران والتماثيل وفضلات الطيور المنتشرة في سماء المعبد”.
ويضي: “يعكف فريق الترميم على مطالعة كل شبر بالمعبد والوقوف على الأماكن التي تحتاج إلى تقوية وتثبيت النقوش الرائعة وألوانها عن طريق استخدام مواد خاصة قمنا بتوفيرها لتلك المهمة، وسيجد الزوار نتائج رائعة عند الوصول إلى منطقة أبوسمبل”.
ويتابع: “منذ أيام حضر إلى المعبد الفرق المنظمة لاحتفالية وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الثقافة ومحافظة أسوان، تحول المكان إلى خلية عمل لا تهدأ، تدور جهود كبيرة في الأنحاء لتهيئة المنطقة لانضمام 18 فرقة فنية من بينهم 11 من مصر و7 فرق أجنبية لتقديم عرض مبهر قبل تعامد الشمس على قدس الأقداس بساعات قليلة”.
بروفات نهائية
ويسترسل سعيد لموقع “الجالية”: “مطلع الأسبوع القادم نستقبل في منطقة أبوسمبل الأثرية الفرق الفنية التابعة لوزارة الثقافة المصرية لعمل البروفات اللازمة للاحتفالية أمام المعبد الكبير ثم يعودون مرة آخرى في ليلة التعامد عقب انتهاء عرض الصوت والضوء لإبهار العالم بعرضهم الممتع والذي يُفترض استمراره حتى ساعة متأخرة من الليل”.
وكان خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصرية، التقى في وقت سابق بإيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، لمناقشة تنظيم عدد من العروض الفنية والفعاليات الثقافية في الأماكن السياحية من بينها عرض فني مميز للاحتفال بتعامد الشمس بأبو سمبل كما اتفقا على وضع شاشات كبيرة بالساحة الأمامية للمعبد أثناء الظاهرة الخلابة لنقلها إلى الجمهور وإعادة إذاعة الاحتفالية للحضور.
ويؤكد مدير عام آثار أسوان والنوبة على تشغيل منظومة الحجز الإلكترونية داخل معبد أبو سمبل في الآونة الأخيرة في محاولة لتسهيل الإجراءات على السائحين حيث يمكنهم حجز تذاكر الدخول من خلال ماكينات إلكترونية، بدلا من شرائها بصورة يدوية من النوافذ المخصصة لهذا الغرض منوها إلى أن وزارة السياحة والآثار تعتزم إتاحة الخطوة على مواقعها الرسمية في الفترة القادمة.
إجراءات احترازية
ويذكر سعيد: “لدينا اهتمام كبير بمسألة الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا المستجد، نحرص على سلامة جميع الوافدين إلى أبو سمبل، نمتلك خطة لتعقيم المعبد قبل الزيارة المرتقبة وبعدها مباشرة، لا نسمح أيضا للزائرين بدخول المكان دون وضع أقنعة الوجه فضلا عن انتشار أجهزة قياس درجات الحرارة على البوابات المختلفة للاطمئنان على حالة ضيوفنا الكرام”.
ويردف: “وضعنا تكليفات واضحة بضرورة وجود عربات الإسعاف في أماكن قريبة من مداخل ومخارج المعبد وعند الاشتباه في إصابة زائر أو الحاجة إلى تدخل طبي سيتم نقلهم على الفور إلى أكثر من مستشفى مجهزة في منطقة أبو سمبل للوقوف على حالتهم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة”.
ويشهد معبد أبو سمبل ازدحاما شديدا صباح يوم تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني لحضور الظاهرة الرائعة، وهو ما دفع وزارة السياحة والآثار المصرية إلى الدفع بأعداد أكبر من سيارات الجولف بالمنطقة، وفقا لحديث سعيد، وذلك للتأكد من انسيابية الحركة في محيط المعبد بجانب التشغيل الكامل لكافة الخدمات الترفيهية للزوار مثل الكافتيريات وتوزيع العاملين بكثافة في الأرجاء لمساعدة الزوار.
ويختتم مدير عام آثار أسوان والنوبة تصريحاته لموقع “الجالية” قائلا: “نحن سعداء بالإقبال الكبير على محافظة أسوان خلال الأيام الماضية لحضور ظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل، هذا دليل قاطع على مدى محبة عشاق التاريخ للحضارة المصرية وقدرتنا كدولة على النجاح في ظروف صعبة مثل انتشار فيروس كورونا في العالم”.