إيما واتسون تتضامن مع القضية الفلسطينية في منشور يثير غضبا إسرائيلي

كتبت/ميثاء راشد 

انشر الحساب الرسمي للممثلة البريطانية إيما واتسون -بطلة سلسلة أفلام “هاري بوتر” (Harry Potter- على “إنستغرام” (Instagram) منشورا جديدا يعلن التضامن مع الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، باستخدام صورة لافتة ضخمة كُتب عليها بالإنجليزية “التضامن فعل” (Solidarity is a Verb)، من داخل مسيرة مؤيدة للفلسطينيين.

أثار المنشور، الذي حصد أكثر من مليون و100 ألف إعجاب، دعما واسعا بين المستخدمين المؤيدين لفلسطين، لكنه على الجانب الآخر أثار انتقادات شديدة من المسؤولين الإسرائيليين.

ونقل حساب واتسون اقتباسًا عن الناشطة البريطانية سارة أحمد، تقول فيه “التضامن لا يفترض أن نضالاتنا هي النضالات نفسها، أو أن ألمنا هو الألم ذاته، أو أننا نأمل المستقبل نفسه. ينطوي التضامن على الالتزام والعمل، بالإضافة إلى الاعتراف بأنه حتى لو لم تكن لدينا المشاعر نفسها، أو نعيش الحياة ذاتها، أو لدينا الأجساد نفسها، فإننا نعيش على أرض مشتركة”.

الصورة المستخدمة في منشور واتسون نُشرت في الأصل في مايو/أيار 2021 من قبل “جماعة الناشطين السيئين” (Bad activist collective) في أعقاب الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة، وهي حركة نشطاء تأسست في الأصل دعما لقضايا المناخ، وتوسعت اهتماماتها لتشمل الحرية ومناهضة الاضطهاد.
إشادات واسعة بالتضامن

لقي منشور واتسون قبولا كبيرا لدى مستخدمي منصات التواصل الاجتماعية، فقد شكر الكثيرون إيما واتسون على صوتها الداعم للقضية الفلسطينية، في وقت أضاف فيه البعض وسوما (هاشتاغات) مثل “فلسطين حرة” (#FreePalestine) و”فلسطين ستبقى حرة” (#PalestineWillBeFree) إلى تعليقاتهم.
اتهامات بمعاداة السامية

ووجه عدد من المسؤولين الإسرائيليين انتقادات شديدة لموقف واتسون، منهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الذي كتب عبر حسابه الرسمي على تويتر “قد ينجح الخيال في عالم هاري بوتر لكنه لا يعمل في الواقع.. إذا كان الأمر كذلك، فإن السحر المستخدم في عالم السحرة يمكن أن يقضي على شرور حماس (التي تضطهد النساء) والسلطة الفلسطينية (التي تدعم الإرهاب) سأكون مع ذلك!”.

لكن يبدو أن عالم هاري بوتر الذي يستهين به إردان يترك أثرا ثقافيا في العالم، فقد استعان السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة داني دانون بعبارة وردت في سلسلة الأفلام الشهيرة ليتهم واتسون بمعاداة السامية، إذ غرد دانون عبر حسابه الرسمي على تويتر “10 نقاط من جريفندور لكونه معاديا للسامية”.

وواجه دانون انتقادات العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بسبب تعليقاته. فقد رفضت ليا جرينبيرج، المديرة التنفيذية المشاركة لمشروع “Indivisible”، وهي منظمة غير ربحية تأسست في عام 2016، اتهامات دانون، قائلة إنها “دليل مثالي على السخرية والشر التام، الاتهام بمعاداة السامية لمنع أي مظاهر للتضامن مع الشعب الفلسطيني”.

في حين رد الصحفي والناشط الفلسطيني محمد الكرد، الذي لعب دورًا حاسمًا في زيادة الوعي الدولي حول الإخلاء القسري للفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، قائلا إن “تصريح واتسون البسيط” ترك “الصهاينة في كل مكان.. في نوبة ذعر”.

وعبّر أيمن محيي الدين، المذيع بشبكة “إم إس إن بي سي” (MSNBC) الأميركية، عن تعجبه من منشور دانون، إذ غرد عبر حسابه الرسمي على تويتر “ليست مزحة، لقد وصلنا إلى مرحلة بحيث إن مجرد نشر صورة غامضة تعبّر عن التضامن مع الفلسطينيين عبر إنستغرام يصنفك على أنك معاد للسامية”.

وفي وقت سابق، اتخذ عدد من المشاهير قرارات جديدة من نوعها ساهمت في تحويل الرأي العام العالمي حول القضية الفلسطينية، إذ نشرت شخصيات مثل سوزان ساراندون ومارك روفالو رسائل ومنشورات تواصل اجتماعي لدعم الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة تحت قصف إسرائيلي استمر لمدة 11 يوما، في مايو/أيار الماضي، كما أعادت عارضة الأزياء العالمية من أصل فلسطيني بيلا حديد نشر منشور لها يتضمن وجودها ضمن إحدى المسيرات الداعمة لفلسطين قبل سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى