حصاد 2021.. فنانون تألقوا وآخرون أساؤوا الاختيار
كتبت/ ليا مروان
نجوم الفن مثل الأشخاص العاديين؛ في نهاية كل عام عليهم معرفة حصاد ما قدموه خلال العالم، ولكن منجزاتهم هذه شاركها العالم معهم، عبر أعمال فنية من أفلام ومسلسلات، ويشارك في تقييم حصادهم كذلك الجمهور وكيفية تلقيه لهذه الأعمال من إعجاب أو نفور.
وهنا نتحدث عن أهم النجوم العرب الذين تألقوا في 2021 وآخرين أضرتهم اختياراتهم الفنية هذا العام فتنازلوا صاغرين عن مواقعهم المتقدمة في الساحة الفنية العربية التي احتلوها سابقا.
نجوم عرب تألقوا في 2021
محمد ممدوح
ظهر محمد ممدوح -الممثل المصري الشهير باسم تايسون- على الساحة الفنية منذ 2006 تقريبا، قدم خلال هذه الفترة عشرات الأعمال من مسرح وسينما وتلفزيون.
بدأ كفاحه المستمر لمدة 15 سنة تقريبا في إتيان ثماره الحقيقية هذا العام، وذلك ببطولة عملين من أهم أعمال السنة، وهما مسلسل “لعبة نيوتن” إخراج تامر محسن وشاركته البطولة منى زكي، وفيلم “أبو صدام” إخراج نادين خان، وشاركه البطولة الممثل الشاب أحمد داش.
نجح المسلسل في الاستحواذ على انتباه المشاهدين في العالم العربي، واحتلت متابعة حلقاتهم والمناقشات بعدها مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان الماضي، في ظاهرة مثيرة للاهتمام بالفعل، خاصة مع الأداء المتميز والثابت من محمد ممدوح في دور البطولة المعقد والمليء بالتحولات الدرامية، بينما حصل عن أدائه المميز في فيلم أبو صدام على جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي، في أول بطولة سينمائية له.
منة شلبي
تسير منة شلبي بخطوات ثابتة في مسيرتها الفنية منذ سنوات، وخلال عقدين منذ بدأت بفيلم الساحر حتى اليوم، قدمت العديد من المسلسلات والأفلام السينمائية المميزة للغاية، وعاما 2020 و2021 هما ذروة تطورها وتألقها، خاصة في مجال التلفزيون.
في 2020، قدمت مسلسل “في كل أسبوع يوم جمعة” الذي ترشحت عنه هذا العام لجائزة الإيمي الدولية، وفي 2021 قدمت مسلسلا آخر هو “ليه لأ 2” الذي استطاعت عبره جذب اهتمام وتعاطف الملايين من المشاهدين لقضية احتضان الأطفال الأيتام.
ولكن على الرغم من هذا التألق التلفزيوني، واكتساب منة شلبي شعبية واسعة كأكثر بنات جيلها موهبة وقبول، إلا إنها لا تزال لم تقدم أدوارا سينمائية قوية تماثل النجاح التلفزيوني، باشتراكها في أفلام سينمائية ضعيفة وأدوار صغيرة لا تليق بموهبتها، مثل فيلم الإنس والنمس هذا العام.
نادين نجيم
خلال عقد واحد تقريبا تحولت المذيعة السابقة وملكة جمال لبنان لعام 2004 إلى واحدة من أهم النجمات اللبنانيات على الساحة بالوقت الحالي، فهي تتنقل من عمل تلفزيوني ناجح إلى آخر، ومن أنواع كذلك مختلفة، فقد قدمت الكوميديا والرومانسية وحتى الإثارة والتشويق في مسلسل الهيبة.
وعام 2021 تألقت خلاله نادين نسيب نجيم وذلك عبر أدائها في مسلسلين مختلفين، أحدهما هو “صالون زهرة” الذي جمع بين الإثارة والتشويق والكوميديا، والآخر مسلسل “2020” وقدمت خلاله شخصيتين هما سما وحياة.
مشاري البلام
رغم وفاته بسبب إصابته بفيروس كورونا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فإن الفنان الكويتي مشاري البلام ترك أثرا على الدراما التلفزيونية هذا العام بمسلسلين لم يتم عرضهما إلا لاحقا بعد غيابه، وهما “الوصية الغائبة” و”درب الهوى”، بينما ظهر ظهورا خاصا في مسلسلي “بيت الذل” و”مواطن ملعون أبو خيري”.
قدم مشاري الذي بدأ التمثيل منذ عام 1991 الكثير من الأدوار المتنوعة مدار مسيرته الفنية، منها عدد كبير من الأدوار المركبة أو أصحاب الهمم، مثل الأصم الأبكم في مسلسل جرح الزمن، وكان عام 2021 تتويجا لمسيرته التي استمرت 30 عاما.
حياة الفهد
قليلة هي الأعوام التي لا تجد فيها اسم “حياة الفهد” بقائمة النجوم المتألقين، فكل عام تطل على جمهورها العربي بأكثر من عمل تلفزيوني، لتثبت صورتها كواحدة من أفضل فنانات الخليج على الإطلاق، بقدراتها المتعددة في التمثيل والتأليف وكتابة السيناريوهات التلفزيونية.
هذا العام قدمت في الموسم الرمضاني مسلسل “مارغريت” الذي دار حول امرأة بريطانية تتزوج رجلا خليجيا، وتصطدم بالمجتمع العربي بعد وفاة زوجها، و اضطرارها لرعاية أسرته، ما يؤدي إلى العديد من المفارقات.
نجوم عرب لم يحالفهم الحظ في 2021
محمد هنيدي
عودة محمد هنيدي كانت من أهم معالم 2021 الفنية، فكثيرون كانوا في انتظار الفيلم الجديد لواحد من أشهر نجوم الكوميديا على الساحة في الوقت الحالي، الذي غاب عن السينما لمدة أربع سنوات، وجاءت هذه العودة بفيلم “الأنس والنمس” إخراج “شريف عرفة” وهو التعاون الذي كان متوقع منه الكثير.
لكن فيلم “الأنس والنمس” لم يجلب سوى الإحباط للكثيرين سواء المشاهدين أو النقاد، وكذلك صناع الفيلم أنفسهم، فلم يستطع الفيلم المنافسة بشكل جيد في موسمه أمام فيلم تامر حسني “مش أنا” وفيلم أحمد عز “العارف”.
ولم يجتذب لهنيدي جيل جديد من المشاهدين الشباب المتابعين له على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاهدته في السينما، ليوضع العمل في النهاية ضمن الأفلام والمسلسلات المخيبة للآمال لهنيدي التي يقدمها منذ عقد تقريبا.
دينا الشربيني
بمسلسلين و3 أفلام تعتبر دينا الشربيني من الأعلى مشاركة في 2021، ولكن كذلك هي الأكثر إحباطا، فبعد كثير من القفزات في مسيرتها الفنية التي جعلتها تتقدم سريعا من الأدوار الصغيرة والثانية وحتى أدوار البطولة وأصبحت واحدة من نجمات الصف الأول، ولكن أخذت الشربيني الكثير من الخيارات الخاطئة دفعة واحدة.
من ضمن أفلامها السينمائية هذا العام “30 مارس” الذي لم يحظَ باهتمام النقاد والجمهور، وفيلم “ثانية واحدة” الذي انتقل سريعا من دور العرض السينمائية إلى المنصات الإلكترونية، بينما أشهر ما قدمته سينمائيا هذا العام فيلمها مع النجم كريم عبد العزيز بعنوان “البعض لا يذهب للمأذون مرتين” لكن بدور صغير نسبيا لم يحمل لها الكثيرا لتقدمه.
وفي ظل المنافسة الشرسة خلال الموسم الرمضاني خرج مسلسلها “قصر النيل” سريعا من حيز اهتمام الجمهور، الذي توزع وقته بين “لعبة نيوتن” و”خلي بالك من زيزي”، ويعرض لها حاليا مسلسل “الزيارة” على منصة شاهد وهو من نوع الرعب لكن لم يحقق حتى الآن المتوقع منه.
باسل خياط
باسل خياط النجم السوري هو من أكثر الممثلين خيبة للآمال في 2021 وكذلك قبلها 2020، فالممثل ذو الموهبة الكبيرة استسلم لحصره في أدوار محددة منذ بضعة سنوات، على رأسها الرجل المريض نفسيا الذي يعذب كل من حوله لمجرد اللذة، ولم يخرج عن هذا الدور إلا في مسلسل “عهد الدم” في 2020 عندما قدم دور الرجل الذي يصبح مجرما رغم أنفه.
في 2021 محل حديثنا اليوم قدم خياط مسلسلين، هما المصري “حرب أهلية” بالمشاركة مع يسرا خلال الموسم الرمضاني، و”قيد مجهول” السوري، وكلاهما متشابهان من حيث تواضع أدائه ورتابته.
صبا مبارك
الممثلة الأردنية صبا مبارك في 2021 مثال على السعي الذي لا يصل إلى نجاح ملموس، فقدمت خلال هذا العام فيلمين بعيدا عن الدراما والسينما المصرية هما “بنات عبد الرحمن” و”أميرة”، أولهما لم يستطع تحقيق جوائز عند عرضه في المهرجانات، أو الصدى الكافي لدى الجماهير، بينما أثار فيلم “أميرة” الكثير من الجدل بسبب تناوله لقضية أطفال النطف الفلسطينيين، ما اعتبره الكثيرون مسيئا لأسر “سفراء الحرية”، فتم إلغاء عرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وإلغاء تمثيله للأردن في الأوسكار وسحب عرضه من السينما.
شاركت صبا كذلك في فيلم أردني قصير بعنوان “عرنوس” عرض في مهرجان الجونة السينمائي، لكن لم يحقق كذلك أي صدى جيد، فخابت مساعيها هذا العام على الرغم من رغبتها في التنوع وتقديم أدوار مختلفة، لكن اختياراتها لم تكن المثلى.