الشاعر نور سليمان يكتب : قصائد من ديسمبر الفائت

وكنا صغارًا
وكانتك لأحلامنا رائحة
وأرجوحة زُينِّت بالنهارات
نهرا يراهنُ أنَّ نستحمَّ
بأمواجه الراقصة
وبيتا من الياسمين
وبعض الحكايا
وأنت
التي ترسمين على ُسلمِّ البيت
…عُشّا
وأغنيةَ للبراءة
قطعة سكر
وعصفورةٌَََ من صباح ٍجديد
تغرّدُ في شرفتي
أفتحُ القلبَ
حتى تنامَ على أوّلِ الحلم
تهمسُ لي ِ
الصباح أتى
وكانت لأيامنا زقزقاتْ
احتمالاتُ عشقِ
على أوّل الوقت
ُتلقى ببعضٍ الحكايا
وبعض القبل
يخضل حلم
تروح الشوارعُ .. تغدو
.وتأتي محمّلةُ بالمطر
تقبل بعض البيوتِ … البيوتَ
ويرقصُ في الشرفتين ِالبنفسجُ
في أول العام
يخضل حلما
ويرسمُ بيتا جميلا ..
وأرجوحة ًللصٍّغار
وبعضَ الحكايا..
وفى آخر العام
أشعلُ سيجارة ًللتذكرّ
الآن نكْبُرُ
تذبلُ أحلامُنا كالزهور
وينبتُ بعضُ المشيب
وأنتِ
كما كان عهُدكِ
أيقونةً تُشعلُ الضوءَ للعابرين
وتسمو على كلّ ما فعلَ الوقتُ فينا
وتعلو كما ندف الثلج
تشطبُ كلَّ العناوين
كلَّ التواريخ
ُتلقي بكلٍّ الزهورٍ القديمةِ
إلا التي كنتِ أهديتِها
ما زال يحضُنُها دفتر الشعِّرِ
حتىّ الصباح

……………………
البحر .. متسع لأحلام العصافير

لمت أناملها
رباطة عنقي الزرقاء
قالت:
صرتَ قنديلا يضئُ الليلَ
صرتَ المنتهى
بل صرت بستانا من النور البهّي
ونخلة للفيء
أغنية ًبلون العشق
صرتَ جداول
شيّدْتَ للقلبين قصراً من ذهَبْ
والبحرُ متّسعٌ لأحلام العصافير ..هنا
قلت:
اصمتي
قالت:
وهنا نَمتْ أعمارُنا
توسدت أحلامنا الليل طويل
قلت :
اصمتي
قالت :
هنا غنّيتكَ البدء
وأنتَ المنتهى
أنتِ التي صنعتُ مراكب من الورق
حين استندتُ إلى غناءِ الموج
أنتظرُ الرجوعَ وهنا غسلتُ الرملَ بالتذكارِ
أينعَ بالدموع
الآن عدُتَ محملا ًبالوجدِ
متبرداً من السفر الطويل
قالت : ..؟
قلت :
أنا هئتُ
فهّيا
لا تَدعْ قلبي يموت من الرجاء
أو يقف
الآن أرق
أُسقط الثمراتِ من فمي إليك
الآن تحملني إلى دمِك السماء
قالت :
تعال
قلتُ:
هيّا
للرحيل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى