مصر تقتدي بالصين.. ما سر الأرز الأعلى إنتاجية في العالم؟
كتبت / ليا مروان
تطبيقا للمشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز، نجحت مصر مؤخرا في استنباط أصناف جديدة من الأرز تتحمل التقلبات والتغييرات البيئية، وتحقق أعلى إنتاجية في العالم.
ويقول حمدي الموافي، رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز ووكيل معهد البحوث الحقلية الأسبق: “لجأنا منذ عام 1995 إلى تأسيس برنامج الأرز الهجين اقتداء بالتجربة الصينية، لننجح بالفعل في تسجيل أول هجين مصري بعد 10 سنوات، يعطي زيادة في الإنتاجية تتخطى 25 بالمئة، غير أنه بسبب بعض المعوقات لم يتم التوسع في زراعته”.
وتابع الموافي في حديثه مع “الجالية” أن: “في عام 2015، تبنت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مشروعا لتسويق الأرز الهجين، ونتيجة للنجاحات التي حققها المشروع تم تطويره ودعمه ليشمل أهدافا كثيرة”.
وأكد رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز: “جاء قرار وزارة الري والموارد المائية بتقليص مساحة الأرز، وهنا جاء دورنا في التوسع في زراعة الأرز الهجين وفق الأطر النباتية الحديثة التي تواجه ندرة المياه والملوحة”.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، فإن الناتج المحلي من الأرز بلغ في عام 2019/2020 نحو 4.4 مليون طن، مقابل 4.8 مليون طن عام 2018/2019 بانخفاض 4.8 مليون طن، بعد قرار تخفيض المساحة المزروعة.
ونوّه وكيل معهد البحوث الحقلية الأسبق في حديثه مع موقع “الجالية” أنّ: “الأصناف الجديدة تقوم بتوفير أكثر من 30 بالمئة من المياه وتتحمّل ملوحة التربة بنسبة أكبر من العادي بكثير، بجانب أن لديها القدرة على التكيّف مع متغيرات درجات الحرارة المختلفة”.
وأشار رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاجية الأرز إلى أنّ: “نسعى للوصول إلى الحد الآمن من الإنتاجية الذي يحقق الاكتفاء الذاتي، والتي تستلزم مواجهة تحديات كثيرة لنشر ثقافة انتاج تقاوي الهجين، والتي تتطلب تكاتف جهود قطاعات عدة من مراكز بحثية وقطاع خاص وجهات حكومية أخرى”.
ووفقا لقرار وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي رقم 305 لسنة 2020 الصادر بتاريخ 28 ديسمبر الماضي فإن هناك 9 محافظات مصرية تم تخصيصهم لزراعة الأرز هذا العام بإجمالي مساحة 724 ألفا و200 فدان.
وأكمل الموافي: “دورنا هو جعل مصر مركز رئيسي ومتميز لإنتاج وتسويق الأرز الهجين البسمتي في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج، والتي تعتبر نقلة نوعية في صناعة الأرز دوليا، لما للأرز البسمتي من قيمة اقتصادية تعادل أربعة أضعاف القيمة الاقتصادية للأرز العادي، والذي يحتكر صناعته الهند وباكستان”.
وأردف وكيل معهد البحوث الحقلية الأسبق: “تلك الرؤية تتطلب مواجهة تحديات كثيرة أيضا أهمها تبني القائمين على صناعة الأرز في مصر لها، وتعديل المضارب لتتناسب مع تلك النوعية من الأرز، بجانب جهود الدولة من وزارات معنية مثل وزارة الزراعة والتموين، وتبني المزارع ذلك الفكر الجديد في الإنتاج”.
وأنهى الموافي حديثه مع موقع “الجالية” قائلا: “مقارنة بأرقام الإنتاجية السابقة فإن المشروع القومي لتطوير الأرز الهجين والسوبر قد ساهم في الدخل القومي المصري هذا العام فقط بما يعادل نصف مليار جنيه تقريبا وحتى 900 مليون جنيه”.