الزراعة من حولنا إلغاء قوانين الإصلاح الزراعي بعد عام من المظاهرات في الهند

كتب/ محمد نبيل

أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قرارا بالغاء ثلاثة قوانين للإصلاح الزراعي ، وذلك في تغيير مفاجئ ، وبعد عام من التظاهرات الحاشدة للمزارعين، حيث عهد بالغاء القوانين الثلاثة خلال الدورة البرلمانية التي تبدأ نهاية شهرنوفمبر 2021 .
كانت الحكومة المركزية في الهند قد أصدرت ثلاثة مراسيم (أو قوانين مؤقتة) في الأسبوع الأول من شهر يونيو 2020، والتي تناولت المنتجات الزراعية وبيعها وتخزينها والتسويق الزراعي وإصلاحات الزراعة التعاقدية من بين أمور أخرى ، حيث قدمت هذه المراسيم كقوانين وتم تمريرها من قبل مجلس الشعب ” لوك سابها ” في 15 و18 سبتمبر 2020 ، وفي 20 سبتمبر مرر مجلس الولايات ” راجيا سابها ” أيضًا مشاريع القوانين الثلاثة بحلول 22 سبتمبر ، كما أعطى رئيس الهند موافقته من خلال التوقيع على مشاريع القوانين في 28 سبتمبر، وبالتالي تحويلها إلى قوانين ، والمتمثلة في قوانين تجارة منتجات المزارعين ، وأتفاقية المزارعين ، والسلع الأساسية.

وكان من أهم أسباب أعتراض المزارعون علي القوانين بأنها ستفتح بيع وتسويق المنتجات الزراعية خارج صلاحيات لجنة سوق المنتجات الزراعية للمزارعين ، علاوة على ذلك ستسمح القوانين بالتجارة بين الدول وتشجع التجارة الإلكترونية الطوعية للمنتجات الزراعية ، كما تمنع القوانين الجديدة حكومات الولايات من تحصيل رسوم السوق أو الجباية أو الضريبة على التجارة خارج أسواق المنتجات الزراعية، مما ستنهي القوانين تدريجياً نظام ماندي وتترك المزارعين تحت رحمة الشركات”.

كما ظن المزارعون أن القوانين ستنهي علاقتهم الحالية مع أرثياس (وكلاء بالعمولة يعملون كوسطاء من خلال تقديم القروض المالية، وضمان الشراء في الوقت المناسب، والتعهد بأسعار مناسبة لمحصوله ) .

كما أن تفكيك لجنة سوق المنتجات الزراعية سوف يشجع على إلغاء شراء محاصيلهم بأقل سعر للدعم ، لذلك طالبوا بأسعار داعمه تضمنها الحكومة.

يذكر أن القطاع الزراعي في الهند يعد مصدرا للرزق لنحو 70 % من سكان الهند البالغ عددهم 1.38 مليار نسمه وفقا لعام 2020 ، كما تسهم الزراعه بنحو 15 % من الناتج المحلي الاجمالي المقدر بحوالي 2 تريليلون و800 مليار دولار .
كما أن أكثر من 85 % من المزراعين في الهند يملكون اقل من هكتار واحد أي بما يعادل 5 أفدنه ، بينما يمتلك أقل من 1 % أكثر من 10 هكتارات، ونتيجة للظروف المعيشية الصعبه للمزارعين انتحر حوالي 300 ألف منذ سبعينات القرن الماضي ، وفي عام 2019 انتحر حوالي 10 الاف و300 مزارع ، كما تخلي نحو 2000 مزارع عن مهنتهم بسبب مداخلها الشحيحه للغاية .