” الأستربتوكوكس إجلاكتيا ” يتسبب في نفوق 80 % من الاسماك .. ويهدد أقتصاديات المزارع

كتب/ محمد نبيل

يمثل قطاع الثروة السمكية أحد أهم القطاعات في الاقتصاد المصري ، حيث تسعي الدولة من خلال استيرتيجيتها بانشاء مشروعات الاستزراع السمكي الضخمة والتوسع في الاستزراع البحري والمياه العذبة للمضي قدما نحو القضاء علي الفجوة بين الانتاج والاستهلاك وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الاسماك ، ورغم ذلك فهناك بعض العقبات والتحديات التي قد تواجه اصحاب المزارع السمكية كارتفاع درجات الحراره خاصه في ظل التغيرات المناخية ، وكذلك عدم توافر جودة عناصر المياه المطلوبة ، أو وجود ملوثات متسربة لمياه الإستزراع ؛مما يؤدى الى عدم توفير بيئة صالحة لنمو الأسماك، ومن ثم يؤدى ذلك الى عدم إقبال الأسماك على التغذية الكاملة ووقوع الأسماك تحت الإجهاد المستمر ، كما يؤثر ذلك على جهاز المناعة لديها وتصبح عرضة للإصابة بأمراض الأسماك المختلفة ، مما ينعكس ذلك الي تكبد المربي وأصحاب المشاريع الكثير من النفقات والحاقه بخسائراقتصادية فادحه .

الدكتورة نسرين سعد

ومن هذا المنطلق تقول الدكتورة نسرين سعد باحث بقسم الاسماك معهد بحوث الصحة الحيوانيه – مركز البحوث الزراعية إن الأمراض البكتيرية التي تصيب الأسماك أثناء وجودها في بيئةغير مناسبة تنتهز الفرصة لغزوها وإحداث الإصابات والعدوى بشكل سريع إذا لم يتم تتدارجها بسرعة التشخيص والعلاج في الوقت المناسب وإصلاح البيئة التي تعيش فيها الأسماك .
وتابعت نسرين أن الميكروبات الموجبة الجرام قد تسببت مؤخرا في إحداث نسب نفوق عالية بين الأسماك عند إصابة المزارع بها ، كما تتميز بسرعة انتقالها بين المزارع بعضها البعض .

ومن أهم الميكروبات الموجبة الجرام التي تصيب الاسمالك البحرية والعذبة بكتيريا السبحية الأستربتوكوكس إجلاكتيا ” Streptococcus agalactiae ” حيث تتسبب في نفوق من 10-80% ، كما تتزايد نسبة الإصابة بها في فصل الصيف مع أرتفاع درجة الحرارة ، ومع تدنى جودة المياه ايضا ، علاوه علي جهل بعض المربي الاسماك بمعلومات وتوصيات الآمان الحيوى في المزارع .

فعلي سبيل المثال عند حدوث النفوق بين الأسماك يقوم المربى بجمع الأسماك النافقة وتركها علي الجسور القائمة بين أحواض الأسماك ، وبالتالي تكون فرصة للطيور المهاجرة أو المقيمة او القوارض بأكل هذه الأسماك النافقة ؛ مما يؤدى ذلك لسرعة أنتشار المرض بين المزارع .
وأوضحت الباحثة بوجود بعض الأعراض الظاهرية التي تظهر على الأسماك المصابة ؛ كالسباحة بطريقة غير طبيعية ، وكذا أسمرار الجلد وعتامة العين ، وفي بعض الاحيان فقد العين واحمرار المنطقة فوق الخياشيم ، كما يلاحظ من خلال الفحص الداخلى استسقاء في التجويف البطنى مع وجود احمرار وعقد فىالكبد والكلى ، كما تظهر بعض التغيرات الباثولوجية ، والمتمثله في التهاب سحايا المخ .

كما تحتوى بكتيريا الاستربتوكوكس اجلاكتيا علي بعض عوامل الضراوة والتي تزيد من خطورة الميكروب كالميكروبيل بروتين microbial α C protein” ” والذي يعتبر عامل مساعد للميكروب بالالتصاق بالأسماك
وكذا الهيدروليتيك انزيم ” hydrolytic enzymes ” والذي يساعد الميكروب في زيادة اعداده (multiplication ) .
وكذلك كبسولار “Capsular polysaccharide” ، والتي تلعب دور في مقامة جهاز المناعة للاسماك اثناء العدوى البكتيرية .
وايضا هيموليزنز ب ” β – hemolysins ” والمتسبب في إذابة الخلايا المبطنة لكرات الدم الحمراء .
وشددت باحثة الصحة الحيوانيه بضرورة أتباع خطوات الآمن الحيوى في مزارع الأسماك للوقاية من المرض والقضاء عليه ، وذلك من خلال الإهتمام الشديد بجودة المياه في مزارع الأسماك ، ومتابعة أى تغيرات تحدث في عناصر المياه ،واستخدام الفلاتر ذات الجودة العالية.

اما في حالة تواجد أسماك مصابة في مياه الاحواض أو حالات نفوق سابقة ؛ فيجب معالجة المياه قبل الصرف بالمطهرات والتعرض للشمس أو الاستخدام البيولوجى ، وفى بعض المزارع تستخدم المرشحات الدقيقة والاشعة فوق البنفسجية .
، كما يلزم ايضا سرعة الإبلاغ في حالة وجود الاصابة بالمختصين ، كما يجب وجود قاعدة بيانات واحصائيات وخريطة وبائية مرضية للمناطق التي بها مزارع الأسماك ، وكذلك ضرورة استخدام أجود أنواع الأعلاف والزريعة ، والحرص علي تدريب العاملين في القطاع ، وسرعة تشخيص الأمراض ، وإيجاد حلول بديلة عند استخدام المضادات الحيوية ، وذلك علي رغم وجود أهمية لها في الحالات الحرجة والضرورية ، وايضا الدراية الكاملة لسحب العينة وطرق نقلها لمكان الفحص بالطرق السليمة ،
وأخيرا متابعة الأبحاث والتوصيات الفنيه التي يقوم بها الباحثين في التخصص والتي تحاول اجراء التحصينات في التجارب المعملية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى