أنطلاق آليات تنفيذ أكبر غابة للمانجروف بالشلاتين نهاية أكتوبر الجاري

أفتتاح معشبة الصحراء التاريخية نهاية 2021

كتب/ محمد نبيل

صرح الدكتور عمران غالي رئيس وحدة تقسيم النباتات – شعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة – مركز بحوث الصحراء ، والمدير التنفيذي لمشروع المانجروف والباحث الرئيسي لمشروع جمع وحفظ الاصول الوراثية بأن نهاية شهر أكتوبر الجاري هو بداية انطلاق انشاء أهم وأكبر غابة للمانجروف بمنطقة الشلاتين بالبحر الاحمر ؛ وذلك علي هيئة حديقة نباتية ، حيث تم الاعداد حاليا لكافة آليات وخطط تنفيذ العمل ، كما تم رصد أنواع الزراعات بها ؛ والتي تقدر بحوالي 20 الف شتلة ، بالاضافة الي تطوير وتوسيع غابتي سفاجا وحماطه .

وتابع عمران بأن إنشاء الغابة يأتي في اطار مشروع ” التوسع في زراعة اشجار المانجروف علي ساحل البحر الاحمر من أجل تعظيم امكانياتها والتخفيف من آثار التغيرات المناخية ” والذي انطلق من عام 2020 وينتهي عام 2022 ؛ لافتا أن الدكتور سيد خليفة ؛ هو الباحث الرئيسي للمشروع ، كما يضم المشروع 18 باحث من مركز بحوث الصحراء .
وأوضح أن المستهدف من المشروع هو زراعة 30 الف شتلة من نباتات المانجروف علي طول ساحل البحر الاحمر في اماكن مختلفة ، لافتا بانه تم زراعه 18 الف ونصف شتله منذ انطلاق المشروع وحتي الان ، وذلك في مناطق كلا من سفاجا ، والقصير وحماطة .
وأشار عمران إلي أن كلمة المانجروف تطلق علي النباتات التي تنمو داخل وعلي ساحل البحر الاحمر بمسافة تبدأ من الشاطي وحتي 150 متر ، مشيرا بان هناك نوعين فقط للمانجروف بمصر ؛ النوع الاول يطلق عليه اسم ” القوندول ” ، اما النوع الثاني فيطلق عليه ” الشوري ” .

وأضاف عمران أن المشروع يستهدف أيضا تجميع وأكثار بذور هذه النباتات داخل صوبتي غابات سفاجا وحماطة ، ثم انشاء شتلات منها وزراعتها في المناطق المخصصة علي ساحل البحر الاحمر .
وعن أهمية المانجروف قال عمران انه من اهم النباتات التي تعمل علي تثبيت ثاني أكسيد الكربون في الجو وبالتالي يقلل من فرص الاحتباس الحراري والتقليل من آثار التغييرات المناخيه ، حيث يعد المانجروف أكثر النباتات احتفاظا بنسبة ثاني اكسيد الكربون ، كما تعتمد هذه النوعيه من النباتات بعدم استهلاكها للمياه علاوه عليانها تعتمد علي مياه البحر ، كما تعمل ايضا علي منع تآكل الشواي نظرا لانها تستخدم كمصدات لعمليات المد والجزر وبالتالي يظهر دورها الكبير في توفير ملايين الجنيهات التي تنفقها الحكومه في الحفاظ علي الشواطي ، كما يستخدم ساقها الذي يبلغ متر ونصف المتر في صناعة فلنكات القطارات الخشبية وكذا في صناعة السفن نظرا لقوة اخشابها ، كما يستخرج منها الصبغات والتي تستخدم كمكسبات طعم في الصناعات الغذائية ، كما تظر فائدته أيضا في وضع الطيور المهاجره للبيض داخل شجر المانجروف مما تساهم بشكل كبير في حفظ التنوع البيولوجي .
كما يساعد صائدين الاسماك في الحصول علي انواع مختلفه من الاسماك نظرا لتجمعها تحت الجذور ، والاماكن الضاحله ، كما تعد ايضا مزارا للسائحين واقامة المهرجانات العالمية ، حيث اقيم في عام 2017 مهرجان ملكات جمال العالم في غابة مانجروف بسفاجا .
ولفت عمران بان المشروع نجح في استخدام النحل لانتاج افضل وأغلي انواع العسل في العالم وهو عسل المانجروف ، حيث تم الانتهاء مؤخرا من انشاء 20 خلية بغابة سفاجا والتي انتجت 160 كيلو ، مشيرا بان الوقت الحالي يشهد تحليل كامل للعسل للتاكد من مواصفاته القياسية .
وعن مشروع جمع وحفظ الاصول الوراثية المهددة بالانقراض في الفلورا المصريه : قال عمران إن المرحلة الثانية من المشرع سوف تبدأ مع نهاية العام الجاري مباشرة وعقب الانتهاء من المرحله الاولي ، لافتا باهمية المشروع في حفظ الاصول الوراثيه للنباتات البريه واكثارها علاوه علي نشرها تجاريا لتعظيم القيمه الاقتصاديه

ونوه إلي أن مصر تضم حوالي 2125 نبات بري ، متنوعة الانواع فمنها الطبيه والمراعي والآلياف وغيرها ، وتابع بان المشروع مستمر في تقسيم النباتات حسب النوع وادارجهم في مجموع.ات
واستطرد قائلا : إن بعض هذه النباتات تتميز بقدرتها العاليه في تثبيت الكثبان الرملية كانواع القطف المختلفة ، كما يندرج ضمن هذه النباتات الانواع الزيتية كنبات المورينجا المصري .

واشار عمران إلي أن الفتره الحالية تشهد إعادة تطوير وتجهيز المعشبه بمركز بحوث الصحراء ، وكذلك حصر كامل للعينات وتحديث الاسماء العلمية لها ، وذلك تمهيدا لافتتاحها نهاية العام الجاري ، والتي تعد من أقدم المعشبات علي مستوي مصر
ونوه بأهمية المعشبة في حفظ النباتات المجمعه من الصحاري المصريه ، وكذا تعريف هذه النباتات للباحثين والدراسين وسهولة الحصول علي كافة المعلومات الخاصة بمراحل النبات المختلفة بداية من البذره وانتهاءا بانتاج الثمرة.

، كما تظهر اهميتها ايضا في الابحاث التي تقوم علي حبوب اللقاح ، علاوه علي دورها في حفظ حقوق الملكيه الفكرية .
وأوضح بأن المعشبة تمتلك حوالي 80 الف عينة ، لافتا ان من خلال مشروع حفظ الاصول الوراثيه تم ادخال حوالي 1500 عينة جديدة للمعشبة وذلك كم مختلف المناطق الصحراية كجبل علبة وسانت كاترين وغيرهما.

وقال عمران بإن المعشبة جاءت في الترتيب الثالث عام 1963 م ، وذلك بعد معشبتي المتحف الزراعي التي انشاءت عام 1898موجامعة القاهره عام 1920م ، لافتا بان هناك محاولات حاليا بهدف إعادة ضبط التاريخ الحقيقي لمعشبة الصحراء نظرا لامتلاكها عينات من عام 1879 م .

وأوضح عمران بأن المعشبه تعرضت لسنوات من الأهمال بسبب عدم إدارتها من غير المتخصصين من خلال غياب الكادر البحثي المتخصص في تصنيف النبات ؛ وذلك علي الرغم من قيمتها التاريخيه الكبيره وانفردها بتجميعات نباتيه نادرة .
واشاد عمران بدور شعبة البيئه وزراعات المناطق الجافة برئاسة الدكتورة فاطمة أحمد علي ، في تقديم الدعم الاداري وأزالة كافة العقبات ، والمتابعة الدوريه للمشعبة من أجل الوصول بها الي مستوي متميز يليق بمكانتها التاريخيه العريقة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى