(شاعرٌ يعانق الأربعين)

الشاعر / محمد الزقم

شاعرٌ …
يعانق الأربعين…
يصرعه الحرفُ…
يبحثُ عن حلمِهِ فى عين الحسناوات…
وفى غنجهنَّ…
وهنَّ يتمايلنَ كأعواد السِّنديان
وكالنَّار على قرصٍ من الشَّمع
يبحث فى أيدى الحطَّابين عن فأسٍ…
لا تقطع الأشجار…
بلْ لِتُدْمِلَ جِرَاحَهَا…
فى مقابل أنْ تُهْدِيَهُ خيوط الحرير…
ورقَّةً غُزِلَتْ من دموع الحمام
يبحث عن نخَّاسٍ يبيعه فى قصر العزيزِ…
عن نجمٍ يسافر به فى السَّماء
عن قوس قزح الَّذى يملأ القلب …
بألوانٍ من الأمل …
وألوانٍ من الحزنِ…
وألوانٍ من الفوضى
……. ………… ………
شاعرٌ يعانق الأربعين…
بِهِ تأمُّل الأنبياء…
وإلحاحهم فى تبليغ الرِّسالة
ولكن…
يخذلهُ النَّاس…
يمسك الهواءْ
……. …….. ……….
شاعرٌ يعانق الأربعين….
تطحنُهُ الحياة…
تدوسهُ الأحلام…
يتصبَّبُ ألماً…
تشربُهُ المقاهىَ…
يضيع على دروب المارَّةِ
يبلعُهُ البحر…
يذوب شروداً…
ويذوب …
فيصير اليود …
يفوح…
كنغمٍ منفردٍ…
رتَّله الموج
…….. ……. ………..
شاعرٌ يعانق الأربعين
لم يدَّخر شيئاً…
سوى أمل الوصول إلى …
ذلك الحلم الَّذى كلَّما
زاد اقتراباً…
زاد ابتعاداً
………… …………….
تُرى من هو !!
رجلٌ مثالىٌّ…
أم أنَّه ذلك المخبول الَّذى …
ضاع عمره سدى…
ولم يدرك كُنْهَ الحياة
……… ……… …………….
شاعرٌ يعانقُ الأربعين…
لا يجيد السِّباحة مع الموج
ينْأى عن سفينةٍ بها حفنةٌ…
من المأجورين والحمقى والأغبياء
ينأى إلى جبل الكلام…
فإذا بِهِ الغرق
…….. …………. ………..
شاعرٌ يعانق الأربعين…
يرفضُ دعوة امرأةٍ…
تدعوه لأن يكون فارسها…
تدعوهُ لأن يكون معها فى المساء…يطارحها الغرام…
بعد أن كان يتمنَّى لقاءها…
يرفضها…
حتماً…هو ليس يوسف بن يعقوب
لكنَّه تأكَّد أنَّ النِّساء زيف
ولعلَّها تفتِّش عن غيرِهِ…
حتَّى تطفأ هذا الشَّبق الَّذى يفورُ…
فى هذا القِّد السَّاحر
………. …………. ………..
شاعرٌ يعانق الأربعين…
يقبضُ على جمرٍ
يضيعُ فى الغيابْ
يصارع الأمانى
ويمتطى السَّحاب
يعانقُ السَّراب
شاعر يعانق الأربعينْ
يتمنَّى أن يعيش الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى