القومي للبحوث.. يحول المخلفات الزراعيه الي ابتكارات في عالم البناء

كتب /محمد نبيل

في إطار تطوير المنظومه البحثيه العلميه من خلال الانتقال من الابحاث التقليديه النمطيه الي ابحاث جديده تتميز بمردود أقتصادي متميز ، وتضيف اختلاف جوهري في التقنيات الفنيه .

توصل الدكتور حسن درويش استاذ متفرغ – قسم الحراريات والسيراميك ومواد البناء بالمركز القومي للبحوث الي ادخال بعض المخلفات الزراعيه الي خلطة تصنيع الاسمنت ، وذلك بعد اجراء العديد من التجارب المعمليه وبعد المرور بكافة عمليات التحكيم الدولي علي الابحاث ، حيث تم الاستفادة من بعض المخلفات الزراعيه بدلا من حرقها والاضرار بالبيئه بادخالها الي صناعة الاسمنت ، وبدون اي اضافات اخري ، كما توصل ايضا الي ابتكارات اخري في تصنيع الطوب لمواجهة التغييرات المناخيه من ارتفاع درجات الحراره وتاثيرها علي حالة الطقس داخل المباني ، وكذا استخدام بدائل ماده الفلسبار المستخدم في انتاج السيراميك من مخلفات الزجاج .

” الذره ”

تحويل ساق نبات الذره corn stalk وتحويلها الي رماد corn stalk ash

حيث يتم تجميع ساق الذره ، وحرقه عند درجة حراره من 600 الي 700 درجه مئويه ليتحول الي رماد
ثم تاتي الخطوه الثانيه : باضافة نسبة 18 % فقط من الرماد الي خليط الاسمنت ، ويجب الا تزيد النسبه المحدده من الرماد الي خليط الاسمنت .
يقوم الرماد بالتفاعل مع الجير الحر بالاسمنت ليقلل منه ويعطي مركب جديد csh وهو اختصار ل
Calcium
Silicate
Hydrate
اذن فهو يغير من الخواص الفيزيائيه والتركيب الجزيئي للاسمنت
فباستخدام نسبه معينه من الرماد وتضاعفها بتاضعف الكميات ؛ يقلل من التكلفه الكليه واستهلاك الحراره ويزيد من القوه والصلابه والكثافه حيث يقلل من فراغات جزيئات الاسمنت ويعمل علي زياده العمل الافتراضي للمبني .
” القمح ”
كما تم استخدام ساق نبات القمح ايضا وتم حرقه عند درجة 600 الي 700 درجه مئويه واظهرت النتائج ايضا تاثيره علي الخواص الفيزيائيه للاسمنت بعد اضافته كرماد
اما النسبة المثلي التي يجب اضافتها من رماد القمح الي الاسمنت : 20 % النسبة المثلي ، فيجب الا تتتعدي هذه النسبه حتي لا يتعرض خليط الاسمنت بعد خلطه بالرماد الي نتائج سلبيه .
كما ان اضافه رماد القمح يزيد ايضا من كثافه وقوه الاسمنت وزياده العمر الافتراضي .
” مصاصة القصب ”
كما اظهرت التجارب أن رماد مخلفات القصب ” مصاصه القصب ” يضيف للاسمنت القوه والصلابه والكثافة نتيجه للتغيرات التي يحدثها في الخواص ، حيث يتم تحويل مصاصة القصب الي رماد بعد ادخاله الفرن وحرقه عند درجة حراره تتراوح من 650 الي 700 درجة مئويه ، ثم بعد ذلك يتم اضافة نسبه 12 % من رماد مصاصة القصب الي خليط الاسمنت ، باعتبارها النسبه المثلي الموصي بها فنيا .

” مخلفات الزجاج والسيراميك ”
يتم تجميعها وطحنه ثم ادخاله الفرن عند درجه حراره تترواح بين 600 الي 750 درجه مئويه ؛ حتي يصير ماده سائله ، ويتم اضافتها بنسبه 25 % من مقدار السيراميك كبديل لمادة الفلسبار المستخدمه وذات التكلفه العاليه .
حيث ان هذه الاضافه تعطي نتائج افضل بكثير من ماده الفلسبار وتزيد من القوه والصلابه والكثافه للسيراميك اضعاف ماده الفلسبار

” نشارة الخشب ”
تم اجراء التجارب المعمليه ، والحصول علي الموافقه الدوليه بعد تحكيم من كبري المجلات البحثيه في العالم ، من تقنيه ادخال نشاره الخشب كاحدي المخلفات الي صناعه الطوب ، من خلال المركز القومي للابحاث في مصر .

في البدايه يتم استخلاص نشارة الخشب الناعمه جدا ، ثم يتم اضافتها علي طفلة الطوب ” مكونات الطوب ” ثم تخلط جيدا ، ثم يتم صب الطوب ، ثم يترك ليجفف ، ثم يتم ادخاله الفرن تحت درجه حراره المتعاده الخاصه بالطوب والتي لا تقل عن 1000 درجه مئويه .

اما عن النسبه المثلي التي يجب اضافتها من نشاره الخشب
” sawdust ” الي خليط الطوب وفقا لتوصيات البحث : 12 % هي النسبه المثلي

” الاهمية ”
تابع درويش حديثه قائلا ” إن اضافه نشارة الخشب الي الطوب تؤدي الي إحداث زيادة في مسامية الطوب ، اي زيادة في الفراغات بين الجزيئات ؛ مما ينتج عنه عزل للحراره خاصة في الحوائط التي تتعرض لاشعه الشمس او الاماكن التي يتميز طقسها بارتفاع درجات الحراره ، مما يرطب الجو داخل الحجره ويقلل من استهلاك الكهرباء .
كما أن اضافه نشاره الخشب الي الطوب تزيد من قوه الطوب وصلابته بدرجه كبيره .

وأعرب درويش عن سعادته بتولي الدوله المصريه اهتماما كبيرا بمنظومه البحث العلمي مؤخرا وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بازالة كافة العقبات امام الباحثين ، مشيرا بان الفتره الحاليه يجري الانتهاء من الاستفاده من مخلفات زراعيه اخري في مواد البناء من نباتي الحرنكش وجوز الهند ، وذلك بعد الانتهاء من تسجيل الابحاث العلميه الخاصه بهم ونشرها في كوبري المجلات العالميه العلميه .