طفلة من عالم آخر
بقلم سفيرة السلام الدولي.. د. سعاد محمد عمر
في ذات الأيام قررت أن أخلع عن نفسي عباءة وعبئ الحياة وإن أسير بدروب الحياة تختلط انفاسي بانفاس الصباح فأعطيت لنفسي فرصة لأخذ اجازة واجلس مع نفسي في إحدى الحدائق على أريكة متهالكة تختبئ وسط الأشجار و ارتديت نظارتي الشمسية لتحجب عني شعاع الشمس الذي يداعب مقلتي في عز النهار
فكنت اسرح بمخيلتي لعبق الذكريات أسيرة بين أحلامي وذكرياتي وماضي رحل وسط الزحام واعوام تأتي كعابر السبيل الذي يحمل ألاف من علامات التعجب الاستفهام
وهنا وفي برهة من الزمن اقتحمت خلوتي يد صغيرة كانت تتسلل عبر انفاسي لتنزع نظارتي وتنير بصيرتي وتسرقني من محراب الذكريات.
فوجد تلك الفتاة الصغيرة الجميلة ذو العين البريئة جلست بجانبي تسرد معي كلماتها وانا انظر لها.
تلك البريئة في ثوبها وبفطرة أفعالها تداعب أوراق الشجر و تبتسم وتمد يدها لاشاركها في لعبها وظللت انظر لها إلى أن دقت ساعة الرحيل تعلن عن رحيلها.
فوقفت أمامها
ورأيت من جمالها
ما لم تراه عينها
فهي كالملاك على أرضها
والزهرة ببستانها
فهي ملكة باختلافها
كالطير لا تعلم مستقرها
هي الجمال والجمال سحرها
هي البراءة في زمانها
أنشودة يتغنى بها عصرها
والكفاح والتحدي عنوانها
هي الصغيرة المدللة
مهما الزمان أضاف لعمرها
فكم انتِ جميلة يا عهد الصابا
يا من أضاء ربي بنوره دربها
وخلقها كالصفحة البيضاء في بهائها
أنتِ الحياة لمن لا حياة لها
عصفورة تتغنى بلا قيود على أغصانها
ألحان تشدو بوجدان محرابها
انتِ لستِ فتاة مختلفة عن غيرها
فأنتِ صغيرتي التي ترتدي أبهى حليها
فبرائة طفولتك لوحة أبدع الخالق رسمها
جمال عجز اللسان عن وصفه