طبيب مصري يعالج المارة في الشارع ومصابي كورونا مجانا
كتبت/ سريم مصطفي
يعرفه أغلب سكان مدينة أكتوبر ومنطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة جنوب العاصمة المصرية القاهرة، حيث يقف بسيارته في شوارعهما، عارضا تقديم خدماته الطبية لمن يحتاجها من المارة ومصابي كورونا، تاركا رقم هاتفه على لافتة بمؤخرة السيارة لمن يريد التواصل معه والمتابعة.
عقب انتهاء عمله في المستشفى الذي يعمل فيه، يتوجه الطبيب المصري الشاب محمد عبد العليم العيسوي بسيارته، ويقف في أي شارع يختاره، ويكون مكتظا بالمارة، عارضا تقديم خدماته لمن يريد، ويقدم الوصفات الطبية مجانا، حيث يقوم بقياس الضغط والسكري وإجراء الفحوصات الطبية للراغبين، ثم يقدم لهم الوصفات العلاجية، ويمنحهم رقم هاتفه للتواصل والمتابعة معه حتى اكتمال الشفاء.
ويروي الطبيب الشاب القصة لـ”العربية.نت” ويقول إنه تخرج في كلية الطب بجامعة 6 أكتوبر وتخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية، وبعد تفشي جائجة كورونا، عمل في مستشفى مطار سنفكس للعزل، والذي كان يستقبل القادمين من الخارج أيضا، وبحكم عمله، تعرف على طبيعة أعراض كورونا، وتحور الفيروس، كما أصيب مرتين بالمرض، وكتب الله له الشفا، فقرر أن يساهم بعلمه وجهده في حماية الجميع من هذا الوباء.
وأضاف أنه قرر أن يقدم خدماته مجانا سواء في عيادته أو في الشارع، لسرعة فحص الراغبين، ومعرفة طبيعة أمراضهم، خاصة المزمنة، حتى يكونوا جاهزين وقادرين على مواجهة الإصابة بالفيروس، لو أصيبوا به.
ويقول إنه يقف بسيارته ليس في شوارع منطقته أو شوارع الجيزة فقط، بل يقف أحيانا في شوارع بالقاهرة، ومعه حقيبته الطبية كاملة، ويقوم بقياس السكري والضغط أولا للراغبين، وقياس نسبة الأكسجين في الدم، ثم يطلب منهم تحاليل صورة الدم الشاملة والكاملة، لمعرفة إصابتهم بكورونا من عدمه، ويطلب منهم بعد إجراء التحاليل الاتصال به أو إرسالها له على الواتساب، ثم يتابع معهم، ومن خلال معرفة نسبة كريات الدم البيضاء يعلم إذا كانوا أصيبوا بكورونا أم لا.
وأشار في حديثه لـ”لعربية.نت” إلى أنه يطلب منهم على الفور في حالة الإصابة شراء أدوية معينة تناسب حالتهم الصحية التي سبق أن فحصها ودونها لديه في دفتر خاص بذلك، ويتابع معهم عبر الهاتف، حتى مرحلة الشفاء .
ويقول الطبيب المصري الشاب، محمد عبد العليم العيسوي، إنه ورغم ارتفاع الإصابات بالمرض، وتنوع الأعراض، إلا أن تحور الفيروس أضعفه كثيرا ولم يعد بقوته لحظة بداية تفشي الوباء، وهو ما يسهل عملية العلاج، “المهم أن نرصد الإصابة به مبكرا حتى يسهل التعامل معه”، مشيرا إلى أن فقدان حاسة الشم والتذوق لدى المصابين ليست مقلقة مثلما كانت في السابق، لأن هذا يعني أن المريض أصيب بالنوع الضعيف من الفيروس.
وأكد أن هناك نوعاً آخر قوي من الفيروس قد يصاب به المريض ولا يفقد معه حاستي الشم والتذوق وتكون تحاليله مؤكدة وكاشفة لإصابته، وتصل فيها نسبة كريات الدم البيضاء إلى أرقام مرتفعة وهذه هي الحالات التي قد يصل فيها المريض للتنفس الاصطناعي، ولذلك يجب الكشف المبكر عن هذه الحالات حتى يمكن سرعة علاجها وتجنب وصولها لمرحلة متدهورة.