ما لا تعرفه عن الأسرى الألمان.. بعد سقوط هتلر
كتبت/ مني تامر
مع نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945، وسقوط النظام النازي في ألمانيا، بدأت معاناة عدد كبير من الأسرى الألمان القابعين في السجون السوفييتية، حيث أجبروا على العمل القسري وخصوصاً إزالة الألغام، ما أودى بحياة العديد منهم.
أزمة ألغام بالدنمارك
وفي مطلع أيار/مايو 1945، استسلمت القوات الألمانية المتمركزة بالدنمارك للحلفاء، وبناء على ذلك استعد الجنود الألمان لعملية إجلائهم لوطنهم تزامناً مع سقوط برلينورحيل النظام النازي.
في الأثناء، عانت الدنمارك خلال تلك الفترة من أزمة الألغام المنتشرة بأراضيها، فطيلة فترة احتلالهم للدنمارك، زرع الألمان ما قدّر بنحو 1.4 مليون لغم على السواحل الدنماركية لمنع أي إنزال محتمل للحلفاء.
وخلافاً للألغام التقليدية المعتمدة من قبل الحلفاء، كانت الألغام الألمانية متطورة ومتنوعة ومخفية بشكل جيد فعكّرت بذلك صفو حياة الدنماركيين بسبب صعوبة كشف مواقعها.
وأمام هذا الوضع، حاول الحلفاء إزالة هذه الألغام من السواحل الدنماركية اعتماداً على أسرى الحرب الألمان حيث آمن الجميع حينها بمعرفة هؤلاء الجنود السابقين لمناطق تواجد الألغام وقدرتهم على إزالتها بشكل جيد. ولهذا السبب، أجبر آلاف الأسرى الألمان على العمل تحت إشراف القوات الدنماركية والبريطانية لإزالة الألغام اعتماداً على طرق بدائية.
آلاف القتلى الألمان بسبب الألغام
إلى ذلك، باشر الأسرى الألمان عمليات البحث عن الألغام، تحت إشراف البريطانيين والدنماركيين، باستخدام الأيادي والعصي. وعند عثوره على لغم، يحاول الجندي الألماني استخراجه وتفكيكه بشكل بطيء بيديه قبل أن يسلمه للمسؤولين.
وبكثير من الحالات، انفجرت هذه الألغام في وجوه الأسرى الألمان لتسفر عن مقتلهم أو تشويههم. وقد كانت عمليات إزالة الألغام صعبة ومعقدة بالنسبة للألمان حيث واجهوا حينها 16 نوعاً مختلفاً من الألغام توزّعت بين ألغام مضادة للدبابات وأخرى مضادة للأفراد.
ومع انتهاء عملية إزالة الألغام من منطقة معيّنة، يجبر الأسرى الألمان على المشي عليها بحضور المدنيين الدنماركيين لطمأنتهم بزوال الخطر بشكل نهائي من المنطقة وإقناعهم بإمكانية ارتيادها من دون قلق.
معاملة قاسية
وأثناء عملهم، عانى الأسرى الألمان من معاملة قاسية، فبعد تلقيهم وعوداً بالحرية، نال هؤلاء الأسرى معاملة قاسية من قبل المسؤولين كما وفّرت لهم كميات قليلة من الطعام بسبب النقص الحاد في الموارد الغذائية الذي عانت منه المنطقة عقب سنوات الحرب.
إلى ذلك، مثّلت عملية استغلال الجنود الألمان بهذه الطريقة انتهاكاً لاتفاقية جنيف حول معاملة الأسرى واستغلالهم للقيام بأعمال تهدد حياتهم.
وبحلول العام 1946، أسفرت عمليات البحث عن الألغام بالدنمارك عن مقتل نحو ألفي أسير ألماني وإصابة آلاف آخرين بجروح خطيرة أدت في الغالب لبتر أطرافهم.