شامية

قصة بقلم: فرحات جنيدي

انتهت القصة ولم يعد للحديث بقية بعدما مات الروي واكلت الغربان لسانه . هكذا ظن الجميع إلا هي . اتهموها بالجنون والفجور وحرق الأخضر ونبش القبور لكنها ظلت صامدة.

هدموا خيمتها وسرقوا ذهبها ومزقوا ثوبها وألقوا بها في الوحل نهضت وغزلت من شعرها ثوبا سترت به عورتها ومن تراب الأرض صنعت جداراً ومن جريد النخل صنعت رمحاً وقوساً وعشرات الألاف من السهام ومضت تضرب الأرض، توقظ أرواح الموتى والأحياء.

صرختها رسمت الدهشة علي وجوه الأعداء، قالت مهما طال الوحل سيزول وستنبت الأرض رجالاً همتهم في السماء .

ظلت صامدة تقاوم خيانة الأخوة وتمرد الأبناء. وعام بعد عام عاد البئر الجاف يحتضن الماء.

الموت الذي كان يطاردها أصبح ظلاً لها يحصد ويطهر الارض ممن أرادو لها الفناء.اغتسلت عينها بعدما شهدت مقتل من حملوا رايات الخيانة وهروب الجبناء. استيقظ الأخوة من نوم طال عشرة أعوام فوجدوا انفسهم قد تحولوا إلي عقارب تعيش الذل وترتوي بالدماء وينهش لحم بطنها من عادوا محملين بالهزيمة وقسوة القلوب وأفكار حرقت الأخضر ودمرت أرضاً كانت فرحة العرب في رحلة الصيف والشتاء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى