التعرف على قطعة عظم بشري عمرها 450 ألف عام في “كهف توتافال”

كتبت/ ليا مروان

قطعة‭ ‬عظمية‭ ‬‮«‬نادرة‭ ‬جدًا‮»‬‭ ‬عمرها‭ ‬450‭ ‬ألف‭ ‬عام،‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬‮«‬كهف‭ ‬توتافال‮»‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بيرينيه‭-‬المتوسطية‭  ‬الفرنسية،‭ ‬وتم‭ ‬تحديدها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬إنسان‭. ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اكتشاف‭ ‬أجزاء‭ ‬عديدة‭ ‬لعدة‭ ‬‮«‬رجال‭ ‬من‭ ‬توتفال‮»‬‭ ‬وهم‭ ‬أعضاء‭ ‬من‭ ‬جنس‭ ‬Homo‭ –  ‬الذين‭ ‬عاشوا‭ ‬قبل‭ ‬450‭ ‬ألف‭ ‬سنة‭ ‬وتم‭ ‬اكتشافهم‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة،‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اكتشافه‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الشظية‭ ‬يبلغ‭ ‬طولها‭ ‬أقل‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬سنتيمترات،‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬عامًا،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬عالم‭ ‬الآثار‭ ‬كريستيان‭ ‬بيرنو،‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموقع،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬التنقيب‭ ‬عنه‭ ‬بشكل‭ ‬منهجي‭ ‬منذ‭ ‬1964‭.‬

وبحسب‭ ‬بيرنو‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬النادر‭ ‬جدًا‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬عظام‭ ‬بشرية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬خاصة‭ ‬لأن‭ ‬الرجال‭ ‬الذين‭ ‬عاشوا‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬عام‭ ‬لم‭ ‬يدفنوا‭ ‬موتاهم‮»‬‭. ‬أيضًا‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬قطعة‭ ‬صغيرة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬القطعة‭ ‬من‭ ‬الشظية‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬إنسان‭. ‬ويضيف‭ ‬عالم‭ ‬الآثار‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬قطعة‭ ‬طولها‭ ‬اربعين‭ ‬سنتيمتراً‭ ‬ستقول‭ ‬لنفسك‭ ‬على‭ ‬الفور‮»‬‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬بشرية،‭ ‬‮«‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬قطعة‭ ‬صغيرة‭ ‬يبلغ‭ ‬طولها‭ ‬بضعة‭ ‬سنتيمترات،‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬122‭ ‬نوعًا‭ ‬أحفوريًا‭ ‬موصوفًا‭ ‬في‭ ‬الكهف،‭ ‬فإنك‭ ‬تكون‭ ‬حريصًا‭ ‬للغاية‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬البشر‮»‬‭. ‬واستنادا‭ ‬إلى‭ ‬بيرنو‭ ‬يعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬ادت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬استغراق‭ ‬الأمر‭ ‬ثمانية‭ ‬عشر‭ ‬عامًا‮»‬‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬الموضوع‭. ‬ويضيف‭ ‬‮«‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تتحقق‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬لترى‭ ‬أنه‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬حيوان‭ ‬آخر‮»‬‭.‬

يتم‭ ‬هذا‭ ‬التحقق‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مقارنات‭ ‬مختلفة‭ ‬مع‭ ‬الهيكل‭ ‬العظمي‭ ‬للإنسان‭ ‬الحالي،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يشبه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬أسلافه‭ ‬البعيدين،‭ ‬ولكن‭ ‬أيضًا‭ ‬مع‭ ‬عظام‭ ‬أخرى‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لبشر‭. ‬‮«‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬شظية‭. ‬لدينا‭ ‬اجزاء‭ ‬اخرى‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬يمكننا‭ ‬مقارنته‭ ‬بها‭. ‬لدينا‭ ‬حتى‭ ‬قطعة‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتمي‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬الشخص‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يؤكد‭ ‬عالم‭ ‬الاثار‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬إمكانية‭ ‬لإجراء‭ ‬اختبار‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحفريات‭ ‬القديمة‭. ‬ويوضح‭ ‬بيرنو‭ ‬‮«‬لم‭ ‬نتمكن‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬سنة‭ ‬كحد‭ ‬أقصى‭ ‬لإجراء‭ ‬اختبار‭ ‬الحمض‭ ‬النووي،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬أمثلة‭ ‬في‭ ‬إسبانيا،‭ ‬حيث‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬قليلاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الامر‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬أسفر‭ ‬اكتشاف‭ ‬Caune de l›Arago،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬‭ ‬كهف‭ ‬توتافال‭ ‬‮»‬،‭ ‬اللذان‭ ‬يبعدان‭ ‬حوالي‭ ‬عشرين‭ ‬كيلومترًا‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬بيربينيون،‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬الحفريات‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬تطور‭ ‬الحيوانات‭ ‬والنباتات‭ ‬والمناظر‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومناخات‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬​​بين‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬و‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬سنة‭.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى