التعرف على قطعة عظم بشري عمرها 450 ألف عام في “كهف توتافال”
كتبت/ ليا مروان
قطعة عظمية «نادرة جدًا» عمرها 450 ألف عام، تم العثور عليها في «كهف توتافال» في منطقة بيرينيه-المتوسطية الفرنسية، وتم تحديدها على أنها تنتمي إلى إنسان. حيث تم اكتشاف أجزاء عديدة لعدة «رجال من توتفال» وهم أعضاء من جنس Homo – الذين عاشوا قبل 450 ألف سنة وتم اكتشافهم منذ أكثر من نصف قرن. لكن هذه المرة، ما تم اكتشافه هو عبارة عن قطعة من الشظية يبلغ طولها أقل بقليل من ستة سنتيمترات، تم العثور عليها منذ ثمانية عشر عامًا، وفقًا لما ذكره عالم الآثار كريستيان بيرنو، المسؤول عن البحث في هذا الموقع، والذي تم التنقيب عنه بشكل منهجي منذ 1964.
وبحسب بيرنو فإنه «من النادر جدًا العثور على عظام بشرية من هذه الفترة، خاصة لأن الرجال الذين عاشوا قبل أكثر من 100 ألف عام لم يدفنوا موتاهم». أيضًا لأنه من الصعب معرفة ما إذا كانت قطعة صغيرة مثل هذه القطعة من الشظية تنتمي إلى إنسان. ويضيف عالم الآثار «عندما يكون لديك قطعة طولها اربعين سنتيمتراً ستقول لنفسك على الفور» ربما تكون بشرية، «لكن عندما يكون لديك قطعة صغيرة يبلغ طولها بضعة سنتيمترات، مع العلم أن هناك 122 نوعًا أحفوريًا موصوفًا في الكهف، فإنك تكون حريصًا للغاية قبل أن تدعي أنها تأتي من البشر». واستنادا إلى بيرنو يعتبر هذا الامر من الأسباب التي ادت إلى «استغراق الأمر ثمانية عشر عامًا» للتأكد من الموضوع. ويضيف «عليك أن تتحقق من ذلك، لترى أنه يأتي من البشر وليس من حيوان آخر».
يتم هذا التحقق بشكل خاص من خلال مقارنات مختلفة مع الهيكل العظمي للإنسان الحالي، والذي لا يزال يشبه على الرغم من كل شيء أسلافه البعيدين، ولكن أيضًا مع عظام أخرى تم تحديدها بالفعل على أنها لبشر. «في هذه الحالة، هو جزء من شظية. لدينا اجزاء اخرى في الموقع يمكننا مقارنته بها. لدينا حتى قطعة أخرى يمكن أن تنتمي إلى نفس الشخص» كما يؤكد عالم الاثار.
من ناحية أخرى، ليس هناك إمكانية لإجراء اختبار الحمض النووي على مثل هذه الحفريات القديمة. ويوضح بيرنو «لم نتمكن بعد من تجاوز 80 ألف سنة كحد أقصى لإجراء اختبار الحمض النووي، حتى لو كانت هناك أمثلة في إسبانيا، حيث تمكنا من المضي قدمًا قليلاً في هذا الامر».
وقد أسفر اكتشاف Caune de l›Arago، أو « كهف توتافال »، اللذان يبعدان حوالي عشرين كيلومترًا شمال غرب بيربينيون، عن عدد كبير جدًا من الحفريات التي جعلت من الممكن إعادة بناء تطور الحيوانات والنباتات والمناظر الطبيعية ومناخات البحر الأبيض المتوسط بين 100 ألف و 700 ألف سنة.