بنت الجيران

بقلم هاني الحوت / شاعر مصري

والليل شتا
والبرد قارص كل شيء
إلّا غرامي وقلبها
والبلكونات
بتقولي بات
ما بين مراسم ضحكها
تضحك عيونها في ليل كئيب
يصفى ويصبح عندليب
وجفونها وقت الاكتمال
بدر وما زال بيشدني
تسألني قال بتحبني؟!
فأضحك وأقول مبحبكيش
تقلب بسرعة لباش شاويش
فيرد قلبي إزاي كده؟
حبك حقايق عشتها
تضحك بصيغة من الجنون
والرمش فوق جفن العيون
شاطئ مهيئ للسكون
والموج جدايل ضيّها
تهديني روحها ف كل يوم
وأهديها م الأوجاع نجوم
وأدهن غيوم الكون صفا
وأحلف بحب المصطفى
إن الحياة ما تساوي شيء
لو بس غايب ضحكها
قلبي اللي عاش ف الكون وحيد
وسط البحور بيمد إيد
فلقاها طوق واتمد له
نظرة عيونه إتبدلوا
من طير حزين
لطيور بتعزف لحنها
تحكيلي حالها ونسهروا
الفين حوار يتغيروا
ونكشروا…
ونهزروا…
وبيوت حارتنا في وقتها تطرح ريحان
ومرات أخويا بتندهه وقت الأدان
ندارى جوه ف نفسنا
لو حد شافنا من الجيران
أو حد لامح ضلّها
وأما ينادلولها النعسانين
تحلم بطيفي شمال يمين
وتشوفني فارس بالأصيل
تفرد هنا الرمش الكحيل
عديت خطاوي المستحيل
خطيت قيود ليل الزمن
مديت إيديا خطفتها
شقشق عليها النور شروق
والصبح نيل صافي العروق
حبل الغسيل وقت الضحى
كان شافها جايه مروّحه
خبّط عليا في عز نوم
ضحكت لها كل الهدوم
وخمس مشابك عيطوا
علشان تشوفهم وقتها
شباك في بيتهم ع اليمين
كات واقفه فيه طول النهار
في المنطقة بياع خضار
داير يلمّح بالكلام
وسهام عنيه ترمي السلام
تدخل حبيبتي ورا السِتار
ومتديهوش أي إهتمام
من شغلي راجع وقت متأخر
كان صوت رصيف الحارة بيشخر
وحبيبتي واقفة هناك في شبّاكهم
قربت منها الحيطة عاتبتني
كات قطة واقفة شافتني ضحكتلي
وحمامة بيضا قالتلي روح ضُمها
فطلِعت سلم خالي مـ الدرجات
ودخلت أوضه بتشبه المتاهات
شديت سِتار البلكونات
علشان أشوف ست البنات
بنت الجيران والليل شتا
والضحكيات متفتتة
وحبيبتي عايشة ف كل شئ
لكن يا عالم ميته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى