“مطرنا رصاص وبردنا قهر”.. صرخة طفلة غزيّة تنشد الدفء تحت أنقاض الخيام

كتب/ محمد عبد المعز

في الوقت الذي تستقبل فيه معظم الشعوب العربية فصل الشتاء كطقس للاستمتاع، حيث تفوح رائحة القهوة وتصدح أغاني “أم كلثوم” و”فيروز” في الأمسيات العائلية الدافئة، أو ممارسة التزلج على جبال لبنان؛ يعيش الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فصلاً من نوع آخر، حيث تتحول قطرات المطر إلى ما يشبه “طلقات الرصاص” التي تخترق خيام النازحين المهترئة، والذين فروا من ويلات القصف الممنهج لآلة الحرب الإسرائيلية.

مأساة في “القرارة” وفي تصريحات خاصة لـ “الجالية العربية”، روت فتاة نازحة من منطقة القرارة بخان يونس (جنوب قطاع غزة) مأساتها بكلمات تختنق بالدموع؛ فبعد أن استشهد والدها بنيران الاحتلال ودُمّر منزل عائلتها بالكامل، وجدت نفسها المسؤولة عن إخوتها الصغار برفقة والدتها وأخيها وأسرته داخل خيمة ممزقة لا تقي حراً ولا ترُد برداً. وقالت الفتاة: “لم نعد نحلم بجدران ومنزل، كل ما نطلبه اليوم هو خيمة متينة تحمينا من صقيع الشتاء الذي ينهش أجساد الصغار”.

تحذيرات أممية وتلكؤ سياسي من جانبها، جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من تفاقم كارثة انعدام الأمن الغذائي والظروف المناخية القاسية التي تهدد حياة الآلاف. ورغم الوعود الدولية والمبادرات التي تقودها جمهورية مصر العربية لإعادة إعمار القطاع ورفع الركام لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أن الواقع على الأرض لا يزال مأساوياً.

وبينما ينتظر العالم تفعيل مراحل اتفاقات الهدنة وفتح المسارات الإغاثية بشكل كامل لإنقاذ أكثر من مليون ونصف إنسان من الموت برداً أو جوعاً، تستمر المماطلة في تنفيذ الالتزامات الدولية، ليبقى “أطفال الخيام” في غزة يواجهون قدرهم أمام صمت دولي مريب وسهام شتاء لا ترحم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى