«الضوء الأخضر» الأمريكي يُغيّب المواجهة: خبير يكشف فجوة بين التهديد الإسرائيلي والوقائع الإيرانية

كتب / سالم الشمري

عاد الملف الإيراني إلى واجهة المشهد الإقليمي مع تجدد الحديث عن رفع طهران وتيرة تسليحها وتطوير برامجها الصاروخية، في وقت تتعامل فيه إسرائيل مع أي تحرك إيراني باعتباره تهديداً مباشراً يستدعي التحذير وربما التمهيد لعمل عسكري جديد.

إلا أن بعض المحللين السياسين ، خلال حديثه لـ”غرفة الأخبار”، أعادت ترتيب الصورة على ضوء تفاصيل ميدانية وسياسية، مشيراً إلى فجوة بين الخطاب الإسرائيلي والوقائع الفعلية. ويُشير صدقيان إلى أن إيران أعادت تقييم منظوماتها العسكرية بعد حرب يونيو، فيما تستثمر تل أبيب اللحظة لمحاولة الضغط على الولايات المتحدة وإقحامها في مواجهة جديدة مع طهران.

 تحريض إسرائيلي وتصعيد خطاب دون مؤشرات أميركية

يرى صدقيان أن ما يصدر من تل أبيب حول تسريع إيران تطوير برنامجها الصاروخي لا يخلو من التحريض السياسي.

  • لفت إلى أن إسرائيل تسعى لتصوير طهران كجهة تستعد لردع تهديدات إسرائيلية محتملة، رغم عدم وجود معطيات تؤكد نية واشنطن منح إسرائيل تفويضاً لشن هجوم جديد.

  • أشار إلى أن تقرير “الأمن القومي الأميركي 20–25” لم يشر إلى إيران أو مخاطرها، ما يُفند السردية الإسرائيلية التي تحاول تضخيم التهديد.

  • أكد أن واشنطن لا تبدي حتى اللحظة إشارات توحي باستعدادها لمنح إسرائيل “الضوء الأخضر”، على عكس ما حدث في 12 يونيو الماضي.

  • أضاف أن إسرائيل تحاول استغلال الموقف الأميركي أو ابتزازه لدفعه نحو مواجهة جديدة، بعد أن أخفقت في تحقيق أهدافها خلال العدوان السابق، الأمر الذي اضطر الولايات المتحدة إلى الانضمام لضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية لاستكمال ما سعت إليه إسرائيل دون أن تنجح وحدها.

 واشنطن شريك إلزامي لأي مواجهة قادمة

وفق التحليل ذاته، يتعامل المراقبون في المنطقة والغرب – ولا سيما في الولايات المتحدة – مع حقيقة أن إسرائيل غير قادرة على شن هجوم كبير ضد إيران منفردة.

  • أكد صدقيان أن أي خطوة عسكرية إسرائيلية تحتاج إلى موافقة أميركية مسبقة، لأن منح الضوء الأخضر يعني عملياً استعداد واشنطن لخوض مواجهة مفتوحة إلى جانب إسرائيل.

  • أضاف أن تل أبيب تدرك حدود قوتها الذاتية في مواجهة دولة بحجم إيران، ما يجعل الموافقة الأميركية شرطاً أساسياً قبل الدخول في أي مرحلة تصعيد عسكري واسع.

 تقييم شامل للثغرات بعد حرب يونيو

توقف صدقيان مطولاً عند التحولات التي أعقبت العدوان الإسرائيلي على إيران في 12 يونيو، موضحاً أن هذه الحرب كشفت ثغرات أمنية وعسكرية داخلية، دفعت طهران إلى إعادة تقييم كامل لبنيتها الدفاعية والهجومية. هذا التقييم شمل وفق حديثه:

  • المسيرات.

  • الصواريخ.

  • المبادرات والعمليات الأرضية.

  • منظومات الدفاع الجوي.

  • التعامل مع هجمات سيبرانية واسعة نفذها الجانب الإسرائيلي.

أشار إلى أن المواطنين في طهران شعروا بوضوح بوجود هذه الثغرات بعد انتهاء الحرب، ما جعل المؤسسة العسكرية الإيرانية تعمل على إعادة بناء منظوماتها وتطويرها على أسس جديدة.

 تطوير صواريخ جديدة وتعزيز دور المؤسسة العسكرية

يوضح صدقيان أن الجيش الإيراني والحرس الثوري باتا يتحدثان اليوم عن منظومات صاروخية لم تُستخدم في حرب يونيو، في مقدمتها:

  • صاروخ خرمشهر الانشطاري.

  • نماذج متقدمة من صاروخ فتّاح المستخدم لضرب العمق الإسرائيلي.

وتعتقد المؤسسة العسكرية الإيرانية، وفق تحليل صدقيان، أن هذه المنظومات قادرة على ردع أي عدوان محتمل، وتشكل نقلة نوعية في قدرة الرد الإيراني وإغلاق الفجوات التي ظهرت سابقاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى