عاطف طلب يكتب : المتحف المصري الكبير.. أيقونة جديدة على أرض الحضارة

● تعيش مصر اليوم لحظة فارقة في تاريخها الثقافي والحضاري مع الافتتاح الرسمي لـ المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم، الذي يقف شامخًا على مقربة من أهرامات الجيزة الخالدة، ليشكل مع هذا المشهد الفريد لوحة متكاملة تعكس عظمة الماضي وتطلعات المستقبل.

● يُعد المتحف المصري الكبير أحد أهم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، حيث يجسد رؤية الدولة المصرية لبناء جمهورية جديدة تُكرم التاريخ وتستثمر في الثقافة كأداة للقوة الناعمة والتنمية المستدامة.
المتحف، الذي استغرق إنجازه سنوات من العمل الدؤوب، يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل مختلف مراحل الحضارة المصرية القديمة، من عصور ما قبل الأسرات حتى العصر اليوناني الروماني، في عرض متكامل يوظف أحدث تقنيات العرض المتحفي والإضاءة والتفاعل الرقمي.

● ومن أبرز ما يميز المتحف عرضه الكامل لمجموعة الملك توت عنخ آمون لأول مرة في مكان واحد، بعد نقلها من المتحف المصري بالتحرير. حيث تم ترميم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية ضمن مشروع علمي دقيق شارك فيه خبراء مصريون ودوليون، لتُعرض الآن في أجواء تحفظ أصالتها وتبرز عبقها الفني والتاريخي.

● يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير ترجمة حقيقية لاهتمام الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بملف الثقافة والتراث، باعتبارهما جزءًا أصيلًا من مشروع “الجمهورية الجديدة” الذي يربط بين التاريخ والتنمية.
فالمتحف لا يمثل فقط مزارًا أثريًا وسياحيًا، بل يعد قاطرة لتنشيط السياحة وركيزة لجذب الاستثمارات في محيطه، بما في ذلك الفنادق والمشروعات الخدمية والبنية التحتية الحديثة التي أعادت رسم خريطة منطقة الأهرامات.

● من الناحية المعمارية، صُمم المتحف ليكون تحفة فنية في حد ذاته، حيث استخدم المهندسون مزيجًا من الحجر والنور والفراغ ليمنح الزائر تجربة بصرية وروحية فريدة، تبدأ منذ دخوله البهو العظيم الذي يحتضن تمثال رمسيس الثاني، وحتى انتهاء جولته في القاعات المهيبة المطلة على أهرامات الجيزة.

● افتتاح المتحف المصري الكبير هو رسالة حضارية من مصر إلى الإنسانية، تؤكد فيها أنها ما زالت تحفظ ذاكرة التاريخ وتقدمها للأجيال القادمة في ثوب معاصر، يربط بين عبقرية الماضي وابتكارات الحاضر.
فمن قلب الجيزة، تعلن مصر أن التراث ليس فقط ما نحتفظ به من آثار، بل ما نبني عليه من فكر وإبداع وتنمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى