المنظمة العربية للتنمية الإدارية: اختتام أعمال المنتدى العربي الثالث لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في العصر الرقمي

كتبت/  هالة شيحة 
اختتمت اليوم المنظمة العربية للتنمية الإدارية – جامعة الدول العربية، المنتدى العربي الثالث لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في العصر الرقمي”دور التحول الرقمي في تعزيز الشفافية والنزاهة في السياسات العامة”والذي عُقد بالتعاون مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، ومنظمة الشفافية الدولية (الائتلاف العالمي ضد الفساد)، على مدى يومين وبمشاركة رفيعة المستوى من الوزراء، والمستشارين، والخبراء والمختصين في مجالات الشفافية، القانون، مكافحة الفساد، والتحول الرقمي من 14 دولة عربية.
وأشار  الدكتور ناصر الهتلان القحطاني، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الإدارية، إلى أن المنتدى جاء بهدف استكشاف سُبل الاستفادة من التحول الرقمي كأداة استراتيجية لتعزيز النزاهة في السياسات العامة، من خلال عرض حلول تكنولوجية مبتكرة، ومناقشة تجارب إقليمية ودولية ناجحة، وتبادل أفضل الممارسات في مجال الشفافية والحَوْكمة، بمشاركة صُنّاع القرار، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، والمنظمات الدولية.
وكما وجه الشكر والتقدير للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، ومنظمة الشفافية الدولية على تعاونهم في الإعداد لهذا المنتدى ، آملا أن يكون هذا المنتدى فرصة لتبادل الأفكار والتجارب، متطلعا إلى نتائج وتوصيات عملية.
وأكد السيد مانويل بيروينو، مستشار إقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- منظمة الشفافية الدولية، في كلمته على  أن الحكومات والمؤسسات التي تستثمر مواردها وجهودها للبقاء في طليعة التطور التكنولوجي، هي وحدها القادرة على النجاح في معركتها لمكافحة الفساد والحد من مظاهره، إذ بدأت بالفعل موجة التحول الرقمي، ونحن اليوم في قلب هذه الموجة، الأمر الذي يستدعي أن نكون أكثر ذكاءً وسرعة من أولئك الذين يسعون لاستغلال التكنولوجيا لتحقيق أغراض غير مشروعة. ولفت إلى أن التعاون والتواصل يمثلان ركيزتين أساسيتين في مكافحة الفساد، إذ إن غيابهما يتيح المجال لاستغلال الثغرات وتحقيق المصالح غير المشروعة. ومن هذا المنطلق، ينبغي أن يكون التواصل عابرًا للحدود، قائمًا على الانفتاح والشفافية وتبادل الخبرات، آملا أن يشكّل هذا المؤتمر خطوة مهمة على طريق تعزيز الجهود الدولية والإقليمية في مكافحة الفساد.
ناقش المنتدى على مدار أيامه وجلساته عدة محاور من بينها: مستقبل مكافحة الفساد في ظل التحول الرقمي، تقنية البلوك تشين والحوكمة الشفافة، الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في الكشف عن الفساد، الموازنات المفتوحة والمساءلة العامة، التعاقد المفتوح ومراقبة المشتريات، االتحديات الأخلاقية والأمنية في الابتكار الرقمي، حماية البيانات والحق في الوصول إلى المعلومات، والهوية الرقمية والتدفقات المالية غير المشروعة.
وفي ختام المنتدى أكدالمشاركون :
اولاً: أن الفساد يظل أحد أبرز التحديات أمام التنمية المستدامة في العالم العربي، وأن التقنيات الرقمية توفر فرصاً نوعية لمواجهته بطرق مبتكرة وفعّالة.
ثانياً: أن تعزيز النزاهة في العصر الرقمي يتطلب أطر تشريعية وأخلاقية متينة، توازن بين الشفافية وحماية البيانات والحقوق الفردية.
ثالثاً: أن التعاون العربي – الإقليمي – الدولي هو المدخل الأساس لبناء منظومة متكاملة قادرة على التصدي لظاهرة الفساد في ظل التحديات العابرة للحدود.
وأثمر المنتدى عن عدة توصيات هي:
1- التحول الرقمي في مكافحة الفساد:
-اعتماد تقنيات البلوك تشين في المشتريات والعقود الحكومية لضمان الشفافية وعدم التلاعب.
-توسيع استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الحكومية والتجارية لرصد مؤشرات الفساد.
.2- تعزيز البنية التشريعية والسياساتية:
-سن تشريعات لحماية المبلغين عن الفساد عبر قنوات رقمية آمنة.
-وضع معايير واضحة لحماية البيانات الشخصية عند استخدامها في منصات الشفافية.
.3-المساءلة والشفافية المجتمعية:
-دعم مبادرات الميزانية التشاركية الإلكترونية التي تمكّن المواطنين من الاطلاع على أوجه الصرف العام.
-إطلاق منصات رقمية تفاعلية لتمكين المجتمع المدني من المشاركة في الرقابة.
.4- التعاون الإقليمي والدولي:
-تفعيل آليات التعاون العربي المشترك لتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في سياق العصر الرقمي.
-تعزيز تبادل الخبرات مع التجارب الدولية الرائدة في المجال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى