خلال قمة الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي: إلينا ماتفيفا: التحالف بين التكنولوجيا والمسؤولية والتعاون الدولي هو المحدّد الرئيسي لمسار الاستثمار العالمي والازدهار المشترك

كتبت/ هالة شيحة

قالت السيدة إلينا ماتفيفا، رئيسة مركز المرأة في الرابطة الروسية بالأمم المتحدة ورئيسة الرابطة الوطنية للنساء الناجحات بروسيا، في كلمتها خلال المؤتمر العربي الإفريقي الثامن والعشرين للاستثمار والتعاون الدولي، إن المؤتمر يعد منصة تجمع أصحاب الرؤى ورواد الأعمال وقادة القطاع العام من منطقتين عظيمتين ساهمتا في تشكيل الحضارة الإنسانية.

جاء ذلك خلال انطلاق الافتتاح الرسمي لقمة “الاستثمار العربي الإفريقي والتعاون الدولي” اليوم الأحد، تحت شعار: “تكامل اقتصادي.. استثمار وفرص.. شراكات دولية”، في دورتها الثامنة والعشرين. وينظم القمة اتحاد المستثمرات العرب برئاسة الدكتورة هدى يسى، خلال الفترة من 19 إلى 22 أكتوبر 2025، برعاية جامعة الدول العربية وكوكبة من الوزارات، والهيئات الاقتصادية، والاتحادات المصرية والعربية.

وقالت ماتفيفا: “خالص امتناني لمضيفينا المصريين على كرم ضيافتهم وحكمتهم والتزامهم الراسخ بتعزيز الحوار بين الأمم والثقافات والاقتصادات”.

التحول الرقمي المستدام

بروح الشراكة والابتكار، تحدثت ماتفيفا عن شركة “كومبليتيك”، الشركة الروسية الرائدة في تطوير حلول الأجهزة والبرمجيات عالية التقنية للعملاء من الحكومات والشركات لأكثر من ثلاثة عشر عاماً. وأوضحت أن الشركة دأبت على تصميم وتنفيذ أنظمة فريدة للأمن والحوكمة الرقمية، تدمج الذكاء الاصطناعي وتقنيات إنترنت الأشياء والتحليلات المتقدمة.

وأضافت أن مهمة “كومبليتيك” تتمثل في بناء مجتمعات أكثر أماناً وذكاءً وترابطاً – بدءاً من شبكات النقل الذكية وأمن الحدود وصولاً إلى البنية التحتية للمدن الذكية وأنظمة حماية البيانات الحيوية. ومن خلال تميزها التكنولوجي، تُجسد الشركة جوهر مفهوم التحول الرقمي المستدام، حيث يخدم الابتكار الناس، ويدعم النمو الاقتصادي، ويعزز الثقة بين الدول. وأكدت أن التحالف بين التكنولوجيا والمسؤولية والتعاون الدولي هو ما يُحدد اليوم مسار الاستثمار العالمي والازدهار المشترك.

وقالت: “بصفتي رئيسة الجمعية الوطنية للنساء الناجحات في روسيا، لا يسعني الحديث عن التنمية دون الحديث عن المرأة، حيث نشهد في المنطقتين العربية والأفريقية، وكذلك في روسيا، صعوداً مُلهماً للنساء في مجالات العلوم وريادة الأعمال والدبلوماسية والخدمة العامة. إنهن لسن مجرد مشاركات، بل هن مهندسات لاقتصادات جديدة ــ اقتصادات تعتمد على المعرفة، والاستدامة، والرحمة”.

وأشارت إلى أن عملهم مع لجنة الأمم المتحدة للمرأة التابعة لرابطة الأمم المتحدة في روسيا، يستمر في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ودعم البرامج التي تُمكّن المرأة من الوصول إلى التكنولوجيا والتمويل والقيادة. وأكدت الإيمان بأن الابتكار الشامل – الابتكار الذي يُنصت لكل صوت – هو أساس السلام والمرونة.

التحولات والنمو المستدام

لفتت ماتفيفا إلى أن العالم الذي نعيش فيه يشهد تقلبات وتحولات غير مسبوقة. وتتطور الأسواق العالمية والنظم البيئية الرقمية وسلاسل التوريد بوتيرة أسرع من أي وقت مضى. وللازدهار في مثل هذه الظروف، يجب على الشركات أن تتعلم ليس فقط التكيف، بل القيادة الهادفة.

وأكدت أن تجربتهم في روسيا أثبتت أن النمو المستدام يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية:

  1. الاستشراف الاستراتيجي والقدرة على التكيف.
  2. الاستثمار في البحث والابتكار والإمكانات البشرية.
  3. التحالفات الدولية القوية المبنية على الثقة والمنفعة المتبادلة.

وأشارت إلى أن هذه المبادئ عالمية، وهي حيوية لرواد الأعمال الأفارقة الذين يبنون شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الزراعية، كما هي حيوية للمستثمرين العرب الذين يقودون تنويع مصادر الطاقة، أو للمبتكرين الروس الذين يبتكرون حلولاً للتصنيع الذكي والتكنولوجيا النظيفة.

وأضافت أن احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الثمانين لإنشائها في عام 2025 يذكرنا بأن التعاون، وليس العزلة، يظل حجر الزاوية في التقدم العالمي. وتحدثت عن اللجنة العامة للذكرى الثمانين للأمم المتحدة التي أُنشئت في روسيا تحت إشراف وزير الخارجية، السيد سيرغي لافروف، بهدف تعزيز الشراكات الدولية والتنمية المستدامة والدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة.

وفي هذا الإطار، أعدت اللجنة تقريراً بارزاً بعنوان “الاتحاد الروسي والتنمية المستدامة: الإنجازات والمبادرات الإقليمية ومشاركة المجتمع المدني (2020-2025)”. وقالت ماتفيفا إن هذا التقرير يجمع أكثر من مائة من أفضل الممارسات، ويمثل خريطة حقيقية للمرونة والابتكار والإبداع البشري، وشجعت الحضور على الاطلاع عليه للاستفادة من تجربة بلادها.

الاقتصاد الأخضر والأمن الغذائي

أكدت ماتفيفا أن التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر لم يعودا مسارين متوازيين، بل هما طريق واحد يقود إلى اقتصاد متوازن وذكي وعادل. “من حلول الزراعة وإدارة المياه المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، إلى أنظمة كفاءة الطاقة القائمة على إنترنت الأشياء في الشرق الأوسط، إلى شبكات الأمن الذكية في أوراسيا، نتشارك جميعاً رؤية واحدة: تسخير التكنولوجيا لخدمة البشرية وحماية كوكبنا”.

وفي هذا السياق، سلطت الضوء على مثال روسي آخر في مجال الابتكار والاستدامة، وهي شركة “جينيسيس” العلمية والإنتاجية، التي تطورت من مبادرة بحثية صغيرة إلى شركة معترف بها دولياً. وتتمثل مهمتها الأساسية في استعادة التوازن بين الطبيعة والتكنولوجيا من خلال مُركّبات عضوية معدنية صديقة للبيئة. ولا تقتصر هذه الحلول على زيادة غلة المحاصيل بنسبة تصل إلى 65% وتعزيز مناعة النباتات فحسب، بل تُساعد أيضاً على إنعاش التربة والحد من التلوث وخفض تكاليف المزارعين. وأكدت أن هذا يجسّد رمزاً لكيفية تحوّل العلم والمسؤولية البيئية والإدارة الذكية للموارد إلى أساسٍ للأعمال التجارية المرنة – وهو نموذج يُوحّد روسيا وإفريقيا والعالم العربي في سعيهما المشترك نحو النمو الأخضر والأمن الغذائي.

جسر حضاري

واختتمت ماتفيفا كلمتها مشيرة إلى أنه عندما نتطلع إلى المستقبل، يجب أن نتذكر: “المرونة تنبع من الشراكة؛ والتقدم من الشمول؛ والسلام من التفاهم”. وأكدت أن حوار الاستثمار العربي الإفريقي ليس مُجرّد حوار اقتصادي، بل هو جسر حضاري، وأنه بتوحيد نقاط قوتنا – التكنولوجية والثقافية والبشرية – يُمكننا بناء عالمٍ يُساهم فيه الابتكار في الارتقاء بكل مجتمع، وكل امرأة، وكل دولة.

يُذكر أن قمة اتحاد المستثمرات العرب والمعرض المصاحب لها تحظى برعاية ومشاركة جامعة الدول العربية وكوكبة من الجهات الحكومية والاقتصادية، ومن ضمنها: إدارة الخدمات الطبية للقوات المسلحة المصرية، ووزارات التضامن الاجتماعي، والشباب والرياضة، والسياحة والآثار، وهيئة قناة السويس، والهيئة العربية للتصنيع، وهيئة الاستشعار من البُعد وعلوم الفضاء، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وهيئة تنشيط السياحة، وهيئة تنمية الصادرات، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس الأعيان الأردني وهيئة الاستثمار الأردني، والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة في ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى