أحمد البشلاوي يكتب ..بصراحة : طايع بين الماضي والحاضر

رفض شعبي 

عندما أعلن الرئيس جمال عبدالناصر للشعب المصري عدم استمراره في الحكم، خرج الشعب المصري أفواجاً إلى شوارع القاهرة وعواصم المحافظات، بل والقُرى والنُّجوع، رافضين هذا القرار ومؤيدين استمراره في الحكم.

تكرار المشهد في قنا

والزمن يعيد نفسه في دائرة قوص ونقادة وقفط، بإعلان النائب محمد طايع نصرالله، ابن الكلاحين، مركز قفط بجنوب محافظة قنا، بعدم ترشحه مرة أخرى لمجلس النواب 2025؛ لما واجهه من تعنت وإصرار بعدم اختياره مرشحاً بحزب مستقبل وطن رقم واحد ائتلاف فردي بدائرته، وقيام الحزب بترشيح آخرين بدلاً منه.

حلم الكلاحين يتحقق

قصة النائب محمد طايع نصرالله، ابن الكلاحين مركز قفط، في ذلك الشأن تحتاج إلى صفحات للكتابة عنها، ولكن نختصر المفيد لما جاء فيها: فهو الرجل الذي جعل قرية الكلاحين تحصل على كرسي برلماني تحت قبة مجلس النواب، ولم يدخر جهداً في إظهار اسم قريته الكلاحين في مختلف المحافل السياسية، أسوة بالقُرى الأخرى من مركز قفط.

كان النائب محمد طايع يحلم في الماضي بأن تكون الكلاحين لها كرسي يجلس عليه نائب، يقول ويردد إنه من الكلاحين، رمزاً من رموز العمل البرلماني، ويذكر التاريخ في سجلاته أنها جاءت بممثل لها تحت قبة البرلمان مدافعاً عنها وعن حقوقها.

وأصبح الحلم حقيقة على يد ابنها محمد طايع الذي بذل مجهوداً غير عادي في تنفيذ وتحقيق حلم الماضي، الذي كلفه ثمناً باهظاً لكي يكون واقعياً، فتقدم للترشح لعضوية مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن بدائرة قوص ونقادة وقفط 2020 حينذاك، ممثلاً لقريته التي يعشقها ويحب أهلها كحب الابن لوالديه، وصرف أموالاً طائلة على تحقيق ما كان يحلم به من أجل قريته الكلاحين، وتحقق بالفعل، وحصل في ذلك الوقت على أعلى الأصوات، فأصبح نائباً، وأصبحت الكلاحين مُدرجة بسجلات التاريخ بأنها أنجبت نائباً اسمه محمد طايع نصرالله.

تحديات الحاضر وخسارة المقعد

الحاضر يؤكد أن بيت طايع بيت يتسم بالأدب واحترام الآخرين والكرم ومحبة الناس ومَعزَّتهم، فهم لا يفرقون بين كبير وصغير وغني وفقير، فالكل لديهم سواسية. ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، وحزب أعداء النجاح يقف لهم بالمرصاد، لا يرغب في صعودهم لكرسي البرلمان مرة أخرى، وتظل الكلاحين بلا كرسي برلماني خلال هذه الدورة، بل لدورات قادمة، حتى يتقدم مرشح من بيت طايع مرة أخرى يعيد أمجاد الكرسي البرلماني مرة أخرى إلى هذه القرية التي يحبها ويعشقها آل طايع، والتي فقدت مقعدها بسبب تحديات وخيانة واجهتها من المنافقين والحاقدين والكارهين لهما.

الرفض : تمسك بالكرامة

وجاءت الانتخابات البرلمانية 2025، وكل محبيه ومؤيديه انتظروا مجيئه كمرشح فردي ائتلاف عن حزب مستقبل وطن ممثلاً لدائرة قوص ونقادة وقفط، ولكن خابت الظنون وتحطمت الأحلام، ولعبت الأيادي الخفية دورها في الإخفاق بهذا الرجل وإطفاء مصباح قرية الكلاحين الذي كان مضيئاً لها بجميع المحافل السياسية. وظهرت الأسماء المرشحة فلم يجدوا اسمه، فقامت الدنيا ولم تقعد كما يقولون، وخرج محبوه ومؤيدوه ومواطنو قريته الكلاحين الشرفاء رافضين لهذا الظلم السياسي الذي وقع على نائبهم محمد طايع، فذهبوا إليه أفواجاً طالبين منه الترشح للانتخابات البرلمانية لمجلس النواب مستقلاً، فرفض قائلاً: “كرامتي فوق كل شيء وكرامتكم فوق كرامتي، فإذا قبلت ذلك فكرامتي التي أعتز بها ضاعت، فأنا لا أقبل ذلك، وسأظل خادماً لكم جميعاً سواء كنت داخل البرلمان أو خارجه، ومنزلي مفتوح لكم جميعاً ليل نهار”. وظلت الحشود تتوافد عليه من شتى القرى والنُّجوع بدائرة قوص ونقادة وقفط، مرددين أنه لا بديل عن محمد طايع نائباً لنا، ولكنه أصر على موقفه وما زال رافضاً للترشح مستقلاً لعضوية مجلس النواب رغم الضغوط الشديدة عليه من القرى والنُّجوع شرقاً وغرباً.

نائب وطني مخلص

ولكن عندما يكتب القلم عن النائب محمد طايع نصرالله، فهو من الرجال الذين يعشقون بلدهم ووطنهم، كان يعظ الجميع شباباً وكباراً وشيوخاً ونساءً، مؤكداً لهم: “حافظوا على وطنكم وكونوا داعمين للدولة والوقوف خلف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي والجيش والشرطة، ولا تنساقوا خلف الشائعات المغرضة التي تؤدي إلى الهلاك”. وكما قال الزعماء: “من لا يدافع عن وطنه فليس له وطن”، هذا هو النائب محمد طايع نصرالله، الوطني المخلص، ابن الكلاحين مركز قفط بقنا.

 صناعة القادة

وهنا وفي قرية الكلاحين بمركز قفط بقنا، حيث الشمس تسجد كل صباح فوق جبالها الصلبة، يبرز اسمٌ يشبه التاريخ في وقاره والراية في ثباتها، إنه النائب محمد طايع، رجل في زمن عزَّ فيه الرجال، قيمة وقامة يحق لنا جميعاً أن نفتخر به في كل زمان ومكان، فقد شاءت اللحظة أن تضعه في قلب المسؤولية السياسية، لا تكليفاً حزبياً فحسب، بل وفاءً لوطن لا يرضى إلا بالمخلصين.

النائب محمد طايع لم يكن دخوله الحياة العامة طارئاً ولا مُصطنعاً، بل رجل من رجال السياسة صاحب شعبية جارفة، عرفته بلده الكلاحين مقاتلاً بالكلمة ومُدافعاً عن حقوق أهلها ومُناصراً لقضايا الكادحين ومُشاركاً في كل حراك يخدم “الناس البُسطاء” الذين يسكنون قلبه قبل أوراقه.

فهو مُدافع لديه فكر بناء في تطوير التعليم، ومُطالب بإصلاح قطاعات الطرق والصحة والزراعة ودخول المرافق للقُرى والنُّجوع، ومُساند للشباب للحصول على فرص عمل.

لم يكن ذات يوم غائباً، بل فاعلاً متواجداً يربط همّ المواطن بأسلوب دولة، ويؤمن بأن هموم المواطنين ومشاكل القُرى لا تحتاج خطاباً براقاً، بل يداً تمتد وعقلاً يُخطط وقلباً لا يخون. فليُسجل التاريخ في سطوره أن قرية الكلاحين بمركز قفط لم تكتفِ بتخريج الأبطال، بل صنعت القادة.

حقا إنه رجل المواقف الصعبة، لأنه إذا طلبته في الفرح معك، وفي الحزن بجانبك، وفي مشكلة أمامك، لا يتخلى عنك، بل يقول لك: “الرب واحد والعمر واحد”، هذا هو صاحب المواقف الصعبة الذي عبّرنا بقلمنا عن ماضيه وحاضره الذي سجلها وما زال يسجلها التاريخ بأحرف من نور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى