التأمين.. درع الحماية المالية والاجتماعية للمرأة أداة لتحقيق الأمان الاقتصادي والاستقرار الأسري وتمكين المرأة من مواجهة المخاطر

إعداد/ عاطف طلب

يُعد التأمين واحدًا من أهم الأدوات المالية التي تسهم في إدارة المخاطر وتحقيق الحماية الاقتصادية للأفراد والأسر، لكنه بالنسبة للمرأة يمثل أكثر من مجرد وثيقة مالية… إنه شبكة أمان اجتماعية واقتصادية تعزز استقلالها وتمنحها قدرة على مواجهة الطوارئ والأزمات بثقة واستقرار.

ورغم التطور الذي شهده الشمول المالي خلال السنوات الأخيرة، إلا أن المرأة لا تزال تواجه فجوة واسعة في الاستفادة من الخدمات التأمينية، سواء بسبب ضعف الوعي المالي أو القيود الاجتماعية أو تصميم المنتجات التأمينية التي لا تراعي احتياجاتها الخاصة.

حماية مالية من المخاطر الصحية والحياتية

يشكل التأمين الصحي أحد أهم أدوات الحماية التي تحتاجها المرأة، إذ يغطي تكاليف الرعاية الصحية الأساسية مثل الحمل والولادة والكشف المبكر عن الأمراض النسائية كسرطان الثدي وعنق الرحم.
كما أن تأمين الحياة يمثل صمام أمان للأسرة، خصوصًا في حال وفاة المرأة المعيلة أو أحد أفراد الأسرة، بما يضمن استقرارها المالي واستمرار مستوى المعيشة.
أما التأمين متناهي الصغر، فيخدم شريحة واسعة من النساء العاملات في المشروعات الصغيرة أو في القطاع غير الرسمي، بتكاليف منخفضة ومزايا تحمي من الخسائر الناتجة عن الكوارث أو الحوادث.

تمكين اقتصادي واستقرار اجتماعي

يسهم التأمين في تمكين المرأة على عدة مستويات. فهو يعزز استقلالها المالي، ويمنحها شعورًا بالأمان وقدرة على التخطيط للمستقبل دون الاعتماد الكامل على الآخرين. كما يساعدها في تأمين دخل بديل في حالات العجز أو التوقف عن العمل، ويدعمها في الادخار للتقاعد بطريقة منظمة.
ومن الناحية الاجتماعية، يتيح التأمين للمرأة دورًا أكثر فاعلية في الحفاظ على استقرار أسرتها، خاصة في حالات الأزمات أو الطلاق أو الترمل، حيث تشكل عوائد التأمين مصدر دخل مؤقت يضمن لها الكرامة والاستمرارية.

الفجوة التأمينية بين الرجل والمرأة

رغم هذه الأهمية، تكشف الإحصاءات عن وجود فجوة تأمينية نوعية بين الجنسين.
فالنساء العاملات في القطاع غير الرسمي غالبًا ما يفتقرن إلى أي مظلة تأمينية، كما أن فجوة الأجور تقلل من قدرتهن على شراء وثائق التأمين الطوعية.
ويضاف إلى ذلك ضعف الثقافة التأمينية والأمية المالية، مما يحد من قدرة كثير من النساء على فهم آلية التأمين واختيار المنتجات المناسبة لاحتياجاتهن.

منتجات لا تراعي احتياجات المرأة

كثير من منتجات التأمين في الأسواق العربية والعالمية لا تزال مصممة وفق نموذج “العميل الذكر”، دون مراعاة المخاطر الخاصة بالمرأة.
فالتغطيات القياسية قد تتجاهل أمراض النساء أو تكاليف رعاية الأطفال، كما أن بعض الشركات تفرض أقساطًا أعلى على النساء في سن الإنجاب أو شروطًا أكثر صرامة عند الاكتتاب، وهو ما يخلق تمييزًا غير مباشر في الوصول إلى الحماية.

تجارب دولية ناجحة

في الهند، أطلقت منظمة SEWA برامج تأمين صحي جماعي للعاملات في القطاع غير الرسمي بتكلفة منخفضة تغطي رعاية الأمومة.
وفي الفلبين، تعاونت شركات تأمين كبرى مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) لإطلاق برنامج WeWomen الذي يقدم حلول تأمين مخصصة للنساء في مجالات الحياة، الصحة، والمشروعات الصغيرة.
أما في جنوب أفريقيا، فقد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى