حوار خاص مع القبطان ولاء حافظ: بطل البحرية الذي هزم المستحيل

كتب / محمد كمال

في عالم تسيطر عليه التحديات، تبرز قصص استثنائية لأشخاص قرروا أن الإرادة هي القوة الحقيقية التي لا تُقهر. القبطان ولاء حافظ، أحد أبطال البحرية المصرية، هو أحد هؤلاء الأشخاص. لم يكتفِ بكسر حاجز “جينيس” القياسي بالبقاء 51 ساعة تحت الماء، بل أعاد كتابة قصته من جديد بعد إصابته بشلل رباعي، ليغوص مرة أخرى لمدة 6 ساعات متواصلة. في هذا الحوار الخاص، نتعرف على رحلته المليئة بالتحدي والأمل.

كابتن ولاء، شرّفتنا بوجودك معنا. قبل أي كلام، اسمح لي أن أقول إن سيرتك الذاتية قصة مُلهمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

القبطان ولاء حافظ: الشرف لي أنا، وإني سعيد حقًا بوجودي معكم في موقع «الجالية العربية».

من 51 ساعة إلى 6 ساعات: رحلة مع الإرادة

 

 في البداية، دعنا نرجع بالزمن قليلًا. إنجازك الأسطوري بالبقاء 51 ساعة تحت الماء، والذي كسر رقم “جينيس” القياسي، كيف فكرت في تحقيق إنجاز كهذا؟ وما الذي كان يدور في ذهنك وأنت في أعماق البحر وحدك كل هذه المدة؟

القبطان ولاء حافظ: الفكرة بدأت من رغبتي في تحدي نفسي وإثبات قدرة الإنسان على الصمود. الغوص بالنسبة لي ليس مجرد هواية، بل هو فلسفة حياة. طوال الـ51 ساعة، كان عقلي يعمل باستمرار. كنت أتأمل في عظمة الخالق في قاع البحر، وأسترجع ذكرياتي، وأفكر في أهدافي المستقبلية. لقد كان اختبارًا حقيقيًا للصبر والتحمل، ليس فقط جسديًا، ولكن ذهنيًا أيضًا.

الشلل الرباعي: نقطة تحول أم نهاية للطريق؟

 

بعدها، واجهت الحياة لك اختبارًا ثانيًا أصعب بكثير. الإصابة بالشلل الرباعي نتيجة حادث أليم. كثير من الناس كانوا ربما يستسلمون وينسحبون من الحياة العامة. لكن أنت قررت أن تكمل. ما الذي كان يدعمك في هذه الفترة؟

القبطان ولاء حافظ: الحادث كان صدمة كبيرة، صدمة حقيقية. في البداية، شعرت بإحباط ويأس. فكرة أني لن أستطيع العودة إلى البحر مجددًا، المكان الذي أحبه والذي هو جزء من هويتي، كانت مؤلمة جدًا. لكن إيماني بالله، ودعم أسرتي وأصدقائي، هما كانا السند الحقيقي. أنا مؤمن بأن الحياة لا تنتهي بوجود عائق، بل تستمر طالما هناك إرادة. قررت أني لن أستسلم، وقررت أن أثبت لنفسي وللآخرين أن الإعاقة ليست نهاية العالم.

العودة لأعماق البحر: 6 ساعات من التحدي

 

بعد عمليات دقيقة وعلاج مكثف، أصررت على العودة للغوص. 6 ساعات كاملة تحت الماء، رغم كل التحديات الجسدية. كيف استطعت تحقيق هذا الإنجاز؟ وما الرسالة التي تحب أن توصلها من خلاله؟

القبطان ولاء حافظ: العودة كانت صعبة، ولكنها كانت ضرورية بالنسبة لي. قبل النزول، كان هناك تخطيط دقيق جدًا مع فريق طبي متخصص. هذه الغوصة كانت غوصة إثبات للذات، وغوصة تحدٍّ، وغوصة أمل. كل دقيقة قضيتها تحت الماء، كنت أشعر أنني أتحدى المستحيل، وأنني أتحدى اليأس. الرسالة التي أريد أن أوصلها هي أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر، وهي إعاقة الروح. طالما هناك إيمان ورغبة وإرادة، فلا يوجد شيء مستحيل.

نصيحة من بطل

 

كابتن ولاء، أنت رمز للإصرار والعزيمة. لو هناك كلمة أخيرة تحب أن تقولها للشباب، فما هي؟

القبطان ولاء حافظ: أقول لهم: “لا تيأسوا”. مهما كانت الظروف صعبة، ومهما كانت التحديات كبيرة، عليكم أن تظلوا متمسكين بأحلامكم. الحياة ليست سهلة، لكنها جميلة إذا عشناها بإيمان وإصرار. ابقوا مؤمنين بقدراتكم، ومتحمسين لتحقيق أهدافكم، وتذكروا دائمًا أن القوة الحقيقية تأتي من دواخلنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى