نوران الرجال تكتب: الصناعة البحرية في الاقتصاد و التكنولوجيا الحديثة

الصناعة البحرية، المعروفة أيضًا باسم صناعة الشحن، تلعب دورا حاسما في النمو الاقتصادي للدول حول العالم، وفي مصر، تتمتع هذه الصناعة بأهمية خاصة نظرًا لتوطينها في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، مما يُعطي دفعة قوية لاقتصادها.

بفضل مرور أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، قناة السويس، بها، لطالما كانت المنطقة مركزًا للتجارة والأنشطة البحرية، ومع ذلك، لم تدرك الحكومة المصرية إمكانات تطوير المنطقة إلى أقصى طاقتها إلا في السنوات الأخيرة، وقد أدى ذلك إلى إنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهو مشروع ضخم يهدف إلى تحويل منطقة قناة السويس إلى مركز تجاري وصناعي عالمي.

و يُعد توطين الصناعة البحرية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خطوة استراتيجية من الحكومة المصرية لتعزيز مكانة البلاد كلاعب رئيسي في السوق العالمية.

ولكن ما هي الصناعة البحرية تحديدًا، ولماذا يُعد توطينها في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أمرًا حيويًا للاقتصاد؟
يشير مصطلح الصناعة البحرية إلى جميع الأنشطة المتعلقة بالبحر، بما في ذلك الشحن وبناء السفن والموانئ، وهو قطاع حيوي يربط الدول ويسهل حركة البضائع، مما يجعل التجارة الدولية ممكنة.
في الواقع، ووفقا لغرفة الشحن الدولية، تدار حوالي 90% من التجارة العالمية من خلال الصناعة البحرية.
مع توطين الصناعة البحرية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، من المتوقع أن تستفيد مصر بطرق متعددة، أولا وقبل كل شيء، سيعزز ذلك قدرات التصدير والاستيراد في البلاد، مما يزيد من حجم تجارتها، تُعد قناة السويس نقطة عبور رئيسية للسفن من آسيا وأوروبا وأفريقيا، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لازدهار الصناعة البحرية.

علاوة على ذلك، سيوفر توطين الصناعة البحرية فرص عمل عديدة للسكان المحليين، وهذا لن يقلل البطالة فحسب، بل سيساهم أيضًا في تنمية رأس المال البشري في المنطقة، تتطلب الصناعة البحرية عمالًا ماهرين وغير ماهرين في مختلف المجالات، من بناء السفن إلى الخدمات اللوجستية، مما يوفر مجموعة متنوعة من فرص العمل.

علاوة على ذلك، سيجذب توطين الصناعة البحرية الاستثمارات الأجنبية، مما يعزز اقتصاد البلاد، تقدم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حوافز متنوعة للمستثمرين، كالإعفاءات الضريبية وإجراءات الترخيص الميسرة، مما يجعلها وجهة جاذبة للشركات.

ولن يقتصر هذا على جلب رأس المال فحسب، بل سيساهم أيضًا في نقل التكنولوجيا والمعرفة، مما يؤدي إلى تطوير قوى عاملة ماهرة وبنية تحتية حديثة.

ويعد توطين الصناعة البحرية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس نقلة نوعية في الاقتصاد المصري، وسيعزز مكانة قناة السويس كطريق تجاري عالمي رئيسي، ويساهم في النمو الاقتصادي للبلاد.

و بفضل موقعها الاستراتيجي، وقواه العاملة الماهرة، وحوافزها الجذابة، تتمتع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالقدرة على أن تصبح مركزًا بحريا رائدا في المنطقة، يبدو مستقبل الصناعة البحرية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس واعدًا، وهي فرصة لا ينبغي تفويتها.