صرخة تفوق مهدور: هل تُنصف “نابغة الإسماعيلية” بعد تبدل أوراق إجابتها؟

كتب / عاطف طلب
في صدمة هزت الأوساط التعليمية بمدينة الإسماعيلية، تتقدم الطالبة منة ياسر أحمد، الحاصلة على مجموع 76.25% (244 درجة) في شهادة الثانوية العامة للقسم العلمي علوم ورقم جلوس 1385325، ببلاغ عاجل لوزير التربية والتعليم وجميع القيادات المعنية. منة، التي كانت تُعرف بـ “نابغة العلم والمعرفة” بين زملائها ومعلميها، وتوقع الجميع أن تكون من أوائل الجمهورية، باتت الآن مثالاً لظلم محتمل يهدد بسحق آمال المتفوقين.
حالة من الذهول تخيم على كل من يعرف منة، فكيف لطالبة بمستواها الأكاديمي المرموق أن تحصل على هذه النتيجة التي لا تتناسب مطلقًا مع تاريخها التعليمي المشرق؟ يتردد على ألسنة المقربين منها، وكذلك على نطاق واسع في الشارع الإسماعيلي، أن أوراق إجابتها قد “تبدلت” أو أن الدرجات وضعت “جزافًا” دون تدقيق أو إنصاف. هذا الشك، إن ثبت صحته، يضع علامات استفهام كبرى حول نزاهة عملية التصحيح ويقوض ثقة الطلاب وأولياء الأمور في منظومة التعليم.
فمنة ياسر لم تكن مجرد طالبة مجتهدة، بل كانت رمزًا للتفوق والاجد، يتوقع منها الجميع مستقبلًا باهرًا. كانت جهودها المضنية وسهرها الليالي من أجل العلم حديث الجميع. والآن، يبدو أن كل هذه الجهود على وشك أن تضيع على “عتبات الإهمال”، كما جاء في بلاغها. هل يُقبل بضياع حق المجتهدين بهذه السهولة؟ وهل ترضى الضمائر المسؤولة عن هذا الظلم الفادح؟
السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع الآن هو: من يُعيد حق المظلوم؟ ومن يُنصف هذه الطالبة التي ترى أحلامها تتبدد أمام عينيها بسبب ما تُشير إليه من تبدل في أوراق إجابتها؟ هذا البلاغ ليس مجرد شكوى فردية، بل هو صرخة استغاثة نيابة عن كل طالب مظلوم، وكل مجتهد تُهدر حقوقه.
الكرة الآن في ملعب وزارة التربية والتعليم والجهات الرقابية. يتطلع الرأي العام في الإسماعيلية ومصر بأكملها إلى تدخل سريع وحاسم للتحقيق في هذه الواقعة. يجب مراجعة أوراق إجابات منة ياسر أحمد بدقة متناهية، والتحقق من صحة عملية التصحيح لضمان حصولها على حقها الكامل. إن إنصاف منة هو إنصاف لكل طالب يرى في العلم سبيله الوحيد نحو مستقبل أفضل، وهو تأكيد على مبدأ العدالة الذي يجب أن يسود في كل المؤسسات، وعلى رأسها المؤسسات التعليمية.