د. يسري الشرقاوي رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة: الاستقرار السياسي في إفريقيا مكنها من الإسراع في وتيرة التنمية

❑ القارة شهدت تطور شامل في منظومة الشمول المالي وجهود كبيرة يقوم بها محافظو البنوك المركزية لدينا 22 لجنة نوعية تخصيصة في قطاعات الاقتصاد المختلفة

حوار : عاطف طلب

إفريقيا منا ونحن منها.. هذا هو لسان حال مصر دائمًا التي تعتز بامتدادها الإفريقي، وتسعي تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلي تعزيز التعاون مع كل دول القارة كافة، وذلك بعد إصلاح فترة فتور سابقة مع القارة في غفلة من الزمان.

القيادة المصرية الحالية تُدرك أهمية إفريقيا، وحاجة القارة لمصر علي جميع المستويات، ولذلك لم تتوان القاهرة عن الدخول إلي أعماق القارة، باعتبار أن مصر لديها كلمة السر للدخول لقلب القارة.
العلاقات علي المستوي الرسمي مع كل الدول القارة أصبحت علي أفضل حالٍ لها، وتم ترجمة ذلك إلي تعاون علي مستوي الجمعيات وكان الحضور الطاغي والأكبر لجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، والتي كان لها حضورًا كبيرًا علي مستوي القارة بقيادة الدكتور يسري الشرقاوي رئيس مجلس إدارة الجمعية.

 

الدكتور يسري الشرقاوي أكد في حواره لـ”الجالية العربية“، أن الجمعية منظمة مجتمع مدني تُدرك الأهمية الحقيقية للقارة الإفريقية، وتعتز بالقارة وتري أنه بها فرص استثمارية عظيمة، ولديها وعي كامل بما تحتاجه، كما أن الجمعية تفتح ذراعيها للأعضاء للانضمام إليها بشرط حسن السمعة وتزكية من عضو مجلس إدارة وعضوين بالجمعية.

“الشرقاوي” أكد أن خروج الجمعية للنور استغرق أكثر من عامٍ ونصف العام، واستطاعت الوصول إلي قلب القارة.
الحديث عن القارة السمراء مشوق ويحتاج إلي من يُدرك

❑ يجب مضاعفة أعداد الطلبة والأفارقة في الأزهر والجامعات الحكومية المصرية

حجم القارة وثرواتها وليس هناك أفضل من الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة ليتحدث عنها فإلي الحوار.

● كيف جاءتكم فكرة الجمعية؟
●● ظللنا ندرس الأمر أكثر من عام ونصف العام، لنري كيف نقدم الجديد، لأننا نعلم أن هناك أكثر من 55 ألف منظمة واتحاد ومنظمة أعمال في مصر، لذلك كان قرارنا أننا نقوم بعمل جمعية غير تقليدية، ونحترم ونقدر كل الكيانات والجهات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني ممن سبقونا نوجه لهم كل الشكر والتقدير فهم أصحاب خبرات.

عندما كنا نتدارس أمر الجمعية وصلنا إلي عدة أمور منها أنه عندما أن تؤسس جمعية أو كيان لا بد أن تسمح بتواجد جيل جديد من رجال الأعمال المصريين بعد أن أصبحت الدولة 104 ملايين نسمة وبالتالي التوسع في الأعمال وزيادة مشروعاتهم وحجم استثماراتهم وحجم أصحاب الأعمال، كما أننا بالتحليل وجدنا أن كثير من مجتمعات المال والأعمال في مصر كانت تتحدث داخليًا أكثر من الحديث الخارجي مع مجتمع المال الإفريقي، ولم يكن هناك حيز لجمع مجموعة من رجال الأعمال خارج مصر بشكل جيد.
أيضًا فترة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي خلال الفترة من فبراير 2019 إلي فبراير 2020 كان حافزًا قويًا لنا، ووجدنا إرادة سياسية إفريقية.

اقتصاديات إفريقية في مصاف الدول
المتقدمة من ضمنهم
مصر والمغرب
وموريشيوس
وجنوب افريقيا

● ما هو الدافع الرئيسي وراء هذا التحرك؟
●● وجدنا أن الاستقرار السياسي بات في القارة الإفريقية متناميًا ومتزايدًا خلال العشر سنوات الأخيرة، والقادة السياسيين الأفارقة عملوا باقتدار علي محاور التنمية المستدامة كاملة، و خرجت نتائج 2019 تؤكد أن هناك 6 اقتصاديات إفريقية في مصاف الدول المتقدمة من ضمنهم مصر والمغرب وموريشيوس وجنوب افريقيا.

● ماذا رأيتم علي مستوي القطاع المصرفي؟
●● حدث تطور شامل في منظومة الشمول المالي، وكان هناك اجتماعات مستمرة لمحافظي البنك الإفريقي أدي إلي ظهور جيد في تطبيق الشمول المالي، وكان هناك حركة كبيرة من التناغم والتوسع في الدول الإفريقية.

● كيف عملتم في ظل كورونا؟
●● جائحة كورونا جاءت في 2020، وأعطتنا كجمعية العديد من الميزات، كما أننا خططنا قبل أن نبدأ أن نكون أول منظمة مال وأعمال أو جمعية تمارس 80٪ من أنشطتها عبر التحول الرقمي وذلك قبل كورونا.
بدأنا في يناير 2020، وكنا حريصين كمنظمة مجتمع مدني، أن نكون للاتحاد الإفريقي والحكومات المصرية والإفريقية مستودع أفكار حقيقي يحمل شعار الصالح العام الإفريقي وليس الشخصي.

● المشاكل التي ناقشتموها؟
●● تحدثنا عن حلول لمشاكل المناطق الصناعية والتصدير، وأجرينا هيكلة جيدة خلال الفترة الماضية، وحرصنا علي أن يكون لدينا 22 لجنة نوعية تخصيصية في قطاعات الاقتصاد المختلفة تخدم كافة مجالات الاقتصاد بما فيهم المرأة الإفريقية والصحة في القارة وأيضًا رواد الأعمال والشباب، والقوانين والتشريعات، ونهجنا نهجًا أن يكون الرئيس والنائب أحدهما مصري والآخر إفريقي ثم معنا «10» مجلس إدارة وهيئة استشارية عليا تقريباً 55 عضو في الصدارة يتحدثون للإعلام والشارع الإفريقي.

ويحضر لنا في المؤتمر سواء في الصناعة الإفريقية أو في التصدير الافريقي أو في التجارة البينية أو في ورش العمل الخاصة بالتنمية البشرية والتنمية المستدامة أكثر من 15: 20 ألف إفريقي من كل الدول.

● نتائجكم خلال 2020؟
●● خلال 2020 رغم صعوبة الأحداث وظروف كرورنا، حققنا علي أرض الواقع ما لم يحقق من أنشطة وفعاليات لدي جمعيات كثيرة جدًا بشهادة الكثيرين رفعنا منها شعار مصر أولاً وأفريقيا أولاً، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعلمنا استثمر في مصر استثمر في افريقيا شعاراً للاستثمارات المصرية في نوفمبر 2019 الذي احتضنته العاصمة الإدارية الجديدة.

في 2020 حققنا أكثر من 22 مؤتمر موسع وورش عمل شارك فيهم أكثر من 96 متحدث من مصر وإفريقيا أيضاً كان لدينا أكثر من زيارة ميدانية للعديد من المسئولين في مصر والجهات الإدارية.
تحدثنا مع غرفة الصناعة والتجارة بجنوب افريقيا وتم توقيع اتفاقية دعم مشترك بين غرفة تجارة وصناعة جنوب إفريقيا، كما وقعنا اتفاقية مع البنك الزراعي المصري الذي يخضع الآن إلي أكبر جراحة تطوير لكي يكون داعم للإنتاج الزراعي في مصر، وأيضًا حاولنا بقدر المستطاع مع الاتحاد العام للمصريين بالخارج أن نجري العديد من المبادرات لوضع حلول فاعلة فيما يتعلق بفتح آفاق أمام العائدين من الخارج فيما بعد جائحة كورونا.

●.. والصناعة المصرية؟
●● وقعنا اتفاقية لدعم الصناعة المصرية ممثلة في الهيئة العربية للتصنيع وإيمانًا منا بأنها هي قلعة وذخيرة وركيزة الصناعة المصرية بما تقدمه من مشروعات مختلفة الأحجام وصناعات مختلفة الأنواع والتخصصات وسنحمل هذا الملف معنا في السنوات القادمة إلي الشارع الإفريقي نتحدث فيه علي مستوي الإنتاج الزراعي ومعداته وعلي مستوي المشروعات الكبري من السكك الحديدية والبناء والتشييد.

أتصور أننا أمام نقلة نوعية نستطيع أن نتحدث للشارع الإفريقي ونحاول تطوير الأداء سواء التقني عن طريق وجود الترجمات الفورية باللغة الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية وتقديم المواد التسويقية.
نسعي الآن للربط مع الصحافة الإفريقية، وحاولنا تدشين اسم الجمعية في نيجيريا عن طريق واحدة من أكبر الصحف النيجيرية، واجتمعنا خلال ديسمبر 2020 مع رؤساء اللجان ووضعنا خطة 2021 فيما تحمله من أنشطة وما تحمله من فاعليات ومن اتفاقيات نتواجد في 2021 وخطة مستقبلية لدعم حرية التجارة البينية الإفريقية.

● حدثنا عن قطاع النقل؟
●● سنبحث من خلال لجنة النقل عن حلول مشتركة سواء من الجانب المصري أو أحد الدول الإفريقية أو من خلال شراكة من طرف ثالث خارجي علي خطوط ملاحة أو ما يتعلق بحلول في مشاكل النقل البحري للمنتجات المصرية حتي نستطيع أن نتغلب علي هذا التحدي.

أهم الأهداف في 2021؟
هدف رئيسي أن نتوسع في التعامل مع الأعضاء الأفارقة ودخول أعضاء أفارقة جدد من كل الدول الإفريقية حتي يكون عندنا عدد مشاركات إفريقية قوية وفاعلة بما يزيد من لغة الحوار المالي والاقتصادي والمجتمعي مع أبناء القارة وأصحاب رؤوس الأموال، أيضًا سندعم لجنة التجارة الخارجية حتي تكون فاعلة بشكل أقوي وأفضل.

● هل لديكم تعامل في مجالات نوعية؟
●● أنهينا الأسبوع الماضي أحد أهم المؤتمرات في قطاع التشييد والبناء والعقار ومواد البناء، وفي 2021 سنحاول التركيز علي هذا القطاع لأننا نؤمن أن أفريقيا قادمة خلال العشر سنوات القادمة فيما يتعلق بالبناء السكني ومشاريع البنية التحتية، وكل هذا يستلزم ما يسمي بمفهوم البناء سواء أكان استشارات هندسية أو مواد بناء، ونسعي لتوقيع اتفاقية تعاون مشترك مع اتحاد المقاولين الأفارقة لنكمل الدائرة.

● هل تعاونتم مع جهات مصرية؟
●● تحدثنا عن كود البناء مع نقابة المهندسين وربما نتحدث أيضًا مع الاتحاد الإفريقي من خلال الاتحادات المعمرة في القارة الإفريقية، وربما نخرج بكود بناء موحد.
وهذا الكود عندما يتوفر في قاعدة البيانات أمام كل شركات المقاولات في القارة الإفريقية سيساعد كثيرًا علي عدم الوقوع في أخطاء وتسريع عجلتي العمل والبناء، كما لدينا جهود في مجال تقنية المعلومات وقواعد البيانات.

● وماذا عن القطاع السياحي في القارة؟
●● نؤمن أن السياحة الإفريقية قادمة والآن بدأ العالم يوجه أنظاره إلي الشواطئ الإفريقية، والقارة بها 38 دولة ساحلية، وخلال العشر سنوت القادمة ستكون إفريقيا بها محطات سياحية هامة، ونحن سنحاول جاهدين أن نقدم مع رجال الأعمال المصريين ونظرائهم في القارة الكثير من الأنشطة والفعاليات.

● هل هناك خطط لقطاع التسويق؟
●● نحن الآن نؤسس للتسويق، وهو أن الثقافة المشتركة بيننا وبين الشعوب الإفريقية تحتاج مزيد من العمل الشققي وليس العمل المصلحي، أي المعتمد علي المصلحة، وهذا يأخذ وقت حتي يكتسب عنصر الثقة.

● أمنياتكم للعام القادم؟
●● نود في 2021 أن يكون عندنا شراكات استراتيجية للدخول إلي إفريقيا، ربما نتحدث مع الجانب الياباني للتعاون، بالإضافة إلي التعاون مع ألمانيا وأمريكا حتي مع دول الخليج، ونحتاج مزيد من الحوارات والمناقشات والاتفاقيات لنخرج نموذجا فاعلاً جديداً يقف خلف القيادة السياسية لتعميق اسم مصر وما فقدته من فترة في العمل الافريقي المشترك إيماناً منا بأن إفريقيا هي السوق الأكبر، وسيصل حجم المعاملات إلي 2 مليار عام 2050.

● لديكم إيمان عميق بأن القارة مليئة بالثروات؟
●● الأفارقة يمتلكون 50٪ من احتياطي الذهب العالمي، و40٪ من بعض المعادن الأخري ألمونيوم ونحاس، 60٪ من مساحة الأرض صالحة للزراعة.

● ما جنسيات الأعضاء في الجمعية؟
●● عندنا أعضاء من نيجيريا والسودان وتونس وجنوب إفريقيا وزامبيا وغانا وليبيا، والعدد ينمو.

● كيف يمكن الاشتراك في الجمعية؟
●● نحن أسهل شروط للاشتراك في الجمعية، لدينا شخصية عامة تكنوقراط مهني خبير، ورجال وسيدات أعمال ورواد أعمال، وصاحب مشروع لديه سجل تجاري وبطاقة ضريبية، ونشترط حسن السمعة وألا يكون هناك مشاكل قضائية، وغير ملاحق جنائيًا ليس لديه قضايا إفلاس، ويشترط أيضًا التزكية من عضوين وعضو مجلس إدارة.

● لماذا لا تنظمون مؤتمرات؟
●● لا نقوم بعمل مؤتمرات في فنادق ولها رعاة، لأن من يرعي سوف يحكم ويتحكم في القرار ويتحكم في الإيدلوجية، وطريقة الرعاة أدت إلي كثير من الفساد والمغلف، ونعتمد علي الشركات الأعضاء وتقليل التكاليف والعمل الملتزم الممنهج.

ولا نعتمد علي فكرة الشو أو البهرجة التي تحتاج إلي فنادق كبيرة، ربما نكون مختلفين بعض الشيء لنخرج نموذجًا يدرس في الإدارة والإدارة المالية والإدارة المجتمعية اجتهدنا أن نخلق نموذج حديثًا عصريًا خلف القيادة السياسية.

● ما تحتاجه من الدولة؟
●● أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدعمه لكل عمل من أجل مصر وعلي أرض مصر، ونحن نفخر بقوة الإرادة الموجودة، والدولة دعمتنا بأول دعم وهو الموافقة علي ترخيص جمعية، وهذا أول دعم وإن كان حق أصيل إلي جانب أنه دعم.

● ماذا تحتاجون؟
●● نحتاج مزيد من الدعم المعنوي والإعلامي والمعلوماتي، وهذه الأشياء ربما يتصور البعض أنها أشياء بسيطة لكنها مهمة جدًا، نحتاج أن تدعمنا الدولة عبر الإعلام المصري المرئي والمسموع والمقروء.
نحن مصريون أفارقة وعلي أرض إفريقيا، ونقدم التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي عندما احتضن شباب العالم العربي والإفريقي في أسوان كانت هذه لفتة جيدة جدًا هؤلاء سفراء للقارة.

● نصائح للسوق؟
●● يجب مضاعفة أعداد الطلبة والأفارقة في الأزهر وأيضًا الجامعات الحكومية المصرية لابد أن نتوسع ونستضيف طلاب من إفريقيا لتعليمهم، كما أن الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد تعطي منح من الدولة للحكومات الإفريقية والمشتغلين في الحكومة والقطاع الخاص في إفريقيا، ربما هذه القوي الناعمة القادمة، الاعلام المصري يحتاج إلي التحدث العديد من القنوات أو الصحف أو المحطات يتحدث لغة فرنسية- انجليزية- سواحلية.

● البحث العلمي بالجمعية؟
●● لدينا لجنة اسمها لجنة التعليم والتدريب والبحث العلمي هذه اللجنة من أحد اهم اللجان لها استراتيجية هذه الاستراتيجية التي تحضر لها.
إحنا مؤمنين بأن نقل العلم والمعرفة من الغرب أو من الدول المتقدمة الي افريقيا هو احد أهم التحديات، والبحث العلمي سوف يساهم في رفع سقف المعرفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى