صفاء حمودة: السوشيال ميديا والأحلام الوردية وراء صدمة الواقع بعد الزواج

محمد الجداوي
أكدت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن من أبرز أسباب التحديات النفسية والزوجية التي تواجه الشباب حديثي الزواج، هو الفجوة بين التوقعات الوردية التي تُرسم قبل الزواج، والواقع العملي المليء بالمسؤوليات والضغوط.
حلاوة البدايات
وقالت أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حوار مع الإعلامية “مروة شتلة”، بحلقة برنامج “البيت”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: “الناس بتقولك حلاوة البدايات، الأحلام الوردية، وكل طرف بيبقى متخيل إن الجواز رحلة مستمرة من الفسح والسفر والسعادة، وده سببه إننا بنتفرج على مسلسلات وأفلام، ونتابع محتوى السوشيال ميديا اللي بيرسم صورة مثالية غير واقعية للحياة الزوجية”.
الواقع العملي
وأضافت: “مع أولى خطوات الحياة الزوجية، بيتفاجئ الطرفان بأن الفرح المؤقت انتهى، وبدأت مرحلة جديدة من المسؤوليات والواقع العملي، اللي ما حدش حضّرهم له”.
وأكدت أن “المشكلة إن شباب الجيل الحالي اتربى على السوشيال ميديا، ودي أصبحت مصدر ثقافته الأساسي بدل من القراءة أو التجارب الواقعية، فبقى بيكوّن تصورات سطحية جدًا عن الزواج، وبيركّز على تفاصيل شكلية زي الفوتوسيشن والفستان الأبيض، من غير ما يخطط للميزانية أو شكل الحياة اليومية بعد الجواز”.
تأثير السوشيال ميديا
وشددت على خطورة هذه الظاهرة، قائلة: “السوشيال ميديا بقت من العوامل اللي بتسبب إحباطات كبيرة في الحياة الزوجية، لأن الناس بتشوف صور لحفلات واحتفالات وسفر، ويبدأوا يعتقدوا إن ده الطبيعي، وده اللي المفروض يحصل، ولما الواقع يختلف، بتيجي الصدمة”.
وأكدت على أهمية نشر الوعي الواقعي حول الحياة الزوجية، وتجهيز الشباب نفسيًا وعقليًا للتعامل مع تحدياتها، وليس فقط التوقف عند لحظة “الزفاف” وكأنها نهاية الحكاية، بل بداية لمسؤولية وشراكة حقيقية تحتاج إلى نضج واستعداد.