هكذا اختلفت أميركا حول الكريسماس..واحتفلت به في النهاية

كتب/ميثاء راشد

 

خلال القرن التاسع عشر، اتخذ احتفال عيد الميلاد شكله الحالي بالولايات المتحدة الأميركية. لكن قبل تلك الفترة، لم تكن أشجار الكريسماس المزينة وشخصية بابا نويل وعادة تقديم الهدايا منتشرة بالولايات المتحدة الأميركية حيث اختلف الأميركيون حينها حول طريقة الاحتفال بالكريسماس بينما اتجه بعض المتدينين خلال الحقبة التي سبقت حرب الاستقلال لإلغاء هذا الاحتفال لارتباطه بعادات وثنية رومانية قديمة.

حرية مؤقتة

منذ قدومهم نحو العالم الجديد، حمل الإنجليز معهم احتفال الكريسماس الذي أثار أزمة بإنجلترا خلال القرن السابع عشر. فأثناء تلك الفترة، تحدّث أتباع التيار البيوريتاني، الملقب أيضا بالتطهيري، التابع للمذهب المسيحي البروتستانتي عن ارتباط الكريسماس بشكل وثيق بعدد من الأعياد الوثنية القديمة كاحتفال ساتورن الشتوي الذي اعتاد خلاله الرومان قديما إحياءه سنويا منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر احتفالا بإله الحصاد ساتورن. وأثناء هذا العيد، يحصل العبيد على حرية مؤقتة وتقام الولائم والزيارات كما يتبادل الجميع الهدايا.

خلاف حول الكريسماس

وتماما كأولئك الذين ظلوا بإنجلترا، انقسم المستوطنون الإنجليز بالقارة الأميركية حول الاحتفال بالكريسماس من عدمه.

وبالنسبة للمستوطنين الذين استقروا بفرجينيا عام 1607، مثّل الكريسماس احتفالا مقدسا وهاما احتفلوا به سنويا بشكل محدود بسبب الشتاء البارد حيث كان الطقس أكثر برودة بشمال القارة الأميركية مقارنة بإنجلترا أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر. وبجيمستاون (Jamestown)، حظي الكريسماس باهتمام كبير من قبل سكان المستعمرة وقد اتجه الجميع حينها لإدراجه ضمن أيام الأعياد الرسمية والعطل بالتقويم ما بين عشرينيات وثلاثينيات القرن السابع عشر.

وفي مقابل ذلك، اتخذ عيد الميلاد وجها آخر بمستعمرة بليموث (Plymouth Colony) التي كان أول الإنجليز الذين سكنوها بيوريتانيين. فمع حلول أول كريسماس لهم بالعالم الجديد، واصل الأهالي العمل دون الاكتراث لهذا العيد السنوي واعتبروا يوم 25 كانون الأول/ديسمبر يوم عمل عادي كبقية أيام السنة حسب ما دوّنه المسؤول عن المستعمرة وليام برادفورد (William Bradford).

وبداية من العام التالي، ظهرت المشاكل بمستعمرة بليموث تزامنا مع قدوم مستوطنين جدد رافضين للبيوريتانية. فمع حلول الكريسماس، رفض المستوطنون الجدد العمل واتجهوا للاحتفال متسببين في ظهور حالة من الانقسام بالمستعمرة.

قرار تاريخي من الكونغرس

وعقب الحرب الأهلية الإنجليزية الأولى ما بين عامي 1642 و1646، حصل أتباع البيوريتانية على مقاليد الحكم بإنجلترا واتجهوا لإلغاء العديد من الاحتفالات الدينية. وبمستعمرة ماساتشوستس (Massachusetts) التي ظهرت عام 1630، سنّ البيوريتانيون قوانين منعوا من خلالها الاحتفال بالكريسماس وتوعّدوا كل من يخالف ذلك بغرامة مالية باهظة.

وقد استمر تحريم الكريسماس بماساتشوستس عقودا قبل أن يعرف نهايته عام 1681 حيث وافقت السلطات حينها على إلغاء القانون السابق. إلى ذلك، واصل عدد كبير من الأهالي فتح متاجرهم والعمل خلال يوم عيد الميلاد مفضلين بذلك مواصلة تطبيق السياسة البيوريتانية السابقة. فضلا عن ذلك، انتظرت ماساتشوستس منتصف القرن التاسع عشر لتعترف بالكريسماس كيوم مقدس.

من جهة ثانية، انتظر الأميركيون قرنين للاحتفال بالكريسماس على شكله الحالي. فعام 1870، مرر الكونغرس قرارا تاريخيا جعل من خلاله الكريسماس يوما مقدسا وعطلة رسمية. وبالتزامن مع ذلك، سجلت بعض العادات كشجرة الكريسماس وشخصية بابا نويل ظهورها بالبلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى