أبو الغيط يدعو إلى تعاون دولي لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة واللجوء …والدبيية : مؤتمر بليبيا خلال ايام يطرح مبادرة تشاركية

وذلك امام المؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية

كتبت/ هالة شيحة

أكد الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه الهجرة والمهاجرين خاصة في ظل تزايد حدة الهجرة في العقدين الأخيرين والعمل على
معالجة الأسباب الجذرية الدافعة لخروج تدفقات الهجرة واللجوء،

وقال ابو الغيط في كلمته امام المؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية الذي عقد بمشاركة عبد الحميد الدبيبة رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية المكلف، دولة ليبيا
اننا نتابع بقلق متزايد المصاعب التي يواجهها المهاجرون من المنطقة العربية إلى الخارج في الفترة الأخيرة… ونتابع بقلق معلومات عن تعرض بعضهم للممارسات العنصرية المرفوضة والتمييز والإسلاموفوبيا والتهميش، مما يؤدي إلى صعوبة اندماجهم في المجتمعات..

واكد اهمية المؤتمر الذي يعقد بعد ستة أعوام من اعتماد الاتفاق العالمي في مراكش عام 2018. أن تستضيف جامعة الدول العربية هذا المؤتمر الذي يعقد لأول مرة حضورياً.. ولا شك أن تلبية هذه الدعوة بهذا المستوى الرفيع تعكس الاهتمام الكبير بموضوع الهجرة، والالتزام والدعم المستمر لعملية استعراض الاتفاق في المنطقة العربية.
فالهجرة من وإلى المنطقة العربية تمثل قسماً هاماً من الهجرة العالمية، وتسهم في تشكيل الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة، وجوارها والعالم ككل.

وقال ان اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى، تكتسب الهجرة أهميةً خاصة في منطقتنا التي تستضيف ما يُقدر بـ 41.4 مليون مهاجر ولاجئ، وتُعد منشأً لنحو 32.8 مليون مهاجر ولاجئ.

واضاف ان منطقتنا تعاني من تحديات مختلفة زادت حدتها في العقدين الأخيرين، وقد أثرت تأثيراً كبيراً على عملية التنمية فيها، وألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وزادت من الأعباء التي تتحملها دول المنطقة… مما أدى إلى زيادة العوامل الدافعة للهجرة، وزيادة وتيرة هجرة العقول والكفاءات، وزيادة الهجرة غير النظامية وما يرتبط بها من مخاطر كبيرة، منها تعرض المهاجرين للاتجار بالبشر من قبل عصابات التهريب التي يلجؤون إليها.

ويضاف إلى هذه العوامل “تغير المناخ” الذي أصبح دافعاً قوياً للتنقل البشري… حيث تعد المنطقة العربية من المناطق المتأثرة بشكل مباشر بالتهديدات الكبيرة للتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية… وقد تزايد الوعي العربي والعالمي بالمسائل المتعلقة بالهجرة البيئية خلال العقد الماضي، وانعكس ذلك في الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي دعا إلى فهم أعمق لتغير المناخ كأحد المحركات الهامة للهجرة، وإلى تطوير استراتيجيات التكيف والمرونة، مع مراعاة الآثار المحتملة على الهجرة والنزوح… وقد كانت هناك جهود ومبادرات عربية مقدرة في هذا الشأن خلال الدورتين السابقتين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ المنعقدتين في المنطقة العربية، وتحديداً في جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وعلى صعيد آخر، إننا نرصد بقلق متزايد المصاعب التي يواجهها المهاجرون من المنطقة العربية إلى الخارج في الفترة الاخيرة
وقال انه لطالما كانت الحروب دافعاً أساسياً للهجرة على مر التاريخ الإنساني… وللأسف تعرضت المنطقة العربية لحروب وصراعات بالمنطقة أدت إلى ارتفاع أرقام الهجرة والنزوح على نحو مقلق… ولا نستطيع أن نغفل في محفلنا هذا ما يحدث بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة منذ تسعة أشهر، من التعرض لكافة أشكال الانتهاكات من قتلٍ وتهجيرٍ وترويعٍ وحصارٍ وتجويع.

وشدد الامين العام على انه يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسئوليته تجاه ما يحدث في قطاع غزة وأن يتخذ إجراءات حاسمة وسريعة لحماية الشعب الفلسطيني… وذلك بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لعدوانها ضد المدنيين… ووقف كافة محاولات التهجير القسري والتطهير العرقي والتدمير المنهجي للشعب الفلسطيني.
واكد ابو الغيط على أهمية معالجة الأسباب الجذرية الدافعة لخروج تدفقات الهجرة واللجوء، والربط بين الهجرة والتنمية من خلال اتباع مقاربات تنموية تعمل على تعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة في المجالين الإنساني والإنمائي، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتقليص تلك العوامل الهيكلية السلبية التي تضطر الناس إلى مغادرة بلدهم الأصلي.
واعرب ابو الغيط عن امله في ان يسهم المؤتمر في خلق واقع جديد يراعي مصالح الجميع، كما يحترم حقوق المهاجرين ويساعدهم على المساهمة الكاملة في التنمية المستدامة في جميع البلدان.

من جهته اكد الدبيبة اهمية المؤتمر الذي يعقد في هذه الفترة الحرجة التي يشهدها العالم من خلال التحديات المختلفة واعرب الدبيبة عن تطلعه لمواصلة الجامعة وامينها العام أحمد ابو الغيط في تنظيم أحداث مماثلة وهامة تناقش قضايا تهم المنطقة العربية.

واضاف انه في السابع عشر من يوليو الجاري تستضيف ليبيا ” منتدى الهجرة عبر المتوسط” بمشاركة الدول الاوروبية والأفريقية ذات العلاقة والذي يهدف إلى مناقشة قضية الهجرة غير الشرعية من خلال رؤية تتشارك فى صياغتها الدولة المعنية واطلاق مبادرة في هذا الشان
حيث تقوم المبادرة على مبدأ الاحترام والتعاون من خلال القوانين و السياسات الوطنية المعمول بها في الدول المشاركة والتركيز على التنمية وبناء القدرات والتعاون في تنفيذ برامج ومشروعات تنموية في بلدان المصدر للحد من أسباب الهجرة .
وأوضح الدبيبة ان المنتدى سيناقش عددا من المحاور أهمها أولاً – انشاء اطار استراتيجي يعزز الحوار وينظم التعاون بين افريقيا وأوربا .

ثانيا – تطوير العلاقات الافريقية الأوربية في هذا الملف بما يكفل التعاون المتبادل والمصالح المشتركة.

ثالثاً – بناء سياسات مستقرة ومستدامة تعالج أسباب الهجرة.

رابعاً – سرعة الاستجابة الانسانية وضمان حقوق و سلامة المهاجرين.

واكد الدبيبة تمسك ليبيا بمواقفها من قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنون ” الاتفاق العالمى من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية ” من خلال امتناعها على التصويت في العام 2018 لوجود نقاط خلافية تحتاج من الجميع توحيد المفاهيم بشأنها.

وفى هذا الشأن تظل ليبيا بحكم موقعها الجغرافي دولة عبور للمهاجرين من مختلف الجنسيات إلى أوربا والذي يصاحبه الكثير من التعقيدات فرضت علينا أعباء تقيلة في التعامل معها فى جوانبها خاصة الأمنية منها.

حيث نعمل مع الشركاء الدوليين على إطلاق الاستر التنمية الوطنية لأمن وادارة الحدود وفق التشريعات الوطنية النافذة.

وتابع الدبيبة : و من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان نواصل التعاون مع المنظمات الدولية العاملة في مجال الهجرة على تقديم التسهيلات لعودة المهاجرين الطوعية لبلدانهم والتي بلغت. (21) بلداً . وتسهيل إجراءات رحلات الإجلاء الانساني التي تشرف عليها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
ونوه الدبيبة بأهمية تطوير السياسات الخاصة لمكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال تبادل الخبرات و القدرات ومعالجة المشكلة من جذورها بدعم المشاريع التنموية ببلدات المصدر.

وفي ختام كلمته وجه الشكر للجامعة العربية والمنظمة الدولية للهجرة على تنظيم هذا المؤتمر الذي يناقش قضية تهم الدول الأفريقية والأوروبية والعربية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى