انسحاب أفريكوم من النيجر: فشل أمريكا مدو في القارة السمراء
كتب / محمد ابو الجدايل
سمير باكير- أخطر الجنرال أمادو عبدالرحمن المتحدث باسم المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر الولايات المتحدة إنه ينبغي عليها سحب أفرادها العسكريين من هذا البلد.
كلام الجنرال عبدالرحمن ترك إنطباعا بأن هذا القرار اتخذ بعد زيارة وفد أمريكي رفيع المستوى للنيجر يومي 12 و14 مارس لإقناع مجلس الأمن القومي لهذا البلد بإعادة النظر في علاقة البلاد مع روسيا وإيران.
وضم الوفد كل من مولي فاي مساعد وزير الدفاع الأمريكي للشؤون الأفريقية، وسيلسيت فالاندر مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي والجنرال مايكل لانجلي قائد افريكوم.
في السياق قال الجنرال امادو: إن النيجر تأسف لرغبة الوفد الأمريكي في إنكار سيادة شعب النيجر من اجل اختيار الشركاء وانواع التعاون التي يمكن أن تساعده في محاربة الإرهاب.
وقال الجنرال عبدالرحمن أن هذا الوفد اتهم المجلس الوطني للأمن الداخلي بوجود اتفاق سري لتزويد إيران باليورانيوم. وذكر بأن المسؤولين الأمريكيين اتهمو النيجر كذبا بتزويد العراق باليورانيوم لتبرير الهجوم على هذا البلد في عام 2003.
كما انتقد الجنرال النيجيري تواجد القواعد العسكرية الأمريكية في النيجر والاتفاقية مع واشنطن، وقال: إن هذه الإتفاقية فرضت على هذه الدولة عام 2012 إجراءات غير منطقية من ضمنها انه لايتعين على الجيش الأمريكي تقديم معلومات حول أنشطته إلى سلطات النيجر، وانه ليس ملزما بالإستجابة لطلبات المساعدة في مكافحة الإرهاب.
وأضاف أن الولايات المتحدة علقت التعاون العسكري من جانب واحد منذ الانقلاب العسكري في يوليو 2023 وانتهكت هذا الاتفاق، ونفذت طلعات غير قانونية في الأسابيع الأخيرة. وفي ضوء ما سبق فإن حكومة النيجر تقرر التنديد الفوري بالاتفاق المتعلق بوضع العسكريين الأمريكيين والموظفين المدنيين التابعين لوزارة الدفاع الأمريكية في أراضي النيجر وفي هذا الصدد سيتم إرسال مراسلات دبلوماسية إلى الجانب الأمريكي بشان انسحاب أمريكا.
يشي هذا التطور بان النيجر عازمة على ايجاد تحالفات جديدة، لاسيما مع روسيا في الجبهة ضد أمريكا. وفي هذا الصدد زار وفد من المجلس الوطني للأمن الداخلي موسكو في يناير الماضي واجتمع خلاله وزير دفاع النيجر الجنرال سيليفو مودي مع يونس بيك يوفكوروف وألكسندر فومين نائبي وزير الدفاع الروسي.
وأعلن وزير الدفاع الروسي أنهم توصلوا الى اتفاق على تعزيز الإجراءات المشتركة لتحقيق استقرار الأمن في المنطقة.
ويشكل أمر الانسحاب من النيجر ضربة كبيرة لأفريكوم لأن النيجر هي الدولة الوحيدة في شمال أو غرب أفريقيا التي تستضيف بإنتظام طائرات عسكرية أمريكية. و یتواجد الجيش الأمريكي في القاعدة الجوية رقم 101 للقوات المسلحة النيجرية في مطار نيامي الدولي والقاعدة الجوية رقم 102 في أغاديز حيث تتمركز طائرات القاعدة الجوية. وبعض المقاتلات من مجموعة الاستطلاع الجوي 409.
وشيدت القاعدة الجوية 102 في الأصل للقوات الجوية للولايات المتحدة وتستخدم امريكا هذه القاعده لتحليق الطائرات المسيرة ولتنفيذ مهام المراقبة و الضرب في جميع أنحاء المنطقة.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن CIA أزالت طائرات بدون طيار من القاعدة الجوية في مطار ديركو في الشمال الشرقي لهذا البلد، وكان هذا الموقع مثالي لمراقبة جنوب ليبيا.
ومن غير المعلوم مع تفاقم موجة الكراهية ضد أمريكا في العالم وخاصة في غرب أفريقيا ما إذا كانت أي دولة مستعدة لإباحة النيجر تلبية للأطماع الأمريكية، وإلا فإن أمريكا سوف تضطر إلى تغيير سياستها الفاشلة و المكلفة في هذه القارة.